ديبالا … ما بين تكرار ما فعله ديل بيرو أو كتابة النهاية مبكرا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ديبالا سيبقى في يوفنتوس لعدة أشهر أخرى

     هكذا كانت الأخبار في الثواني الأخيرة من سوق الإنتقالات الصيفية وذلك بعد أن نجح باولو ديبالا في رفض وإجهاض كل محاولات السيدة العجوز للتخلص من مهاجمها الأرجنتيني وأحد نجوم الفريق وذلك لأسباب مجهولة قيل أنها مادية ومقولات أخرى أنها فنية

    أقترب اللاعب من الإنتقال إلى توتنهام ومانشستر يونايتد الإنجليزيان ورفض في النهاية باريس سان جيرمان مقررا البقاء في يوفنتوس والقتال لموسم أخر من أجل إستعادة مكانته مرة أخرى في تشكيلة الفريق الأساسية بعد أن فقدها الموسم الماضي عندما كان ماكسمليانو أليجري مديرا فنيا للفريق ويبدو أنه لم يكن ضمن خطط المدرب ماوريسيو ساري خلال الصيف

    يرتدي ديبالا الرقم التاريخي 10 في يوفنتوس خلفا لبول بوجبا الذي ورثه عن الأسطورة الإيطالية أليساندرو ديل بيرو الذي قضى 19 عاما من مسيرته بالقميص الأبيض والأسود سطر نفسه خلالها كأسطورة الأساطير في تاريخ السيدة العجوز

    لم تكن مسيرة ديل بيرو كلها زاهية خلال تواجده مع يوفنتوس وإنما مر بفترات صعبة وقاسية خلال تلك المسيرة كادت تنهيها مبكرا وتعلن إنفصال العاشق عن معشوقه في منتصف الطريق، لا ليست كارثة الكالشيوبولي التي أطاحت بيوفنتوس ونجومه إلى الدرجة الثانية وإنما مشكلة يعرفها الجميع بين ديل بيرو ومدربه فابيو كابيلو

    وصل كابيلو لتدريب يوفنتوس في 2004 خلفا لمارتشيلو ليبي  والمدرب الإيطالي كان عليه إختيار ثنائية من بين الثلاثي أليساندرو ديل بيرو ودافيد تريزيجيه والوافد الجديد زلاتان إبراهيموفيتش، في البداية كان ديل بيرو هو الخيار الأول بالتأكيد بجانب تريزيجيه ولكن في الموسم الثاني الأمور أختلفت

    تراجعت مشاركات ديل بيرو في تشكيلة يوفنتوس الأساسية فكان دوره البديل الذهبي في الكثير من المباريات، أرقام ديل بيرو التهديفية لم تتأثر كثيرا ولكن دقائق المشاركة أنخفضت مع المدرب الإيطالي والمشاكل بدأت تظهر بالفعل بين الثنائي

    خلال تلك الفترة بدأ الحديث في إيطاليا عن إقتراب نهاية حقبة ديل بيرو مع يوفنتوس بعد تراجع دور اللاعب الذي كان حينها في الثلاثين من عمره وجماهير يوفنتوس على المنتديات التي كانت منتشرة في تلك الفترة كانت تناقش بالفعل إحتمالية تخلي الفريق عن قائد الفريق رقم 10 بسبب إقتناع البعض أن تراجع مستواه أحد الأسباب أيضا

    فكر ديل بيرو في الرحيل وكابيلو لم يكن ليرفض التخلي عن اللاعب حتى جاءت لحظة الكالشيوبولي وتم إعلان هبوط يوفنتوس للدرجة الثانية فرحل كابيلو ورحل إبراهيموفيتش وأعلن ديل بيرو بأن القرار سهل، سيبقى في يوفنتوس

    كان كابيلو يرى الأمور مختلفة عن الجميع داخل غرفة الملابس

    كنا نعيش في رعب وإرهاب دائم ففي النهاية لا يمكنك معاملة لاعب في الثلاثين من العمر كما تعامل شاب في الثامنة عشر

    الفريق مكون من أسرة واحدة والحماس والرغبة مطلوبان داخل غرف الملابس أيضا فنحن مجموعة ولسنا آله مجهزة للفوز

    في حال أستمر كابيلو هنا كان بقائي ليكون صعبا في يوفنتوس

    الآن سنعود لنلعب كرة القدم بحب وإستمتاع

    كانت تلك كلمات ديل بيرو في أول مؤتمر صحفي له بعد رحيل كابيلو عن تدريب الفريق كشف خلالها عن تعامل قاسي ونظام صارم كان معروفا به المدرب المخضرم في غرف الملابس ولكن ديل بيرو كان ضحيته في يوفنتوس

    أستمر ديل بيرو في يوفنتوس وعاد للتشكيل الأساسي ومعه تصدر قوائم الهدافين وظل يلعب حتى حطم معظم الأرقام القياسية الممكنة بقميص النادي إلى أن وصل أنطونيو كونتي وتجاوز اللاعب ال37 من عمره فكان لا بد من الإفتراق هذه المرة

    تشبه قصة ديل بيرو وكابيلو ما حدث بين ديبالا وأليجري مع بعض الإختلافات البسيطة فأليجري في البداية مع وصول ديبالا كان يعتمد على المهاجم الأرجنتيني بشكل أساسي في الخط الأمامي واللاعب الأرجنتيني كان يتحسن من موسم إلى أخر في الثلاثة مواسم الأولى

    كانت المشاكل بين أليجري وديبالا تظهر في بعض الأحيان نظرا لرغبة المهاجم الأرجنتيني في الإستمرار داخل الملعب لأطول فترة ممكنة فكانت الخلافات والكلمات والإشارات الغاضبة ترصدها الكاميرات صادرة من ديبالا نحو مدربه ولكن الأرقام والأداء كان يغطي على تلك المشاكل

    في الموسم الماضي وصل كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس فأصبح النجم الأول وأليجري لم يجد لديبالا مكانا في هجوم الفريق فتراجعت مشاركاته الأساسية والمدرب الإيطالي قرر تغير دور لاعبه الأرجنتيني من الهجوم إلى خط الوسط من أجل ربط خطوط الفريق ببعضها البعض

    مهاري أرجنتيني بعيدا عن المرمى، مجهود كبير كان يبذله اللاعب من أجل القيام بالأدوار التي يريدها أليجري منه على أرضية الملعب ولكن إمكانياته البدنية والجثمانية لم تكن تساعده في القيام بهذه الأدوار والإبتعاد عن مرمى المنافسين كان يؤرق اللاعب الذي تراجعت قدراته التهديفية مع دقائق مشاركته

    رحل أليجري ووصل ماوريسيو ساري في وقت كانت إدارة يوفنتوس تبحث العروض المقدمة من كل إتجاه من أجل الحصول على لاعبها الأرجنتيني الذي لم يكمل عامه السادس والعشرين بعد وديبالا كان بيده كل شيء إما الموافقة والرحيل عن يوفنتوس من أجل إثبات ذاته وإستعادة الثقة بعيدا عن تورينو أو الخيار الصعب بالبقاء وإثبات خطأ الجميع في تقييمه الموسم الماضي

    كان أختيار ديبالا كأختيار ديل بيرو، الرقم 10 قرر اللإستمرار في يوفنتوس

    حتى الآن ديبالا لم يشارك سوى في 20 دقيقة خلال أول مباراتين ليوفنتوس في الدوري ولكنه كان مميزا في الفترة الإعدادية قبل إنطلاق الموسم، ديل بيرو نفسه ذهب لمقابلة ديبالا من أجل نقل بعض الخبرات له ومساعدته في تجاوز هذه الاوقات الصعبة من مسيرة المهاجم الأرجنتيني الذي أتخذ القرار الصعب وأختار البقاء في تورينو رغم وضوح عدم الرغبة في التمسك بقوة بأحد نجوم الفريق في الوقت الحالي والمستقبل

    موسم لا يزال في بدايته وديبالا أمامه الوقت إما أن يكرر ما فعله ديل بيرو ويتحول إلى أيقونة تاريخية للنادي مدافعا عن ألوانه لعشرة سنوات مقبلة أو تنتهي الرحلة بشكل سيء ويندم ديبالا على إضاعة موسم كان كفيلا بمساعدته على القفز إلى القمة ومناطحة النجوم على لقب الأفضل في العالم