هولندا ضد ألمانيا

موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

شهدت منصات التواصل الاجتماعي، جدلاً واسعاً خلال الفترة القليلة الماضية، بين قطاع يحب متابعة المباريات الدولية ويستمتع بها، وبين فئة تشعر بالضجر والملل كلما توقفت الدوريات الأوروبية الكبرى لأسبوعين.

ويستند القطاع الذي يحب المباريات الدولية، على أن فترة التوقف الدولي، تجعل من اللاعب يلتمس الأساليب الفنية الأخرى من المدرب، إذ يلعب بعض اللاعبين أدواراً معينة في منتخبات بلادهم، بينما يجسدون أدواراً تكتيكية أخرى في أنديتهم.

أما الفئة الثانية فلا تريد أن ترى أسبوع الفيفا بقدر ما تريد أن ترى ناديها في إحدى كبرى الدوريات الأوروبية، ومن دون شك فإن هذه الفترة الأسبوعية بكل شهرين، لا تخرج في معظم الأحيان عن تنظيم إحدى المباريات الودية الاستعدادية، و لعل ذلك التخوف من المشاهد لم يأتِ من فراغ، لأنه يخشى أن يفقد ناديه رتمه التصاعدي و ينخفض، كما يخشى أن يصاب نجم ناديه الأول.

وفي هذه المساحة، سنقف إلى جانب الفئة الثانية، وسنسرد عليكم أبرز الأسباب التي تجعل أسبوع الفيفا نقمةً أكبر مما هو نعمة:

لعنة الإصابات:

تلك اللعنة التي تلحق باللاعبين تعكر صفو الموسم بالنسبة للاعب نفسه وللمدرب وللمشجع أيضاً، فالإصابة تأخذ عدة مراحل تبدأ بالعلاج ثم فترة نقاهة والشفاء وبعدها يأتي الإعداد البدني ثم العودة تدريجياً للمستوى، وعندما يصبح اللاعب في كامل جاهزيته نجد أن الموسم شارف على الانتهاء.

صحيح أن لاعب كرة القدم مهدد دوماً بالانتكاسات البدنية، إلا أن معدل الإصابات يرتفع بشكل ملحوظ في فترة التوقف الدولي، نظراً للمسافات الطويلة التي يقطعها اللاعب للالتحاق ببعثة منتخب بلاده، وأيضاً بسبب اختلاف التمارين البدنية بين الأندية والمنتخبات.

كسر الإيقاع:

بعد ثلاثة أسابيع فقط من انطلاق الموسم، بدأت الفرق تأخذ إيقاعاً منتظماً في مستوى اللعب وعندها قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن العالم بحاجة إلى المباريات الدولية، ما يجعلك تشعر بالاشمئزاز حين يعود فريقك بعد أسبوع الفيفا، وقد اختل توازنه وفقد إيقاعه، فيبدأ في خسارة عدد من النقاط، فلا شك أن الاستمرارية والإيقاع المنتظم أمر مهم لنجاح أي فريق.

المباريات أقل إثارة:

كمحب لكرة القدم فإنك بالتأكيد لن تستمتع بمشاهدة مباريات من نوعية (فرنسا ضد أندورا) أو (البرتغال ضد ليتوانيا) …إلخ، وهي أمثلة لبعض المباريات الأوروبية التي تلعب في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أوروبا، والتي لا تغريك أبداً بالمتابعة.

تكدس المباريات:

بسبب المباريات الدولية للمنتخبات، يضطر اللاعبون للسفر أحياناً عبر القارات ما يصيبهم بالإجهاد والتعب الشديد، والأسوأ أن هذه المباريات المملة تجعل الأندية مطالبة بخوض 7 مباريات في أسبوعين فقط، مثلما يحدث في الدوري الإنجليزي لتعويض فترات التوقف وهو ما يقلق المدربين ويسبب الإصابات للاعبين.

GettyImages-1173657097 (1)

أسبوعان بدون مشاهدة فريقك المفضل:

لا يخفى على أحد، أن القاعدة الجماهيرية للأندية باتت تطغى على القاعدة الجماهيرية للمنتخبات (عكس الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي)، ومن أكثر الأسباب التي قد تجعلك تسخط على أسبوع الفيفا هو أنك لن تشاهد فريقك المفضل لمدة أسبوعين أو 14 يوما فيعتريك غالباً الإحساس بالضجر والإحباط.

في الأخير، يستطيع الاتحاد الدولي التخفيف من هذه الأضرار عن طريق تحديد مدتين في الموسم للمباريات الدولية الرسمية، وهو اقتراح من شأنه أن يريح اللاعبين والمدربين، ويقلل من شعور المشجعين بالملل.