كيف غير تشافي هرنانديز نظرة العالم لكرة القدم؟

محمد عواد 09:42 23/05/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تشافي هرنانديز - برشلونة

    غادر تشافي كرة القدم الأوروبية لتمثيل السد القطري، ومن بعدها سعلن الاعتزال هناك، ثم يقال أنه سيتفرغ حتى عام 2022 كما تؤكد التقارير ليكون سفيراً لمونديال قطر.

    خرج زرقاء اليمامة من أوروبا بطريقة مثالية، حقق خماسية مع برشلونة، وكشفت التقارير لاحقاً أنه كان الرجل الذي خلق الصلح في النادي الكتلوني عندما اشتعلت الحرب بين ليونيل ميسي ولويس انريكي، وأنه من أقنع اللاعبين بضرورة الاتحاد من أجل النتائج الإيجابية.

    بعيداً عن تفاصيل الأرقام والإنجازات التي يملكها تشافي هرنانديز، ولا يعادله فيها أحد، فإنه من المهم التذكير بدوره في تغيير نظرة كثيرين إلى كرة القدم:

    *** البساطة قوة !
    قبل تشافي هرنانديز، كان التركيز دوماً على اللاعب الهداف أو المهاري، أو اللاعب الحاسم بالأهداف أوالقوي بدنياً في الدفاع الذي يظهر الروح القتالية المميزة.

    تشافي هرنانديز غير شكل كرة القدم، عندما جعلنا نبحث عن اللاعب المبسط للأمور في خط الوسط، الذي قد لا يسجل أو يصنع كثيراً، لكنه أهم دينامو لتواصل عجلة الفريق الدوران بشكل إيجابي.

    يجب أن نتذكر أن مجلات رياضية عريقة انتقدت دور تشافي في يورو 2008 وحتى في موسم جواردويلا الأول، لأنها لم تكن قد فهمت دوره بعد لذلك تجد تقييمه في عدة مواقع آنذاك 7 من 10، لكن سنوات بعد ذلك، أصبح الجميع يبحث عن أشباه تشافي في الملعب.

    فحتى المعلم الرائع في ايطاليا بيرلو استفاد كثيراً من تغيير تشافي لعقلية العالم، فهو في 2006 كان عبقري خط الوسط لكن لم يدعمه كثيرون للفوز بالكرة الذهبية لعدم انتباههم لدوره، لكن المطالب كانت أكبر له في عام 2012.

    *** اللاعب الفيلسوف
    لم تكن كل أيام مانويل بيلجريني جميلة مع مانشستر سيتي، لكن يؤخذ له أنه أول من تجرأ على القول “التيكي تاكا ستنتهي بنهاية مسيرة تشافي وليس بخروج جوارديولا”، وهذا ما حصل بالفعل!

    فعندما تراجع مستوى لاعب خط الوسط باتت الفلسفة حملاً على البرسا لا مفيدة له، فكان الاستغناء عن جزء مهم منها مع تاتا مارتينو، ثم أكمل لويس إنريكي المسيرة في الاستغناء عن فلسفة لا تعمل إلا بوجود تشافي هرنانديز.

    مستر تيكي تاكا،كما أطلق عليه الصحفيون، كان فلسفة بحد ذاته، فهو اللاعب الفيلسوف، المسؤول في الملعب عن تطبيق الفكر لا عن تطبيق الخطط فقط، وهذا النوع من اللاعبين ليسوا كثيرين في التاريخ.

    تشافي غير نظرة العالم إلى كرة القدم، لذلك يحق له أن يخرج من برشلونة فخوراً بكل ما قدمه، ويحق لعاشق كرة القدم السعادة لأنه عاصره.