السير أليكس فيرجسون

الإنتقال بين لعب كرة القدم والتدريب أمر ليس سهلاً، ولكن ذلك لم يمنع العديد من نجوم الساحرة المستديرة عبر التاريخ من الإنتقال بشكل فوري من الملعب إلى مقعد المدرب، ولكن في الآونة الأخيرة بدأ العديد من النجوم يستخدمون مسيرتهم الحافلة كطريقة لبدء مسيرتهم في فرق كبرى متجاوزين “المراحل الصعبة” كتدريب فرق الأكاديميات أو فرق صغيرة. حيث يعتبر اليوم تفضيل بيب جوارديولا وستيفن جيرارد ببدء مسيرتهم التدريبية في أكاديميتي برشلونة وليفربول أمراً يستحق المديح مقارنة بما فعله جاري نيفيل مع فالنسيا أو حتى دييجو أرماندو مارادونا الذي اختار بدء مسيرته التدريبية الحقيقية مع منتخب الأرجنتين، لكن هل يجب أن يبدأ المدرب حياته في ظروف صعبة وهل تضيف هذه الظروف أي شيء لخبرته وطريقته في التدريب؟ دعونا نحاول الإجابة عبر تجارب بعض من أساطير التدريب في كرة القدم ونرى كيف استفادوا من الظروف الصعبة التي واجههتهم.

براين كلوف في هارتليبول؟!

اسم براين كلوف مرتبط بشكل كامل بنادي نوتنغهام فورست الذي قاده للقب دوري أبطال أوروبا مرتين متتالييتين، وربما يتذكر البعض فترته مع ديربي كاونتي الذي أحرز معه لقب الدوري للمرة الأولى، لكن العديدون لا يدركون أن كلوف بدأ مسيرته في نادي هارتليبول الذي كان ينافس في الدرجة الرابعة في انجلترا وكان قد دائماً قريباً من التحول لنادي هاوٍ، كلوف، رفقة مساعده الشهير بيتر تايلور، قاما بكل شيء في النادي، من إعادة تأهيل ملعب الفريق إلى لم التبرعات من سكان بلدة هارتليبول لدعم ميزانية الفريق، لكن أهم ما تعلمه كلوف من تجربته الأولى كان كيفية تطوير أداء اللاعبين الموجودين لديه وبناء فريق أفضل من مجموع أفراده، حيث تمكن كلوف في موسمه الكامل الوحيد مع هارتليبول من قيادة مجموعة لاعبين أنهت معظم المواسم السابقة قرب مؤخرة الترتيب إلى المركز الثامن وهو ما يعتبر انجازاً قياساً لإمكانيات الفريق المادية، قدرة كلوف على التواصل مع لاعبيه ونقل أفكاره كانت ميزته الكبرى والتي مكنته من قيادة ديربي ونوتنجهام إلى المجد.

عندما طرد اليكس فيرجسون

لا يمكن لأي أحد أن يسمع اسم اليكس فيرجسون دون أن يفكر بمانشستر يونايتد، لكن مسيرة الرجل الاسكتلندي لم تبدأ في الأولد ترافورد بل في قاع الترتيب في دوري الدرجة الثانية في اسكتلندا، بعد فترة قصيرة في نادي ايست ستيرلينغشير انتقل فيرجسون لنادي سانت ميرين الذي كان يعاني في الدرجة الثانية قبل أن يصل بهم فيرجسون إلى الدوري الممتاز مقدماً مستوى مميز بتشكيلة كان معدل أعمارهاً يبلغ 19 عاماً فقط. لكن انجازات فيرجسون على أرض الملعب رافقها تصرفات مشينة خارجه كالصراخ على سكرتيرة النادي والاتفاق مع نادي آخر دون علم سانت ميرين. هذه التصرفات كانت تتعلق جميعها بكرهه لرئيس النادي الذي طرده في العام 1978  (المرة الأولى والأخيرة التي طرد فيها فيرجسون من وظيفته). فيرجسون قدم شكوى ضد النادي لكن تصرفاته كانت سيئة لدرجة أن شكوته رفضت وتم الحكم لصالح النادي. فيرجسون أقر في سيرته الذاتية بأنه تعلم درساً قيماً من هذه التجربة “لا يهم كم تكره رئيس ناديك، عليك دائمأً أن تجد طريقة للعمل معهم” وهو الأمر الذي ربما أفاد فيرجسون جداً بعد تولي عائلة جلايزر رئاسة مانشستر يونايتد.

Show - 2019 Laureus World Sports Awards - Monaco

ارسين فينجر يهبط؟!

الفشل جزء أساسي من كل نجاح فلا أحد بدأ حياته وهو الأفضل في مجاله ومسيرة ارسين فينجرالتدريبية أكبر دليل على ذلك. أولى تجارب الفيلسوف الفرنسي كانت مع نادي نانسي الذي كان يملك احدى أصغر الميزانيات في فرنسا. فينجر تمكن من إبقاء الفريق  في الدرجة الأولى لموسمين متتالين بشق الأنفس ولكنه لم يستطع إنقاذه في النهاية ليحتل نانسي المركز الأخير ويهبط للدرجة الثانية. لكن موهبة فينجر أبهرت إدارة موناكو التي عينت فينجر مدرباً للفريق رغم هبوطه بنانسي. مسيرة فينجر مع فريق الإمارة بدأت بشكل جيد بلقب الدوري والكأس وأداء جيد أوروبياً لكنها بدأت تتراجع تدريجياً قبل أن يطرد فينجر مع بداية موسم 1994/95 ليذهب الرجل الفرنسي إلى اليابان حيث تولى مسؤولية تدريب ناجويا جرامبوس الذي كان قد حل أخيراً في الموسم السابق لكنه فاز بلقب كأس اليابان تحت قيادة فينجر. كل هذه التجارب التي لا يمكن وصفها بالفاشلة تماماً ولكنها لم تكن ناجحة كذلك حولت فينجر إلى المدرب القادر دوماً على على تقديم أداء يفوق قدرة الفريق المادية وذلك من خلال تطوير مستوى لاعبيه عبر الاهتمام بكل جوانب حياتهم وخصوصاً تلك التي لك يكن المدربون يعيرونها اهتماماً كبيراً في التسعينيات كالتغذية الصحيحة.