البداية هنا بسؤال محير، هل نتيجة ثلاثة أهداف نظيفة في مباراة الذهاب كافية بصعود ليفربول إلى الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا؟

الإجابة لا، في اعتقادي أن كرة القدم لا تعترف باسماء ونتائج وملاعب، وأن مانشستر سيتي قادر وبقوة على العودة من جديد على ملعبه.

بالتأكيد لعب ليفربول مباراة كبيرة واستثنائية في لقاء الذهاب على ملعبه التاريخي أنفيلد، مدعماً بجماهيره الكبيرة التي حلمت كثيراً بالتواجد في هذا المكان ضمن كبار القارة.

شوط أول لليفربول يدرس للجميع، درس من يورجن كلوب إلى بيب جوارديولا في كيفية إدارة المباراة فنياً ونفسياً وشخصياً، ولكن الشوط الأول اختلف كثيراً عن الشوط الثاني وهذا ما يحتاجه الأحمر غداً الثلاثاء على ملعب الاتحاد في مباراة الإياب.

بدأ ليفربول الشوط الأول سريعاً ولعب بأسلوبه المعتاد الضغط ثم الضغط والهجوم ثم الهجوم، ونجح في تسجيل ثلاثية في نصف ساعة لعب أمام أحد أفضل الفرق الأوروبية هذا الموسم مانشستر سيتي، ولكن الأمور اختلفت كثيراً في الشوط الثاني بأوامر من يورجن كلوب.

بعد هذا الأداء في الشوط الأول، كان من الطبيعي انخفاض مستوى لاعبي ليفربول بدنياً في الشوط الثاني، وهذا الذي حسبه كلوب حيث نجح في خفض معدل الجرى والعامل البدني وانتظار مانشستر سيتي كرد فعل واستخدام دفاع المنطقة أمام هجوم السيتي.

وظهر ليفربول في الشوط الثاني راكزاً في نصف ملعبه، منتظراً أفعال لاعبي مانشستر سيتي ليرد عليها كرد فعل وهذا الذي نجح فيه يورجن كلوب في الشوط الثاني، ترك المجال للاعبي مانشستر سيتي.

ونجح في ذلك باستخدام دفاع المنطقة بقيادة الهولندي فيرخيل فان دايك الذي عوض ليفربول كثيراً في خط الدفاع منذ انضمامه في يناير الماضي.

وفي اعتقادي أن على يورجن كلوب استغلال اخطاء لاعبو مانشستر سيتي وعدم الاندفاع بالضغط والهجوم والحفاظ على العامل البدني للاعبيه طوال التسعون دقيقة، لأن فريق السيتي قادر على العودة في أى وقت من المباراة حتى لو في الربع ساعة الأخيرة.

واكتسح ليفربول مضيفه مانشستر سيتي بثلاثية نظيفة على ملعب أنفيلد ليلة الأربعاء الماضي في ذهاب الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا.

وتلعب مباراة الإياب بين الفريقين على ملعب الاتحاد الخاص بنادي مانشستر سيتي مساء غداً الثلاثاء.