ليس من السهل زيارة الملاعب الإيطالية مهما كان حال أنديتها، برشلونة الإسباني يعلم هذا جيداً فسبق له المرور بكوابيس مرعبة يصعب نسيانها وتؤرق بال محبيه وعشاقه حول العالم خلال السنوات القليلة الماضية.

برشلونة سيزور الليلة ملعب جوزيبي مياتزا معقل إنتر ميلان، لقاء ناري من أعلى طراز يحمل في طياته ذكريات أليمة للبرسا في الملاعب الإيطالية خلال السنوات الأخيرة، مواجهات سيئة جداً للفريق الكتالوني نسلط عليها الضوء في تقرير واحد.

إنتر ميلان يهزم برشلونة 3-1 في إبريل 2010

لا يوجد عاشق لبرشلونة لا يذكر هذه المباراة جيداً، كيف لا وهي أحد أسوأ مباريات البرسا في عهد بيب جوارديولا، وهو النزال الذي حرمهم من الصعود لنهائي دوري أبطال أوروبا لمحاولة احتكار اللقب للعام الثاني على التوالي في ملعب سانتياجو برنابيو معقل غريمهم ريال مدريد.

برشلونة في ذلك الوقت كان أقوى فريق بالعالم بدون أي منازع أو منافس، وإنتر ميلان بالتحديد اختبر صعوبة مواجهته في دور المجموعات من نفس الموسم 09\2010 حيث خسر 0-2 في كامب نو وتعادل 0-0 في جوزيبي مياتزا.

لكن لقاء ذهاب نصف النهائي أتى مغايراً للتوقعات بشكل تام، إنتر ميلان استطاع تقديم مباراة تكتيكية من أعلى طراز بقيادة جوزيه مورينيو ليمارس دفاع منطقة يصعب اختراقه، ثم يشن الهجمات المرتدة الرائعة بقيادة مايكون ودييجو ميليتو وشنايدر وصامويل إيتو، وهو ما منحهم فرصة الرد على هدف ماكسويل المبكر للبرسا في الدقيقة 19 بتسجيل 3 أهداف بواسطة شنايدر في الدقيقة 30، مايكون في الدقيقة 48، وأخيراً دييجو ميليتو بالدقيقة 61.

ميلان يفاجئ برشلونة بالتفوق عليه 2-0 في فبراير 2013

لم يتوقع أحد أن يكون ميلان بهذه الصلابة والقوة في معقله سان سيرو حينما استقبل برشلونة في ذهاب دور الستة عشر من دوري الأبطال 12\2013، ميلان استقبل برشلونة قبل هذا النزال في مناسبتين خلال موسم 11\2012 وتلقى الهزيمة 2-3 ثم تعادل بنتيجة 0-0 وهو ما جعل التوقعات تتجه نحو عبور سهل للبرسا نحو ربع النهائي.

لكن التوقعات لم تكن قريبة من الواقع، ميلان فاجأ برشلونة بأداء مميز جداً بقيادة الثعلب ماسيميليانو أليجري، فبعد شوط أول سلبي استطاع كيفين برينس بواتينج تسجيل هدف الروسونيري الأول بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء، قبل أن يضيف مونتاري الهدف الثاني في الدقيقة 81.

جماهير برشلونة عانت من الكوابيس لعدة ليالي بين لقائي الذهاب والعودة، لم يكن من السهل تقبل فكرة الإقصاء على يد ميلان المنهك في تلك الفترة، لكن لحسن حظهم فإن ليونيل ميسي لم يكن قد قال كلمته بعد وهو ما منحهم فرصة رد الاعتبار بانتصار كاسح في لقاء العودة بنتيجة 4-0. رغم ذلك، تبقى زيارة برشلونة لمعقل ميلان قبل 5 أعوام من أسوأ ذكرياتهم في دوري الأبطال خلال الأعوام الأخيرة.

يوفنتوس يصفع برشلونة بثلاثية نظيفة في إبريل 2017

حينما يتواجد ثلاثي الرعب MSN (ميسي سواريز نيمار) ضمن صفوف برشلونة فمن الطبيعي حينها أن يرتجف أي منافس مهما كانت درجة قوته وتميزه، لكن من الواضح أن يوفنتوس لم يفكر بهذه الطريقة حينما استقبل برشلونة في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال 16\2017.

اليوفي لم يمهل برشلونة أكثر من 7 دقائق حتى افتتح باب التسجيل بمهارة رائعة من باولو ديبالا، قبل أن يعود ذات اللاعب ليصفع ميسي ونيمار وسواريز بالهدف الثاني عبر تسديدة جميلة من حافة منطقة الجزاء، ورغم إنهاء الشوط الأول بالتقدم 2-0 إلا أن يوفنتوس واصل العمل في الشوط الثاني لإضافة أهداف أخرى فكان له ما أراد بواسطة جورجيو كيليني في الدقيقة 55.

برشلونة اختبر في تلك الليلة قوة الدفاع الإيطالي وتميزه وصلابته، يوفنتوس قدم مباراة تاريخية على الصعيد التكتيكي بقيادة أليجري اختنق فيها ليونيل ميسي ونيمار وتاه فيها سواريز بين ثلاثي خط الدفاع، مما منح اليوفي السيطرة الكاملة على أجواء اللقاء ليعبروا بعد ذلك بكل سهولة إلى نصف النهائي.

روما يصنع التاريخ بقلب الطاولة على برشلونة 3-0

لم تمح أثارها حتى الآن، هي كالسكين الذي زرع في خاصرة عشاق برشلونة ونجومه وما زالوا يعانون من آلامها وندوبها بعد 7 أشهر على انقضاء النزال، إنه لقاء الريمونتادا ورأسية مانولاس التي ستبقى عالقة في الأذهان لفترة طويلة جداً.

حينما تفوق برشلونة على روما في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال 17\2018 بنتيجة 4-1 ظن الجميع بأن البرسا عبر بشكل سهل للغاية إلى الدور نصف النهائي، لكن حينما تحضر في الملاعب الإيطالية فيجب عليك استشعار الخطر وعدم التسرع في الحكم على النتيجة، وهذا ما نسيه إرنستو فالفيردي ولاعبيه.

برشلونة لم يقتنع أن روما قادر على العودة حتى أتى هدف مانولاس القاتل في الدقيقة 82 من ضربة رأسية، فرغم افتتاح إيدين دجيكو باب التسجيل في الدقيقة السادسة ثم تسجيل دانييلي دي روسي الهدف الثاني في الدقيقة 58 من علامة الجزاء، بقي المدرب فالفيردي ورفاق النجم ليونيل ميسي يركضون كالأشباح في أرض الملعب بدون روح قتالية أو حافز للعطاء، وفي ظل الاستهتار الشديد بالمنافس كانت الكلفة باهظة الثمن.

قضيت فصول الكوابيس الأربعة لبرشلونة والتي تخللها أيضاً العديد من التعادلات للبرسا في إيطاليا خلال السنوات الأخيرة، لذلك سيحاول ليونيل ميسي ورفاقه وضع حد لهذه النتائج عبر تحقيق الانتصار وتأكيد صدارتهم للمجموعة الليلة.