في أفريقيا … موريتانيا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سيظهر منتخب المرابطون الموريتاني لأول مرة في تاريخ بطولة كأس الأمم الأفريقية وذلك بعد أن كتب رجال المدرب كورنتين مارتينز النجاح للمشروع الذي وضع حجر أساسه أحمد ولد يحى منذ توليه مسئولية رئاسة الاتحاد الموريتاني في 2011 والمستمر في هذا المنصب إلى اليوم

    حققت موريتانيا النجاح تدريجيا حتى وصلت إلى هذا الإنجاز التاريخي لمنتخب أنتظر أكثر من 17 عاما لتحقيق أول إنتصار رسمي للمنتخب الذي تم تكوينه ودخل عالم كرة القدم بإنفصال البلاد في 1963 عن الإستعمار الفرنسي الذي كان ينسحب من القارة الأفريقية في تلك الفترة

    كان الظهور الأول للمنتخب الموريتاني المستقل في بطولة لأميتي التي أقيمت في 1963 على الأراضي السنغالية ولعبت أربعة مباريات ضد الكونغو برازافيل والكونغو كنشاسا وكوت ديفوار وتونس، موريتانيا خسرت كل مبارياتها وفشلت في تسجيل أي هدف بينما أستقبلت شباكها تسعة عشر هدفا

    لم يتم تجميع المنتخب لمدة أربعة سنوات تالية حتى تواجهت ضد تنزانيا وديا في 1967 وشهدت هذه المباراة أولى أهداف المرابطون تاريخيا وأولى النتائج الإيجابية حيث أنتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، قرر الاتحاد الموريتاني دخول التصفيات المؤهلة للألعاب الأفريقية في 1973 والتي أقيمت في نيجيريا

    كانت مشاركة كارثية فموريتانيا لم تتذيل فقط مجموعتها التي ضمت مالي وغينيا وإنما تم سحقها ب11 هدف نظيف أمام الأول و14 هدف أخر من المنتخب الغيني، كان العام 1978 أول مرة تدخل موريتانيا تصفيات كأس العالم عن القارة الافريقية وفشل الفريق في تجاوز الدور الأول من التصفيات وهو نفس العام الذي دخلت فيه التصفيات المؤهلة لبطولة أفريقيا التي أقيمت عام 1980 في نيجيريا

    شهد الثاني عشر من أكتوبر من عام 1980 حدثا تاريخيا للكرة الموريتانية فبعد 17 عاما من تأسيس المنتخب نجح الفريق في تحقيق أول فوز له رسميا كان أو وديا وذلك على حساب مالي بهدفين لهدف في الدور الأول من التصفيات المؤهلة لنسخة ليبيا 1982، ورغم ذلك الفوز موريتانيا ودعت التصفيات لأنها خسرت مباراة الذهاب بهدفين نظيفين

    كعادة معظم الدول الأفريقية بعد الإستقلال عانت موريتانيا من المشاكل السياسية الداخلية والإنقلابات والصراعات الداخلية فلم تكن كرة القدم أولى الإهتمامات حتى حل الإستقرار بعد أخر الأنقلابات العسكرية هناك ووصول محمد ولد عبد العزيز للرئاسة بعد الإنتخابات لتدخل موريتانا عصرا جديدا على المستوى السياسي

    كرويا ظهر رجل أعمال شاب يدعى أحمد ولد يحى بدأ مسيرته مع كرة القدم بعمر الثالثة والعشرين عندما أسس في 1999 نادي كرة قدم يدعى أف سي نواذيبو سيطر على الكرة الموريتانية حتى جاءت إنتخابات الاتحاد الموريتاني في 2011 ونجح صاحب ال35 عاما حينها في الفوز برئاسة الاتحاد ضد منافسه مولاي ولد اسماعيل

    إن الخمول الذي تعاني منه كرة القدم الموريتانية ليس قدراً محتوماً حتى نستسلم له، ولكنه مرض يحتاج إلى علاج

    كانت تلك أولى كلمات ولد يحى بعد دقائق فقط من إعلانه رئيسا للاتحاد الموريتاني ليبدأ في بناء مستقبل للكرة هناك منذ تلك اللحظة وبالتأكيد بطولة أفريقيا للمحلين كانت بوابة العبور للوصول إلى الأمجاد فنجحت موريتانيا في الوصول للبطولة عام 2014 كأول مشاركة قارية لها وتفوقت على ليبيريا والسنغال في التصفيات قبل أن تودع البطولة من الدور الأول

    بدأت موريتانيا في الحبو كرويا فتشجع ولد يحى لأخذ خطوته التالية والإستفادة من الخبرات الخارجيت فأستقدم الإسباني باكو فروتيس ليعمل كمدير فني للاتحاد وتعاقد مع المدرب الفرنسي كورنتين مارتينيز لتدريب المنتخب الأول بعد أن قضى المدرب الفرنسي معظم مسيرته في تدريب الشباب والناشئين لوضع أساس لمستقبل البلاد الكروي

    إلى الامام

    كان هذا أسم المشروع الذي بدأه ولد يحى بإفتتاح أكاديميات متكاملة بلاعب تدريبية ومدارس ملحقه بها منتشرة في أرجاء البلاد لمساعدة المواهب أكثر وتشجيعها على ممارسة كرة القدم مع إجبار الأندية على تشكيل فرق للشباب والناشئين إضافة إلى تطوير البنية التحتية الكروية للبلاد وإعدادها لإدخال عصر الإحتراف للكرة الموريتانية

    بفضل مساهمات ولد يحى ونجاحات الكرة الموريتانية حصل على لقب قائد العام في 2018 من الكاف كما نجح في الوصول إلى عضوية المكتب التنفيذي للكاف ورئاسة اللجنة القانونية والتي كانت مسئولة عن التحقيق مع الرئيس السابق للاتحاد عيسى حياتو

    يجب عليك تقديم 200% من مستواك كل مرة تخرج فيها إلى أرضية الملعب لتحقق الفوز، 100% لا تكفي فتحت لسنا الأرجنتين أو ألمانيا

    كانت تلك تصريحات المدرب مارتينيز بعد إنتصار تاريخي لموريتانيا على جنوب أفريقيا في تصفيات كأس أفريقيا 2017، لم يكن كافيا للتأهل حينها ولكنها كانت مباراة للتاريخ بتحقيق الفوز على قوة كروية أفريقية كمنتخب البافانا بافانا

    حققت موريتانيا نتائج إيجابية في تصفيات كأس الأمم 2017 حيث جاءت في المركز الثاني خلف الكاميرون التي تأهلت للعب في تلك النسخة وتصفيات 2019 كانت تاريخية حيث وقعت في المجموعة التاسعة رفقة أنجولا وبوركينا فاسو وبتسوانا

    الثامن عشر من نوفمبر 2018 كان للتاريخ في العاصمة الموريتانية نواكشوط حيث أستقبل المرابطون المنتخب البتسواني في الجولة الخامسة من التصفيات على ملعب شيخ ولد بيديه الذي أمتلىء عن أخره لمشاهدة موريتانيا تتفوق بهدفين لهدف على بتسوانا وتضمن التأهل التاريخي الأول لها إلى الكان

    لم يكن مولاي أحمد خليل أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ المنتخب وهدافه التاريخي والملقب ب”بسام” نسبة إلى الشخصية الكارتونية الشهيرة من مسلسل “كابتن ماجد” هو نجم التصفيات الأول بل إسماعيل دياكيتي ثاني الهدافيين التاريخيين ومهاجم الاتحاد الرياضي بتطوان التونسي بتسجيله لثلاثة أهداف في رحلة التأهل منهم الثنائية في مرمى بتسوانا في اللقاء الأخير

    يعتبر مولاي أحمد خليل هو النجم التاريخي لموريتانيا وليس فقط لهذا الجيل وسيعود إلى مصر بعد ثلاثة أعوام من رحيله بعد ساعات قليلة من وصوله لها للتوقيع مع نادي سموحه السكندري، سموحه أعلن أن اللاعب يعاني من مشاكل في القلب ستؤثر على مسيرته مع النادي ليتم فسخ التعاقد سريعا

    اللاعب الذي حصل على لقبه بسام لأنه كان يعشق هذه الشخصية ويقلدها في كل حركاتها أوضح أنه لا يوجد أي مشاكل صحية يعاني منها وإنما أختلف الطرفان على المقابل المادي ليقرر الرحيل نهائيا عن مصر وعدم الإستماع لعرض أخر وصله من أحد الاندية الأخرى التي لم يكشف عنها

    واصل مولاي أحمد اللعب فتنقل بين الأنصار اللبناني وهلال بني غازي الليبي ونواذيبو المحلي قبل أن ينهي إتفاقه في الصيف الماضي مع مستقبل القابس التونسي حيث يلعب هناك، كرة القدم لم تكن فقط مصدر حب الجمهور الموريتاني لنجم فريقها التاريخي وإنما أيضا لأعماله الخيرية الكثيرة التي يقوم بها لمساعدة الفقراء في بلاده

    أوقعت القرعة موريتانيا في المجموعة الخامسة رفقة تونس ومالي والمنتخب الأنجولي الذي حل المرابطون في مركز الوصافة خلفهم في التصفيات، الرابع والعشرون من يونيو سيكون تاريخيا للكرة الموريتانية حيث ستلعب أول مباراة لها في بطولة كأس أفريقيا ضد مالي على ملعب السويس

    قائمة المنتخب الموريتاني تضم بين صفوفها ستة لاعبين فقط يلعبون في الدوري المحلي منهم الحراس الثلاثة بينما بقية اللاعبين يمارسون كرة القدم في الخارج منهم أربعة في شمال أفريقيا هم نجوم الفريق مولاي أحمد وإسماعيل دياكيتي ومحمد يالي لاعب الدفاع الجزائري وبكاري نداي لاعب الدفاع الجديدي المغربي إضافة إلى الحسن ديوب لاعب الهجر السعودي بينما بقية اللاعبين ينشطون في أوروبا

    هل توقفت أحلام وطموحات الكرة الموريتانية هنا؟ بالتأكيد لا فولد يحى مازال ينتظر من الفريق الذي قام ببنائه الكثير والهدف القريب تحقيق نتائج إيجابية في البطولة التي سنتطلق بعد أيام والبعيد كشف عنه ولد يحى في تصريحات لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم وهو التأهل إلى المونديال