لا يخفى على أحد سعي برشلونة الحثيث وراء الحصول على توقيع أنطوان جريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني خلال سوق الانتقالات الصيفية المقبلة.
ويبدو الأمر مستغربًا لدى البعض من متابعي كرة القدم الإسبانية وخاصة أنصار البلوجرانا، في ظل تواجد أكثر من إسم كبير في خط الهجوم، على رأسهم ليونيل ميسي ومعه لويس سواريز وعثمان ديمبيلي القادم في صفقة قياسية من بوروسيا دورتموند الألماني الصيف الماضي، ولكن هنالك سبب مهم وراء رغبة مسؤولي البرسا في انتداب الدولي الفرنسي إلى كامب نو.
من المؤكد أن اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا سيمثل إضافة حقيقية بالنسبة للفريق الكتلوني في حال قدومه من الروخي بلانكوس، فهو لاعب يملك حاسة تهديفية ممتازة، علاوة على القدرة على حسم المباريات الكبيرة وقيادته الأتلتي لبلوغ نهائي دوري الأبطال في 2016 بعد التفوق على منافسين من العيار الثقيل.
التعاقد مع لاعب بحجم جريزمان مقابل مبلغ 100 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي في عقده هو أمر مغرٍ بالنسبة لأي نادٍ خصوصًا في ظل جنون سوق الانتقالات مؤخرًا ووصول أسعار المدافعين إلى 75 مليون جنيه إسترليني !.
جريزمان أيضًا يمتلك ميزة هامة جدًا قلما تجدها في اللاعبين الذين يشغلون مركز المهاجم وهي قدرته على العودة إلى الخلف والقيام بأدوار دفاعية مهمة عند فقدان الكرة، وهي الميزة التي ستفيد برشلونة بالطبع وستضيف له الكثير حيث لا يملك البرسا ذلك اللاعب الذي يقدم المساعدة الدفاعية الملموسة في الخط الأمامي، فلا ميسي ولا سواريز ولا حتى ديمبيلي يقومون بالأدوار الدفاعية بشكل قوي.
كل الأسباب السابقة مهمة وتلعب دورًا في تصميم برشلونة على التوقيع مع جريزمان، ولكن هناك سبب هو الأهم على الإطلاق وهو –في رأيي المتواضع- بيتُ القصيد في صفقة جريزمان إلى برشلونة وهو تقدم ليونيل ميسي في العمر !.
أعتقد أن برشلونة بدأ يخطط لتخفيف الأعباء على البرغوث الأرجنتيني بدءً من الموسم المقبل، مع منحه بعض الراحة في بعض الأوقات المهمة من الموسم، ولكن لأن ميسي يلعب أدوارًا رئيسية في منظومة لعب البرسا لا يمكن الاستغناء عنها، فإنه عندما يغيب، لابد وأن يتم الاستعاضة عنه بلاعب يقوم على الأقل ببعض من أدواره.
جريزمان هو ذلك اللاعب الذي نحكي عنه .. لاعب يستطيع الربط بين الوسط والهجوم، ممتاز في عملية التمرير للزملاء ويأتي من الخلف إلى الامام ليفاجئ دفاعات الخصم. لاعب ريال سوسييداد السابق يملك المهارات القيادية ولديه شخصية كبيرة في المباريات الحاسمة، وبالتالي فإن غياب ميسي لن يكون محسوسًا بشكل فج في وجود جريزمان على أرض الملعب.
أما في حالة وجود الثنائي معًا على أرض الملعب، فسيكون برشلونة قد حصل على سلاح إضافي مهم في المباريات الكبيرة، قادر على صنع الفارق عندما لا يكون النجم الأول في أفضل أحواله، وهو ما افتقده البلوجرانا ليلة الأولمبيكو عندما لم يكن ميسي في يومه، لم يمتلك البرسا لاعبًا آخر يصنع الفارق في اللحظات الحالكة.
يمكن القول أن برشلونة يريد أن يعوض رحيل نيمار كنجم ثانٍ في الفريق بجريزمان، ولكن الأخير يتميز عن البرازيلي في كونه لاعبًا جماعيًا بشكل أكبر ولا يبحث عن النجومية والألقاب الفردية مثل جناح باريس سان جيرمان الفرنسي.
شاهد .. يوفنتوس يسعى لحسم اللقب في لقاء القمة ضد روما
