كيف عبر فالنسيا “باستحقاق” أياكس الذي لم يخسر دي يونج ودي ليخت فقط

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فالنسيا يحتفل بتأهله إلى دور 16

    موقع سبورت 360 – عوض رودريجو مورينو فرصته الذهبية المهدرة أمام تشيلسي والتي كانت لترسل فالنسيا مباشرة إلى الدور التالي من دوري أبطال أوروبا، وذلك بتسجيل هدف فوز فريقه الوحيد على أياكس في المباراة التي جرت بين الفريقين على ملعب يوهان كرويف أرينا.

    فالنسيا بذلك تصدر مجموعته وهي المجموعة الشائكة جدًا التي استمرت معلّقة حتى الدقيقة الأخيرة من آخر مباراة فيها وكان طريفًا أن هدفًا واحدًا كان قادرًا على إيصال فالنسيا لصدارة المجموعة دون النظر للنتيجة الأخرى، وهدف آخر من أياكس كان ليخرج الخفافيش من البطولة تمامًا وإرسالهم للدوري الأوروبي لكنه لم يحدث بعد تنظيم دفاعي كبير من الضيوف الذين أخّروا أول تسديدة بين الخشبات الثلاثة لحارسهم دومينيك إلى الدقائق العشرة الأخيرة!

    المباراة كانت بين فريقين أحدهما يعرف ماذا يريد من اللقاء والآخر لا يعرف بالضبط .. فالنسيا كان يدرك أن مسألة تعطيل ليل لتشيلسي في ستامفورد بريدج أمر أقرب للخيال بينما أياكس صحيح أنه لعب للفوز لكنه كان يعرف أن التعادل يكفيه، وفي مثل هذه الظروف يكون هذا الأمر ضغطًا أكبر أحيانًا.

    فالنسيا دخل المباراة وهو يعاني من الكثير من الإصابات .. غياب حارسه الأساسي سيليسن للإصابة ومدافعه الأفضل جاراي للإيقاف بجانب تشكيلة متنوعة من الغيابات القصيرة والطويلة بسبب الإصابات أهمها كوندوبيا وحيديش وتشيريشيف وماكسي جوميز والصغير كانجن لي .. لماذا ذكرنا كانجن لي وهو غير أساسي؟ لأنه بإصابة جاميرو خلال اللقاء كان فالنسيا مضطرًا لأن يشرك أحد لاعبي الصف الثالث متمثلًا في مانو باييخو الذي لا يلعب تقريبًا.

    أياكس لم يكن يعاني من غيابات كثيرة لكن غيابًا واحدًا كان ضاربًا للفريق في مقتل وهو كوينسي بروميس، وما زاد الطين بل هو أن بديله ديفيد نيريس لم يكن جاهزًا ليضطر تين هاخ للدفع بالمتواضع لانج ليظهر وأن أياكس يلعب بجبهة واحدة متمثلة في حكيم زياش.

    جايا يعترض طريق حكيم زياش

    هذا الأمر كان مناسبًا جدًا لألبرت سيلاديس الذي اعتاد إشراك كارلوس سولير كجناح على الجانب الأيسر في الفترة الأخيرة لتعويض غياب جيديس وتشيريشيف وهو بالأصل لاعب وسط يجيد الدفاع لذلك شكل هو والظهير الأيسر خوسيه لويس جايا حائط صد حد من خطورة زياش الذي لم يجد المساحات الكافية للاختراق وإن بقت عرضياته خطيرة إلا أن من اعتاد التقاطها على الجانب الآخر كان غائبًا وهو بروميس.

    فالنسيا حاول أن يجاري أياكس في الصعود بالكرة بشكل سليم وعدم التعجل في إرسال الكرات الطويلة لكن هذا كان صعبًا أمام فريق يجيد الضغط كما يجيد الطفل الصغير التخريب، لذلك ركز أياكس ضغطه بشكل رئيسي على عقل فالنسيا المفكر داني باريخو الذي كان يعاني من رقابة لصيقة وصلت للاعبين أحيانًا من أجل تحييده.

    عانى الخفافيش من هذا السيناريو في أول ربع ساعة لكن بدا وأن سيلاديس كان يتوقع هذا الأمر فلجأ إلى الاعتماد على الأطراف للصعود بالهجمة عن طريق الواعد جدًا فيرّان توريس على الجبهة اليمنى وخوسيه جايا وكارلوس سولير بالتبادل على الجبهة اليسرى. كلا الجبهتين كانت قادرة على إيصال الكرة لرودريجو مورينو وكيفن جاميرو في مناطق مهمة من عمق الملعب لذلك ظهر وأن فالنسيا قادر على تهديد مرمى أياكس عندما تكون الكرة بحوذته حتى وإن قلت فهدد مرمى أونانا في أكثر من لقطة أخطرها كانت كرة رودريجو مورينو في نهايات الشوط الأول والتي كان بإمكان الضيوف أن يرفعوا فيها الفارق لهدفين.

    الهولنديون لعبوا بطريقتهم المعتادة بتبادل المراكز بين فان دي بيك وتاديتش .. الأول يصعد ليصبح رأس حربة ليفسح مساحة لتاديتش للتراجع وصناعة اللعب لكن تاديتش بالغ في الذهاب للجناح لمساندة زياش ولانج تاركًا المنطقة التي يمكن ضرب فالنسيا فيها وهي العمق لوجود لاعبين فقط، بينما كان جايا وسولير جاهزين تمامًا لمقاومة أي محاولات على تلك الجبهة وقدما مباراة كبيرة.

    ما زاد من احتياج أياكس لوجود تاديتش في العمق بنظري هو الحقيقة الواضحة أنه لا شيء صحيح بخصوص مقولة أن الفريق قادر على تعويض أي لاعب، فمنذ بداية البطولة ومن الواضح جدًا أن أياكس متأثر برحيل فرينكي دي يونج وافتقاد الفريق لخطورته الكبيرة في الاختراق إذ لا يجيدها ليساندرو مارتينيز تمامًا، بينما ما ربما نساه البعض هو أن أياكس فقد رفيق دي يونج الآخر في الوسط وهو لاس شونة الذي لم يكن ينبغي على أياكس تركه يرحل أبدًا فشونة ليس فقط لاعب دفاعي جيد بل كان يساهم بقوة في التمريرات الأمامية الجيدة وهو أمر ليس متميزًا فيه أبدًا الارتكاز إدسون ألفاريز.

    فالنسيا-أياكس-2

    نعود لسولير كان له دور مركب -وهو جزء من تطوير سيلاديس للفريق- حيث كان ينضم للعمق ليشكل ثلاثي وسط قوي مع باريخو وكوندوبيا وذلك لتوفير مجهود فيرّان توريس الذي كان يعاني في انطلاقات طويلة بطول الملعب كونه لاعب الوسط الوحيد الذي لا يتبادل مساندة الهجوم باستمرار ومن ثم كان يضمن فالنسيا عدم تعرضه لهجمات مرتدة مؤثرة.

    في الشوط الثاني شدد أياكس من ضغطه وسط عدم قدرة سيلاديس على إنعاش فريقه بالتبديلات لعدم وجود لاعبين قادرين على التعامل مع مباريات بهذا الحجم فسقط البديل مانو باييخو في الكثير من الأخطاء وفقد الكرة كثيرًا ليفقد فالنسيا احدى نقاط قوته وهو التفاهم الكبير بين مورينو وجاميرو وهو التفاهم الذي يسمح للفريق تنفيذ المرتدات بشكل جيد وكذلك الاحتفاظ بالكرة لبعض الوقت في منتصف ملعب المنافس.

    حاول تين هاخ اللجوء للعرضيات أملًا في ضرب دفاع فالنسيا -الذي أعده مدربه السابق مارسيلينو دفاعيًا بشكل جيد جدًا- فأشرك رأس الحربة الكلاسيكي كلاس يان هونتلار بدلًا من لانج غير الموفق مع إرسال تاديتش للجبهة اليسرى ليبدأ أبناء كرويف بإرسال العرضيات من زياش وتاديتش لكن دياخابي وجابرييل باوليستا ومن بعده إلياكيم مانجالا نجحوا في التعامل مع الأمر بشكل ممتاز ليخرج فالنسيا بانتصارٍ غالٍ من هولندا ليصبح الفريق الوحيد في أي مجموعة ثلاثية المنافسة الذي يهزم منافسيه على أرضهما ليصعد للدور التالي من صدارتها.