موقع سبورت 360 – مما لا شك فيه أن بطولة كأس أمم أسيا (الإمارات 2019) شهدت عدة أحداث تاريخية، حيث ضمت البطولة أربعة وعشرون منتخب لأول مرة في تاريخ البطولة الأسيوية، كما توجت قطر بأول بطولة قارية في تاريخها الكروي وتم تطبيق تقنية “الفار” في البطولة لأول مرة في سبع مباريات بداية من دور الربع نهائي وصولاً لنهائي البطولة، لتشهد البطولة الأهم كروياً في القارة الأسيوية عدة إنجازات وأرقام غير مسبوقة على أرض الإمارات.

بالرجوع لإستخدام تقنية الفار وآلية تطبيقها في المباريات الرسمية، نجد أن إعتماد تقنية الفار من قبل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “أي فاب” تهدف بشكل أساسي لمساعدة حَكم الساحة على إتخاذ قرارات في الملعب والخاصة حصرياً بإعتماد هدف أو عدم إعتماده، وجود ضربة جزاء أم لا، إظهار البطاقة الحمراء المباشرة، التأكد من شخصية اللاعب في حالة إنذاره أو طرده، ويحق للحكم إما الإطلاع على تسجيل مقطع الفار بنفسه أو الإكتفاء بالتحدث مع الحكم المسئول عن الفار لسؤاله عن الواقعة والأخذ برأيه في اللعبة المتنازع عليها.

فالأصل هو أنه لا يُسمح بإستخدام تقنية الفار من قبل منظم المسابقات إلا في حالة إستيفاء ثلاثة شروط أساسية وهم: أولاًإستيفاء جميع متطلبات بروتوكول وشروط تطبيق الفار بحسب ما نص عليه الأي فاب، ثانياً إستيفاء متطلبات التنفيذ بحسب ما نص عليه كتيب الفار، وثالثاً الحصول على إذن كتابي من قبل مجلس الأي فاب والفيفا.

فعلى الرغم من نجاح تقنية الفار في بطولة أسيا بنسبة مقبولة لعوامل عدة يمكن تلخيصهم في التركيز الكبير من قبل الإتحاد الأسيوي والدولة المنظمة على نجاح التجربة، بالإضافة الى تعيين تسعة عشر حكماً للفار مع إقتصار تنفيذ تقنية الفار على سبعة مباريات فقط في البطولة، إلا أن تطبيق الفار في دوري الخليج العربي منذ مارس العام الماضي لم يكن بنفس السهولة واليسر بل كان في كثير من الأحيان مادة دسمة للإنتقاد من قبل بعض الخبراء والمحللين.

ويرجع ذلك لأسباب شتى أهمها كثافة المباريات بشكل أسبوعي حيث تطبق تقنية الفار في مباريات دوري الخليج العربي 7 مباريات أسبوعياً بين الفرق المتنافسة في دوري المحترفين، ومع توتر الأجواء التنافسية والحماسية بصفة إسبوعية متكررة، أصبحت تقنية الفار – بحسب بعض المحللين والنقاد الرياضيين – تشكل نوع من العبء النفسي على حَكم الساحة ومادة دائمة للإنتقاد من قبل النقاد الرياضيين والأندية (سواء لجئ إليها الحكم أم لا).

فعلى الرغم من إدخال تقنية الفار بشكل أساسي خلال النصف الثاني من موسم الرياضي 2017 / 2018 إلا أن الجمعية العمومية لإتحاد كرة القدم الإماراتي حتى تاريخه لم تعتمد أي نصوص في أنظمتها ولوائحها الداخلية لتشريع ألية إستخدام الفار على المستوى المحلي.

ومن ثم، فقد تكون التحديات المتجددة التي يواجها دوري الخليج العربي فرصة جيدة لإدخال بعض البنود في لوائح الإتحاد الداخلية تختص بآلية إستخدام الفار وتجنب وجود فراغ تشريعي في لوائح الإتحاد في هذا الشق. فوجود هذه اللوائح قد ينعكس إيجابياً على الأندية ويدعم الحكام أمام الإنتقاد المستمر أيضاً نظراً لوجود تشريعات على المستوى المحلي توضح حدود وكيفية إستخدام تلك التقنية داخلياً مع حفظ حق الأندية في المنافسة العادلة والشريفة.

فمثلاً نجد أن مباراة الشارقة والفجيرة في الجولة السابعة عشر في دوري الخليج العربي من الموسم الجاري قد شابها جدل كبير حول كيفية إستخدام تقنية الفار من قبل حكم الساحة في تحديد إذا كان الهدف الذي أحرزه نادي الشارقة في الوقت البدل الضائع للمباراة صحيح أم مخالفة على مهاجم فريق الشارقة.

وبسبب هذه الواقعة قامت لجنة الحكام بإصدار بيان إعلامي لتوضيح الواقعة للرأي العام، كما أحال نادي الفجيرة شكوى قانونية أمام اللجان المختصة لدى إتحاد الكرة بالإستناد على نصوص قانونية عامة لإنعدام وجود نصوص قانونية خاصة بالفار سواء من ناحية الإختصاص أو الموضوع.

الخلاصة، تقنية الفار هي تقنية جديدة في عالم كرة القدم ولها تأثير مباشر على اللعبة، وبرغم إعتمادها بشكل رسمي وإستيفائها لكافة الشروط في الدوري الإماراتي من قبل الإي فاب إلا أن الأخطاء التحكيمية في كرة القدم ستظل حاضرة. ولما كان الهدف من الإعتماد على هذه التقنية هو تحسين جودة المسابقة بين الأندية وضمان التنافس الشريف بينهم، فإن إدخال بعض النصوص على المستوى المحلي لتعزيز الأسانيد القانونية لهذه التقنية يعد ضرورة ملحة حتى لا يأتي اليوم الذي تتحول فيه الفار من نعمة في عالم كرة القدم إلى نقمة.

لمتابعة آخر الأخبار والتغطيات لأبرز الأحداث الرياضية العالمية قوموا بتحميل تطبيق سبورت 360

شاهد أيضا: حسابياً من سيفوز بلقب الدوري السعودي؟