توني شوماخر .. حارس كاد أن يقتل منافسه بتدخلٍ عنيف في كأس العالم

محمد السعدي 16:16 25/03/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مع كل مباراة يخوضها المنتخبان الفرنسي والألماني تطفو إلى السطح ذكريات المباراة المجنونة التي لعبها الفريقان في نصف نهائي كأس العالم 1982 في مدينة إشبيلية.

    مباراة سيذكرها الجميع ليس بسبب النتيجة التي أهلت الألمان ،بل بسبب الحادثة المريعة التي حصلت في الشوط الثاني والتي كان بطلها الحارس توني شوماخر الذي لقب بالسفاح بسبب تدخله العنيف على البديل الفرنسي باتريك باتيستون في أقسى تدخل كروي شهده القرن المنصرم.

    افتتحت ألمانيا الغربية التسجيل عن طريق ليتبارسكي في الدقيقة 17،وعادل ميشيل بلاتيني النتيجة بعد 10 دقائق بركلة جزاء،و وفي الدقيقة 52 دفع المدرب الفرنسي ميشيل هيدالغو بالمدافع باتريك باتيستون الذي كان في أسوأ أيامه فبعد تمريرة متقنة من بلاتيني وجد باتيستون نقسه على مشارف منطقة الجزاء وجهاً لوجه مع شوماخر الذي ترك مرماه وإلتحم به ورغم أنه سدد الكرة خارج المرمى ،إلا أن ذلك لم يشفع له لدى الحارس الألماني الذي هاجمه بكل شراسة وصدم فخذه برأسه.

    battiston

    فقد باتيستون الوعي بعد تدخل شوماخر الوحشي عليه ،وغادر الملعب على نقالة بعدما كسرت 3 من أضلاعه و 2 من أسنانه وإحدى فقرات رقبته . وعقب بلاتيني على الحادثة لاحقاً :”ظننت أن باتيستون قد مات،لم يكن قلبه ينبض ،وكان شاحباً “.

    أثار موقف الحكم الهولندي تشارلز كورفر إستغراب الجميع ،فقد أمر باستئناف اللعب و تغاضى عن طرد شوماخر رغم فداحة ووضوح الخطأ،بل وأحتسب ركلة مرمى لصالح شوماخر الذي لم  يهتز له جفن ولم يبارح مكانه بل وقف يشاهد ما حصل بكل برودة أعصاب ،وبعد نهاية المباراة أثار الجدل بتصريح مستفز،قال شوماخر للصحفيين :”إذا مان هذا ما حدث له (باتيستون)،أخبروه أني سأدفع له ثمن تركيب أسنان جديدة”.

    WORLD CUP-1982-FRA-FRG

    أعتذر شوماخر لباتيستون لاحقاً و قبل اعتذاره ،وفي كتاب سيرته الذاتية قال أنه لم  يذهب للاطمئنان على حالة باتيستون بسبب وجود لاعبي المنتخب الفرنسي الغاضبين حوله،وتوجيههم تهديدات له.

    أثارت حادثة باتيستون الكثير من الجدل وكادت تسبب أزمة دبلوماسية بين البلدين حاول المستشار الألماني الغربي آنذاك احتوائها بتوجيه رسالة مواساة للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ،وزادت كره الجمهور الفرنسي لألمانيا، فبعد المباراة حطم الفرنسيون سيارات تحمل لوحاتها أرقاماً ألمانية،وحل شوماخر ثانياً في استطلاع للرأي بعد هتلر كأكثر شخص مكروه في فرنسا،وشنت الصحف الفرنسية حملة شعواء على شوماخر والحكم كورفر،واحتفلت بخسارة ألمانيا الغربية في النهائي أمام إيطاليا فقد عنونت صحيفة ليكيب الفرنسية صفحتها الأولى بعنوان “العدالة” وهللت لفوز الآزوري على الألمان القساة والمتعجرفين.

    زار شوماخر باتيستون قبل زواجه بيوم ،وقدم له رسالة اعتذار وعلم ناديه كولن كهدية زفاف،وعقدا مؤتمراً صحفياً لإعلان المصالحة ودفن أحقاد الماضي ، لكن الأمور لم تسر على ما يرام بعدما دخل شوماخر في مشادة كلامية مع الصحفيين الفرنسيين الذين أثاروا غضبه بأسئلتهم المستفزة على حد قوله ، فأنهى المؤتمر غاضبا ،وقبل خروجه قال :”هذا شيء متعلق بباتيستون وبي،لو كنت أعلم ،لجلبت معي صحفيين ألمان”.

    بعد فشل المصالحة ،تدخل الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران شخصياً لإنهاء المشكلة بين اللاعبين، وطلب من مدرب المنتخب الوطني ميشيل هيدالغو أن يتحدث لاعبو الفريق الفرنسي لوسائل الإعلام حول شوماخر ،وأن ينفوا وجود أي خلافات أو أحقاد بينهم،لكن هيدالغو أجاب مستغرباً :”هل تريدني أن أطلب منهم اصطحاب الألمان في إجازة؟”.

    schumacher-knocks-out

    ويبدوأن فكرة هيدالغو أعجبت صحيفة فرانس فوت بول ماغازين التي طرحت على لاعبي المنتخب الفرنسي سؤالاً حول المكان الذي سيأخذون شوماخر إليه في إجازتهم ،فكانت إجاباتهم:

    آلان غريس :”سنزور كهف باديراك”(كهف شهير في فرنسا).

    بلاتيني :”سنتسلق جبال جوراس”(جبال على الحدود الإيطالية الفرنسية).

    دومينيك روشتو :”سنشاهد غروب الشمس من مرتفعات النورماندي”.

    ماريوس تريزور:”سنقفز بالمظلات من الطائرة”.

    أما باتيستون فلم يخل رده من السخرية الممزوجة بالمرارة :”سأطلب منه أن يساعدني في قطف الفطر في الغابة ،فأنا لا أستطيع الانحناء”.

    تحدث باتيستون مطولاً عن الحادثة وآثارها على حياته ،وقال في تصريحات لجريدة ديلي ميل البريطانية  :”لقد كنت عند خط التماس ،ولاحظت مسبقاً أن شوماخر كان عنيفاً للغاية في ذلك اليوم ،حدث ذلك بعد دخولي الملعب بدقائق”.

    و بخصوص علاقته مع شوماخر بعد الحادثة تابع “أتصل بي أحدهم بعد فترة قصيرة من الحادثة ،لقد كان شخصاً مقرباً من شوماخر الذي قال أنه يود أن يلتقي بي ،قيل لي أن الأمور كانت سيئة للغاية بالنسبة له ولعائلته.لقد رغبت بلقائه لأرى لو كان بإمكاني تهدئة الأمور. لقد ذهبت لرؤيته وتحدثنا حول شعورنا بخصوص الأمر،بالنسبة لي كانت تلك نهاية المسألة.لا أذكر إن كان قد أعتذر،لست متأكداً ،لكن بعد لقائنا انتهت المشكلة ،لا توجد أحقاد. لا أتعاطف معه،ولكن لا توجد مشكلة بيني وبينه.

    لقد سامحته،حصل ذلك في مباراة وتلك الأمور تحصل،لكن لم أشاهد المباراة منذ ذلك الوقت ولن أفعل،لا أريد القيام بذلك.”

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك