وقفة 360 .. باريس أصبح فريقاً وليس مجرد تشكيلة نجوم .. وهكذا تفوق توخيل على تلميذه

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نيمار

    سبورت 360 – صنع المدرب توماس توخيل إنجازاً مهماً بقيادة باريس سان جيرمان للتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بالتفوق على لايبزيج بثلاثة أهداف نظيفة، وهو إنجاز نظراً للمحاولات الكثيرة والتضحيات الكبرى التي حاول بها باريس تحقيق نجاح أوروبي خلال العديد من السنوات.. بل في الحقيقة منذ نشأته، فلم يصل أبداً للعب على نهائي الكأس الأرقى في أوروبا رغم مشاركاته الكثيرة لأجل ذلك.

    كلل توخيل مجهودات باريس وكذلك استحق تلك المكافأة نظراً لعمله الجيد للغاية منذ بداية الموسم وتأكيده على أنه مدرب لا يزال ضمن مدربي النخبة.. وهو مدرب تلقى انتقادات وتشكيك واسع منذ بداية عمله في العاصمة الفرنسية نظراً لكثرة محاولاته فيما يتعلق بتغيير الطريقة والنسق التكتيكي لفرقته من مباراة لأخرى.

    كان الفوز اليوم على لايبزيج قد تحقق بفضل عمل تكتيكي كبير وقراءة جيدة للمنافس وللمباراة، ولم يكن الأمر عسيراً جداً بسبب معرفة توخيل بالكرة الألمانية وبالتحديد معرفته القوية بأفكار يوليان ناجيلمسان مدرب لايبزيج، وهنا نذكر أبرز الملاحظات الفنية لتلك المباراة.

    إدارة جيدة تمنح باريس التفوق تكتيكياً

    توماس توخيل

    توماس توخيل

    1- لم يخاطر توخيل ولا فريق باريس في هذه المباراة بالاعتماد على الثقة الزائدة عن الحد بل قام باحترام ودراسة فريق لايبزيج جيداً ودخل بطريقة 4/3/3 مع وجود ماركينيوس وهيريرا لافتكاك الكرات في وسط الملعب أمام 3/4/3 الخاصة بفريق لايبزيج.. وكان اللعب بأكثر من أسلوب مهماً لاستغلال فنيات الثلاثي الأمامي، فتحول الفريق ما بين الدفاع والهجوم في فترات كثيرة من المباراة.

    ورغم سرعة فريق لايبزيج في التحركات والانتشار فإن باريس نجح في السيطرة عليه خصوصاً في الشوط الأول وفي فترات من الشوط الثاني، وذلك عبر لعب الكرة بشكلٍ سريع ودقيق ومن لمسات قليلة وبالتالي حرمان لايبزيج منها، بالإضافة للضغط الجيد على عناصر لايبزيج الذي تم حرمانه من تناقل الكرة بين الخطوط بالشكل المعتاد عليه ونادراً ما وصل لايبزيج للثلث الأخير وخصوصاً في الشوط الأول، بينما تسبب الهدف الأول والمُبكر من ماركينيوس في إضافة المزيد من القوة والثبات لتلك الطريقة.

    2- استخدم باريس السلبية في بعض الأحيان لامتصاص حماس لايبزيج ولكنه كذلك استغل التمريرات العمودية من خط الوسط لخط هجومه ليضرب الدفاع المتقدم في الوقت المناسب للفريق الأمامي، كان هذا أمراً مثالياً نظراً السرعات الكبيرة التي يملكها دي ماريا أو مبابي على الأطراف مما قام بإظهار دفاع لايبزيج في أسوأ صورة.

    نجح نيمار بصناعة الهدف الثاني بشكلٍ رائع وكذلك كان ناجحاً في الخروج من المنطقة وصناعة اللمسة قبل الأخيرة وكان دي ماريا يدخل كثيراً للعمق في مكانه في الوقت المناسب وربما كان بإمكان باريس إضافة المزيد من الأهداف لولا يقظة الفريق الألماني الوقتية في الشوط الثاني من اللقاء ومحاولته تعديل النتيجة.

    امتياز الفريق الباريسي هجومياً وغياب آلة لايبزيج

    نيمار و دي ماريا

    نيمار و دي ماريا

    3- في الشوط الثاني حاول المدرب ناجيلسمان العودة في المباراة وإدخال لايبزيج مجدداً لها عبر إخراج نكونكو الذي لم يكن له وجود بالإضافة إلى أولمو وإدخال فورسبرج وباتريك شيك،. محاولاً استخدام فنياتهم في السيطرة والاحتفاظ بالكرة والبحث عن ثغرات في دفاع باريس.

    لكن بالواقع كان الفريق الباريسي جيد دفاعياً إلى جدٍ كبير وكان لديه تنظيم وتمركز جيد مما جعل التسديدات على مرمى ريكو وإن كانت خطيرة لكنها لم تكن كثيرة حيث تم تسديد 3 كرات فقط على المرمى من قبل لايبزيج مقابل 9 تسديدات على المرمى من الفريق الباريسي.

    4- لا يملك فريق لايبزيج خبرات جيدة مثل فريق باريس الذي رغم تراجعه لبعض الوقت في الشوط الثاني حافظ على ثباته وكانت الأخطاء لديه قليلة سواء في التمرير أو في إعادة التمركز دفاعياً، يرجع الفضل في ذلك لوجود تياجو سيلفا بخبرته الكبيرة في تلك المواعيد بقلب الدفاع إلى جانب كيمبمبي الذي يتحسن ويتطور، وبوجود ماركينيوس كلاعب وسط دفاعي وأحياناً كمدافع ثالث في حالة التكتلات إضافة إلى قوة هيريرا وباريديس عند التعامل وامتلاك الكرة فإن كل هذه كانت حلول جيدة في المرحلة الدفاعية السلبية لباريس.

    وكانت الكرات المرتدة والتحول إلى الهجوم سهلاً وسلساً بفضل هذه القدرات في وسط الملعب، وعندما يصل مبابي أو نيمار للمواجهات الفردية والسرعة فإنهم عادة ما يتفوقون لذا كان بالإمكان أن يسجل باريس أكثر من 3 ولكن بنفس الوقت كان اللعب ببعض الواقعية في الشوط الثاني هو الخيار الأفضل لمنع وإحباط آمال لايبزيج في العودة.

    5- الآن وقد وصل باريس أخيراً إلى نهائي دوري الأبطال فهو يملك فرصة بالتأكيد بالفوز بتلك البطولة الغائبة عن خزائن النادي، وربما تطور مشروع الفريق الباريسي فنياً بعد قدوم توخيل نظراً لاختياره للعناصر المناسبة التي تم دمجها في الفريق دون النظر لاسمها الكبير أو نجوميتها وذلك بأسماء مثل هيريرا وباريديس بالإضافة إلى سارابيا وموتينج ولذلك فمع إصابة وعدم جاهزية فيراتي وغياب إيكاردي في بعض الأحيان فإن باريس لا يفقد قوته التي أصبحت تعتمد على الفريق أكثر من النجوم والأسماء.