اعتدنا على مدار السنوات القليلة الماضية الحديث عن نجمي برشلونة وريال مدريد الإسبانيين، ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو والمقارنات بينهما على مستوى الأرقام والألقاب الفردية والجماعية.

ويردد كثيرًا عشاق النجم البرتغالي الكبير وأفضل لاعب في العالم 5 مرات مقولة أنه ربما البرغوث الأرجنتيني أكثر موهبة، ولكن صاروخ ماديرا أكثر اكتمالًا لأنه يتمتع بالقوة البدنية ويسجل بالقدمين والرأس بنفس الإتقان.

في الحقيقة، أنا أتفق مع هذا القول جزئيًا لأن اللاعب البالغ من العمر 33 عامًا بالفعل يمتلك القدرة على التسجيل بالقدمين والرأس بنفس الكيفية ويسجل الكثير من الأهداف بالقدم التي لا يلعب بها، اليسرى وكذلك يضع الكثير من الكرات في المرمى من خلال الضربات الرأسية، بينما صاحب الـ 30 عامًا فهو يسجل أحيانًا بالقدم اليمنى وبالرأس، ولكن أهدافًا قليلة مقارنة بالدون.

ولكن من هذا المنطلق، لا يمكن القول بأن رونالدو أكثر اكتمالًا من ميسي كلاعب كرة قدم، ولكنه أكثر اكتمالًا كمهاجم هداف، كلاعب ينهي الهجمات بالطريقة المثلى ويرجح كفة فريقه.

أما إذا نظرنا من منظور أكثر شمولًا، فسنجد أن صاحب القميص رقم 10 أكثر اكتمالًا من نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي الأسبق، فأبو تياجو يفعل كل شيء –حرفيًا- في كرة القدم عندما تكون الكرة بحوزة فريقه.

ميسي يسقط إلى الخلف، يبدأ الهجمة، يوزع اللعب، يقدم التمريرات المفتاحية، يصنع الفرص ويسجل الأهداف .. الليو منظومة هجومية متكاملة، فقائد التانجو ليس فقط مجرد لاعب هداف، ولكنه بارع في التسليم والتسلم تحت ضغط، قراءة الملعب وإمداد زملائه بالكرات، تكوين ثنائيات مع الرفقاء مثل داني ألفيس وجوردي ألبا، لاعب يقود الأوركسترا الهجومية سواء في النادي أو المنتخب.

أما رونالدو، فإن 90% من عطائه في الملعب هو تسجيل الأهداف، إذا أردت أن تشاهد لقطة بارزة في إحدى مباريات كريستيانو، فإنها من المؤكد ستكون لقطة هدف، أما بالنسبة لميسي، فالأمر مختلف تمامًا، فهذه اللقطة قد تكون تمريرة ساحرة للزميل وضعته أمام المرمى، قد تكون كرة مرت بين قدمي الخصم، قد تكون ركضًا بالكرة ومرور من أكثر من 4 لاعبين من المنافس بكيفية لا تُصدق .. هذا ما يجعلنا نقول أن ميسي أكثر اكتمالًا من رونالدو، فهو بمفرده منظومة هجومية متكاملة.

ما يقف في صف نجم سبورتينج لشبونة الأسبق أنه بارع في تسجيل الأهداف ومعدلاته التهديفية مخيفة، فهو ليس مجرد لاعب صُنع في صالة الألعاب الرياضية “الجيم” مثلما يُطلق كارهوه، ولكنه “ماكينة أهداف” بأتم معنى الكلمة، يعرف كيف يختار المكان الصحيح، كيف يخدع الخصم ويسبقه نحو الكرة، يعرف كيف يسدد بالقوة والدقة اللازمتين، فهو ربما أفضل مهاجم هداف عرفته كرة القدم عبر تاريخها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأكثر اكتمالًا في كرة القدم فهو -بدون منازع- ليونيل ميسي.

فيديو مهم : من المظلوم في مقارنة ميسي ومارادونا