“يا والدي أنا باولو” .. قصة أحد أعظم اللاعبين في تاريخ أتلتيكو والبرتغال

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • باولو فوتري بقميص أتلتيكو مدريد

    موقع سبورت 360 – ترجمة بتصرف من بوست كتبه لاعب كرة القدم البرتغالي السابق باولو فوتري على صفحته في فيسبوك ينعى فيه والده الذي فارق الحياة شهر اغسطس الماضي .


    والدي هو الشخص الذي كان يعرفني قبل أن يشاهدني الجمهور في ميادين المباريات، كان يدرك ما بداخلي قبل أن أصبح ذلك اللاعب المشهور الذي تهتف له الحناجر وترتفع الصيحات لتحركاته بالكرة وتلتهب الأكف تصفيقًا له.

    منذ أن كنت في الثالثة من عمري أتذكر اللعب معه بالكرة في الحديقة الخلفية لمنزلنا ومنذ تلك الأيام حتى أصبحت لاعبًا محترفًا في البرتغال وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وصولًا إلى اليابان فإنه كان أكبر ناقد لي، يصحح لي عيوبي الكروية ويوجه لي النصيحة.

    عالم كرة القدم شعر بالذهول بعد أدائي في نهائي كأس الأندية الأوروبية أبطال الدوري في 1987 ، ليلة تتويج فريق بورتو باللقب بالفوز على بايرن ميونخ وخلالها قمت بحركة مهارية لخداع أربع او خمس لاعبين من الفريق الألماني.

    بعد تلك الليلة التاريخية وعندما عدت إلى البرتغال وفي المطار، وجدت والدي يشعر بالفخر وعانقني ثم بعد 15 دقيقة أخذني جانبًا وقال لي ” إسمعني يا باولو ، لقدم قمت بحركة عبقرية لكنني طلبت منك مرارًا التمسك بالمبادىء الأساسية للعبة بدون ذلك الزهو والفخر الذي أظهرته تلك الحركة”.

    باولو فوتري بقميص منتخب البرتغال

    باولو فوتري بقميص منتخب البرتغال

    كنت قبلها بساعات أرفع الكأس ذات الأذنين بين يدي وفي سن 21 إسمي يتردد في شفاه كل محب للعبة، ولعل بعضًا من الصحافيين مازال يجلس في الاستاد يهز رأسه غير مصدق لما قدمته من أداء، ويملء إستمارته لترشيحي لجائزة الكرة الذهبية ليس لأفضل لاعب في أوروبا بل في الكرة الأرضية كلها ، لكن هنالك في تلك اللحظة كان والدي يؤكد لي بأنني يجب أن أحتفظ بتواضعي وأن تبقى قدماي على الأرض ولا أطير عاليًا بتلك الأفكار المغرورة.

    قبل ثلاث سنوات لم يكن والدي يعيش أفضل أوضاعه الصحية وجلسنا معًا في غرفة المعيشة أمام جهاز التلفاز ومنه تأتي لقطات لمباريات كروية ثم وجدت والدي تتحرك شفتاه ويقول ” لو كان ولدي يلعب مع هؤلاء اللاعبين في هذه الأيام لكان بعضًا منهم ممن يصف نفسه بالنجومية يجب أن ينحني تواضعًا ويقوم بتلميع حذاء ولدي كل يوم “.

    جاءت الكلمات بشكل مفاجىء ما جعلني التفت له لكن وجهه استمر جامدًا يراقب الشاشة دون أن يتغير اتجاه عينيه مستمرًا في التواجد في عالمه الذي غادره لثواني ملقيا تلك الكلمات بكل بساطة.

    تلك الكلمات القليلة في عددها اجابت على تساؤلات رافقتني طوال حياتي ، فعلًا والدي يعتبر بأنني الأفضل دون أن يخبرني بذلك من قبل .

    إن 30 من اغسطس من عام 1987 يبقى يومًا مميزًا في حياتي وحياة عائلتي لأنني أصبحت أول برتغالي يحترف خارج البلاد في صفوف أتلتيكو مدريد والذي استمر صياح مشجعيه يناديني باسمي وفي ذلك اليوم لمحت في عيون والدي السعادة والفخر لما وصل له ابنه .

    والدي ، صديقي ، الزوج والأب والجد ، فارق هذه الحياة في الـ30 من أغسطس من العام الحالي .. بعد 32 عاما من تلك اللحظة التاريخية لعائلة فوتري في الفيسينتي كالديرون.

    لطالما كان زاهدًا بعدسات الكاميرات وبالمقابلات الصحفية لكنني اتخيل انه الان يطل علي ويسالني : باولو جورج ، لماذا تكتب هذا البوست على الفيسبوك ؟
    أقول له : يا بطلي إنني بدونك لم أكن لأصبح واحدًا من سفراء الاتحاد الاوروبي للعبة في 2019، بدونك يا والدي لما نلت الكرة الفضية كثاني أفضل لاعب في 1987 .

    بدونك يا والدي لما لعبت في ثلاث من أكبر الدوريات في أوروبا ، بدونك لما أصبحت أسطورة في تاريخ الأتليتي.
    بدونك يا والدي لما نلت جائزة أفضل محترف أجنبي في الدوري الإسباني.
    بدونك يا والدي لما توجت بطلًا لأوروبا مع بورتو.
    بدونك يا والدي لما أصبحت أفضل لاعب في الدوري البرتغالي.
    بدونك يا والدي لما كنت واحدا من أفضل لاعبي بلادي.
    بدونك يا والدي لما أصبحت جزءً من تاريخ كرة القدم.

    إن النص الذي اكتبه يا والدي هو من أجل أحفادك وأولادهم ومن يأتي بعدهم من أجيال تحمل إسم عائلة “فوتري” حتى يعرفوا أنه لولاك لما أمكنني تحقيق أي مما نجحت بالوصول إليه.

    ربما إمتلكت الموهبة يا والدي لكنها لم تكن كافية بدونك ولما حظيت بتلك الليلة الساحرة في فيينا عندما قلت لي “لتبقى قدماك على الأرض وتتابع العمل الجاد ”
    شكرًا يا والدي ولترقد روحك بسلام…