سبورت 360 -” لقد انتهى الحلم وسوف أترك منصبي لشخص آخر”، هكذا أعلن البرتغالي كارلوس كيروش، رحيله عن تدريب منتخب مصر في المؤتمر الصحفي، عقب فشله في قيادة الفراعنة إلى مونديال قطر، بالخسارة أمس من السنغال بركلات الترجيح 3-1، بعد التعادل بهدف في مجموع المباراتين.

كيروش والرحيل عن مصر بعد الفشل المونديالي

ولقد كانت التوقعات والتطلعات كبيرة على مسيرة منتخب مصر تحت قيادة المخضرم والبروفيسور كارلوس كيروش، عند توليه المهمة بدلا من المقال حسام البدري في سبتمبر الماضي، بسبب السيرة الذاتية الكبيرة لصاحب الـ 69 عاما.

كارلوس كيروش ووائل جمعة

وخيب البرتغالي كارلوس كيروش، التوقعات مع منتخب مصر في بطولة كأس العرب التي أقيمت بقطر باحتلال الفراعنة المركز الرابع بأداء باهت للغاية ولكنه برر ذلك بأنه اعتبر البطولة كحقل تجارب من أجل التجهيز لبطولة كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون.

والغريب أن البرتغالي كارلوس كيروش، لم يضم أحمد رفعت الذي كان بديلا ناجحا في بطولة كأس العرب لقائمة منتخب مصر في أمم أفريقيا واستعان بعبد الله السعيد الذي لم يشارك فيما بعد بالمباريات؟.

ولم يتعلم البرتغالي كارلوس كيروش، الدرس من بطولة كأس العرب بخصوص أسلوبه العقيم في الكثير من الأحيان بطريقة دفاعية مبالغ فيها أمام المنتخب النيجيري في افتتاحية مباريات منتخب مصر في أمم أفريقيا بالخسارة بهدف.

كيروش لا يتعلم من أخطائه

رغم صعود منتخب مصر إلى دور الـ 16 من بطولة أمم أفريقيا بانتصارين باهتين على حساب غينيا بيساو والسودان بنفس النتيجة بهدف نظيف، إلا إن أداء الفراعنة تحت البرتغالي كارلوس كيروش كان غير مرضٍ للغاية وتحوم الشكوك حول أدائه بسبب إصراره طريقة لعب 4-3-3 دون وجود الأدوات الفنية لتنفيذ ذلك بصانع ألعاب عصري وكذلك هبوط مستوى مصطفى محمد وعمر مرموش خلال المباراتين.

كارلوس كيروش- مدرب منتخب مصر

ولكن تحسن أداء منتخب مصر تدريجيا في مواجهة كوت ديفوار بدور الـ 16 التي فاز بها رجال كيروش بركلات الترجيح قبل أن يقدم الفراعنة أفضل مبارياتهم مع البرتغالي في ربع النهائي أمام المغرب بالفوز بهدفين لهدف.

واستمر أداء منتخب مصر القتالي أمام الكاميرون ولكن مع استمرار مشكلة الخروج من الشق الدفاعي للهجومي واستغلال قدرات تريزيجيه ومصطفى محمد ومحمد صلاح في الهجوم، بسبب الثلاثية غير الناجحة حمدي فتحي ومحمد النني وعمرو السولية وعدم الاستعانة بأحمد سيد زيزو الذي كان دائما يصنع الفارق بعد دخوله كبديل.

ولم ينتبه كيروش إلى المعاناة الهجومية لمنتخب مصر في مباراتي كوت ديفوار ونيجيريا والكاميرون في نهائي أمم أفريقيا، ولم يشفع له تألق الحارس محمد أبو جبل من أجل التتويج باللقب الذي ذهب إلى السنغال بركلات الترجيح.

بالطبع استفاد منتخب مصر من بطولة أمم أفريقيا بعودة شخصية البطل وظهور أسماء جديدة بفضل كيروش مثل محمد عبد المنعم وإمام عاشور وعمر كمال واستعادة محمد أبو جبل أفضل مستوياته ولكنه يلام على عدم التعلم من أخطائه الفنية.

وتم طي صفحة أمم أفريقيا بخيرها وشرها بالنسبة للبرتغالي كارلوس كيروش من أجل تحقيق حلم التأهل إلى مونديال قطر على حساب نفس الفريق الذي خسره أمامه نهائي أمم أفريقيا.

كارلوس كيروش

وحصل البرتغالي كارلوس كيروش على الدعم رغم بعض الخيارات غير الموفقة بغياب أحمد عبد القادر وأحمد رفعت وإبراهيم عادل ومحمد شريف عن قائمة مباراتي السنغال، بعد ضم البرتغالي مروان حمدي ومحمود علاء.

كيروش المذنب 

ولقد كان يحتاج منتخب مصر إلى صانع ألعاب مثل أحمد عبد القادر لخلق الفارق في خط الوسط سواء بجانب محمد النني أو حمدي فتحي مع عمرو السولية ولكن البرتغالي المتشبث بأفكاره والذي لا يتعلم من أخطاء أمم أفريقيا ويستعين بالأدوات التي تخدم طريقة لعبه.

ولعب كيروش بنفس طريقة لعب منتخب مصر في نهائي أمم أفريقيا ضد السنغال، 4-3-3 في المباراتين بنفس خط الوسط 4-3-3 بل لم يستغل عامل الأرض والجمهور وأصبح سعيدا بالتقدم المبكر بالدقيقة “4” بهدف عكسي بركن الأتوبيس ولعب على الهجمات المرتدة.

وله كيروش بعض العذر بخصوص سوء الحظ بإصابة محمد عبد المنعم وإياب الونش وغيابهما عن مباراة العودة وكذلك إصابة عمر جابر في بداية اللقاء ولكنه يلام على عدم البداية بمصطفى محمد وأحمد سيد زيزو  وأيمن أشرف و المخاطرة غير المحسوبة برامي ربيعة الذي تعرض للإصابة في أول 30 دقيقة ونزل أيمن أشرف، لأنه بعيد عن المشاركة في الفترة الماضية مع ناديه الأهلي ولم يستغل السقوط البدني وهبوط مستوى السنغال بعد الدقيقة “60” من أجل خطف هدف التعادل و العبور إلى المونديال.

ولو كان بدأ اللقاء بوجود زيزو ومصطفى محمد كما فعل في الشوط الثاني مع التخلي عن محمد النني ومرموش، لكان منتخب مصر عبر إلى مونديال قطر.

وفي النهاية، نقول إنه الهجوم على كيروش منطقي للغاية ويستحقه، لأنه هو المدرب الملام الأول على فشل منتخب مصر، ببلوغ مونديال قطر وحصوله على كل الدعم ولم يجبر على أي شيء ولعب كما يريد، بل اللقاء ذهب كما يتمنى لركلات الترجيح التي رفضت الابتسامة له للمرة الثانية.

وأخيرا، اختيار بديل كيروش يجب أن يكون بتروى وهدوء دون استعجال من إدارة اتحاد الكرة المصري، حال لم يستمر البرتغالي ولو استمر يجب أن غير من أسلوبه وقناعاته، في الفترة المقبلة لخلق جيل جديد لمنتخب مصر.

شاهد أيضا: