بولونيا الإيطالي بطل كأس ميتروبا موسم 61\1962

 بالنسبة لمشجعي كرة القدم فإن سنة 2018 تعني شيئاً واحداً فقط: كأس العالم. وإلى حين وصولنا للحظة المنتظرة يوم الرابع عشر من حزيران دعونا نأخذ نظرة سريعة إلى الماضي لنرى كيف انتشرت كرة القدم في كل من البلدان المشاركة في كأس العالم؛ واليوم الحديث عن دولة لم تعد موجودة أومعترف بها: يوغسلافيا.


أدرك أن معظمكم الآن ينظرون إلى شاشاتهم باستغراب محاولين استذكار آخر مرة سمعوا فيها اسم يوغسلافيا في سياق كروي (الجواب بالمناسبة هو يورو 2000) ولماذا أحدثكم عن دولة توقف العالم عن الاعتراف بها رسمياً في منتصف التسعينيات. الجواب هو لأن اثنتين من الدول التين نتجتا عن انفصال يوغسلافيا، صربيا وكرواتيا، تشاركان في كأس العالم والأهم أنهما جزء أساسي من تاريخ أقدم مسابقة قارية للأندية في العالم.

حيث حضر في صيف العام 1927 ممثل من الاتحاد اليوغسلافي لكرة القدم، بجانب ممثلين عن اتحادات النمسا والمجر وتشيكوسلوفاكيا، اجتماعاً نظمه المدرب الأسطوري المنتخب النمساوي هوجو مايتزيل لمناقشة إقامة بطولة للأندية بين منتخبات هذه الدول. الاجتماع كان مثمراً، فتم الاتفاق على إنشاء “كأس ميتروبا” للأندية إضافة لمسابقة مماثلة للمنتخبات الوطنية أطلق عليها الكأس الدولية. الفكرة لم تكن من اختراع مايتزيل بالكامل. حيث كانت تجمع أندية نفس هذه الدول مسابقة تدعى كأس التحدي أسسها الإنجليزي جون جرامليك في فيينا عام 1897. ولكن بما أن معظم مساحات هذه الدول كانت جزءاً من الإمبراطورية النمساوية الهنغارية في تلك الفترة فإن لقب أول بطولة أوروبية للأندية يذهب لكأس ميتروبا.

Středoevropský_pohár_1934_Juventus-Teplice

قوانين كأس ميتروبا، والتي لعبت أول نسخة منها بعد أشهر قليلة من الاجتماع الذي قاده مايتزيل، كانت شبيهة جداً بالقوانين الحالية لـ دوري أبطال أوروبا. حيث كان يتأهل فريقان من كل دولة للبطولة؛ بطل الدوري رفقة وصيفه أو بطل الكأس. البطولات كانت تقام بنظام خروج المغلوب على مباراتين، واحدة في أرض كل فريق. النسخة الأولى شهدت مشاركة بيوغراد (نادي من مدينة بلغراد) وهايدوك سبليت (نادي كرواتي) كممثلين عن يوغسلافيا، لكن كلاهما انهزم في الدور الأول أمام كل من MTK المجري ورابيد فيينا على التوالي. النسخة الثانية كانت مماثلة جداً للأندية اليوغسلافية؛ نادي من بلغراد ونادي من زغرب يفشلان في تجاوز نادي مجري ونادي تشيكوسلوفاكي.

لكن الأندية اليوغسلافية استبعدت من النسخة الثالثة للبطولة لأسباب سياسية عام 1929، أي قبل 64 عام من أن يستبعد اليويفا منتخب يوغسلافيا من يورو 1992 مفسحاً المجال لمنتخب الدنمارك للفوز بالبطولة.  كأس ميتروبا استمرت حتى ما قبل الحرب العالمية الثانية قبل أن تتوقف لأسباب واضحة. هذا التوقف أثر كثيراً على كأس ميتروبا، فبعد أن كانت أهم مسابقة كروية للأندية في العالم تراجعت شعبيها أمام الكأس اللاتينية (والتي بالرغم من اسمها المحيّر كانت بطولة تجمع أندية فرنسا إيطاليا البرتغال واسبانيا) وكأس ريو (أول بطولة دولية للأندية حيث جمعت أندية من البرازيل، الاوروجواي، البرتغال، النمسا، يوغسلافيا، فرنسا وإيطاليا).

لكن أهمية كأس ميتروبا كانت واضحة جداً في الأحداث التي أدت لإنشاء بطولة الكأس الأوروبية (أو ما يعرف الآن بدوري أبطال أوروبا). فبعد أن أطلقت الصحافة الإنجليزية لقب “أبطال العالم” على ولفرهامبتون واندررز بعد فوزهم عام 1953 على نادي هوفنيد المجري (الذي كان يضم معظم لاعبي الجيل الذهبي لمنتخب المجر) قام الصحفي الفرنسي جابرييل هانو، صاحب فكرة الكأس الأوروبية، بكتابة الأسطر التالية في صحيفة L’Equipe:

“قبل أن نعلن بان ولفرهامبتون واندررز غير قابلين للهزيمة، دعهم يذهبون لموسكو أو بودابست. هناك أندية ذات صيت عالمي: ميلان وريال مدريد اثنان فقط منها. يجب أن تنظم بطولة عالمية للأندية، أو أوروبية على الأقل، أكبر وأكثر أهمية من كأس ميتروبا”

يوغسلافيا شاركت بعد الحرب العالمية الثانية في سبع بطولات لكأس العالم وفاز أحد أنديتها (النجم الأحمر) بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1986 وقدمت عدداً كبيراً من اللاعبين الممتازين عبر السنوات؛ لكن المساهمة الكبرى لها في تاريخ كرة القدم هي بدون شك المشاركة في تأسيس كأس ميتروبا.

شاهد .. ماسكيرانو يهنئ راموس بمناسبة مولوده الجديد.. وبيكيه يمزح معه