بين صالح وصلاح.. حينما يقدر اللاعب الموهبة ويستغلها

أمير نبيل 23:15 21/12/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لا حديث على مستوى الأوساط الكروية المصرية بل والعالمية سوى عما يحققه النجم المصري المتألق محمد صلاح لاعب ليفربول، والأرقام المميزة التي يصنعها تباعا في الملاعب الأوروبية.

    نجم مصر وليفربول أصبح جزء لا يتجزأ من حديث الصحف الإنجليزية بشكل يومي، نتيجة لما يقدمه من أداء مبهر، مع الريدز، فضلا عن أنه بطل سيناريو حلم تأهل المصريين للمونديال، بفضل مساهمته الكبيرة في فوز مصر وتصدر مجموعتها.

    محمد صلاح نموذج واضح لاستغلال الموهبة التي منحه الله إياها، وتقديرها بما يجب أن يكون، علما بأن بزوغ النجم الشاب كان بين جيل من الموهوبين ضم العديد من العناصر المتألقة حاليا والمتواجدة بين عدة أندية محليا وخارجيا، من بينهم أحمد حجازي وأحمد الشناوي وعمر جابر، ومحمد النني ومحمد إبراهيم، بالإضافة إلى صالح جمعة.

    أما صالح جمعة فربما يكون أحد أبرز بني جيله من حيث الموهبة الكروية الفذة، والتي لم تستغل بكل أسف، حيث كان من المتوقع أن يكون اللاعب له شأن آخر في الملاعب، نظرا لقدراته الهائلة.

    صالح يتميز بكونه لاعب يجيد اللعب في اكثر من مركز، كما أن مركزه لا يوجد فيه كثيرين على الساحة المصرية على الأقل (اللاعب رقم 10) ، وعندما تتاح الفرصة له يظهر لمحات فنية رائعة.

    لكن ما بين صالح وصلاح، زملاء الأمس، وأيضا اليوم، على مستوى المنتخبات الوطنية، نجد ان الفارق شاسع ما بين نجم استغل موهبته وافاد فريقه ومنتخب بلاده، وساهم التزامه داخل وخارج الملعب، في أن يكون لاعب مصنف على مستوى العالم، بين أفضل النجوم، ربما لو ذكرنا 20 لاعبا لن يخرج صلاح منهم.

    أما صالح فبكل أسف لم يكن على قدر مسؤولية الموهبة المعطاة له، إذ أن عدم التزامه – بشهادة مدربيه – قللت كثيرا من رصيده الفني أيضا، حيث بدا واضحا أنه لا يريد أو ربما لا يدرك كيف يستغل تلك الموهبة ويفيد نفسه وفريقه وبلاده.

    المتابع لصالح جمعة في بدايته يرى أنه كان لديه فرصة ذهبية للانضمام إلى اندرلخت وأخرى للتواجد ضمن صفوف بروسيا دورتموند، لكن وبحسب ما اشيع في ذلك الوقت، أن عدم التزامه بفترة المعايشة مع الناديين الألماني والبلجيكي حال دون إقدام أي منهما على ضمه، بعدما كان قد وصفته الصحف البلجيكية بـ “زيدان المصري” في تشبيه مع الأسطورة زين الدين زيدان، نتيجة لأن لمساته كانت تشابه النجم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية.

    في الفترة من 2010 إلى 2015 لعب صالح لإنبي، وتخللها فترة إعارة لناسيونال ماديرا البرتغالي، ولكن يبدو أن الطموح توقف عند حد التجربة الاحترافية القصيرة وعلى إثرها عاد اللاعب للفريق البترولي ومنه إلى الأهلي.

    في تلك الأثناء كان صلاح يقدم لمحات فنية رائعة مع بازل السويسري  2012-2014، قبل الانتقال لتشيلسي ومنه إلى فيورنتينا ثم روما حيث أمضى فترة رائعة مع الفريق الإيطالي العاصمي.

    الفارق الجوهري هنا هو الطموح واستغلال الموهبة على أفضل ما يكون، وتطوير الذات بما يجعل اللاعب نموذج للمحترف الحقيقي.. هذا هو الفارق بين صالح وصلاح.