العملاق مانويل نوير

نجح أخيراً منتخب ألمانيا في تفكيك العقدة الإيطالية والفوز بركلات الترجيح والصعود لنصف نهائي يورو 2016 بعد 120 دقيقة صعبة بدنياً وفنياً على كلاً من الطرفين وكان من الممكن حسمها في أول 90 دقيقة لولا ركلة جزاء بواتينج ” الغريبة” والتي أهدرت مجهود كبير.

أسلوب الصدمة أتبعه يواكيم لوف من البداية ضد إيطاليا من خلال اللعب بنفس الطريقة 3-5-2 بتواجد جوشوا كيميش على الطرف الأيمن و ثلاثة مدافعين بإضافة هوفيديس مع بواتينج وهوميلز مع اللعب بمهاجمين بوجود مولر وماريو جوميز وهذا ما منح ألمانيا الاستحواذ الأكبر بالكرة طوال المباراة تقريباً.

ozil

لكن الاستحواذ ليس هو ما يقتل رجال أنطونيو كونتي بل تركيز ألمانيا على الجبهة اليمنى الإيطالي في وجود فلورينزي الذي كان مضغوط جداً من هجوم ألمانيا بجانب ماريو جوميز الذي أصبح يتراجع على فلورينزي ومرر بينية الهدف الأول بطريقة مميزة نادراً ما نراها من جوميز بأنه يكون الممرر والمخطط للهجمة وليس من يقوم بإنهائها.

جيروم بواتينج واحد من أفضل المدافعين في البطولة أن لم يكن الأفضل ولكن لو خرجت ألمانيا اليوم لكا تم تدميره نفسياً ومعنوياً ونسف كل ما قدمه بسبب الخطأ الغريب الذي قام به، مشكلة بواتينج في رأيي بأنه له لحظات عظيمة كمدافع في التمرير والتقدم للأمام والضغط واستخلاص الكرة وعملية البلوك ولكن في بعض الأوقات له أخطاء فادحة تدمر ما يقوم ببنائه في كل موسم.

مازالت لدي مشكلة مع جوشوا كيميتش لم يتم حلها حتى الآن فهو لا يقوم بإرسال أي كرة عرضية صحيحة على الإطلاق وبالتالي ألمانيا ستخسر الكثير من الفاعلية الهجومية بسبب هذه النقطة، أنا أعلم بأنه ليس ظهير أيمن في الأساس ولكن تعديل هذه الخاصية به ستكون مهمة للمانشافت حتى نطلق عليه فعلاً فيليب لام الجديد!.

لو سنقوم باللوم على منتخب إيطاليا أو كونتي بالتحديد فأننا سنلوم عليه في تغييراته المتأخرة فكان من المفترض أن يقوم بتغييرات هجومية أو حتى تغييرات تقوم بتنشيط الفريق بدنياً قليلاً فكان يجب أن يدخل إنسيني أو الشعراوي مبكراً ونفس الحديث بالنسبة لسيموني زازا الذي كان الأحق بالدخول مبكراً بدلاً من مجرد تسديد ركلة جزاء غريبة!.

33

مانويل نوير اليوم أثبت لـ ” المشككين ” بأنه حارس عملاق ويستحق المقارنة بأي حارس فهو حالة خاصة في حراسة المرمى لديه الجرأة والتوقع الصحيح للكرة والشخصية القيادية في الملعب وعدم الرهبة في أي وضع ضغط عصبي واليوم تصدى لركلتين ومع كل ركلة يقوم بتمرير الكرة لمن يسدد في ألمانيا لبث الثقة لكل لاعب.

في النهاية كونتي صنع من تشكيلة متوسطة بل أقل من متوسطة فريق قوي كان مرشح كبير للفوز باليورو والختام اليوم ليس كارثي على الإطلاق بالنسبة له أو للأتزوري بينما ألمانيا نجحت في الفوز بالنهاية ولديها فرصة إحراز اللقب بقوة.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك