عرفت كينيا كرة القدم مبكرا بفضل الإستعمار البريطاني الذي أحتل البلاد بداية من 1888 وحتى رحيله كباقي المستعمرين عن القارة الأفريقية في بداية الستينيات من القرن الماضي، بفضل سهولة اللعبة الجديدة ورغبة أنجلترا في نشر اللعبة حول العالم تحول الكينيون إلى ممارسة كرة القدم
مع بداية الستينيات ونهاية الحرب العالمية الثانية بدأت الدول الأفريقية في الحصول على إستقلالها قبل الدخول في صراعات داخلية سياسية كثيرة أثرت بكل تأكيد على نمو هذه البلد الأفريقية العريقة وكرة القدم لم تكن بعيدة عن هذا التأثير والذي أنعكس على مشاركاتها الأفريقية
فشلت كينيا في حجز مكان لها في بطولة أفريقيا منذ إنضمامها للإتحاد الأفريقي وحتى 1972 عندما ظهرت لأول مرة في النسخة الثامنة من البطولة والتي أقيمت على الأراضي الكاميرونية بمشاركة ثمانية فرق، كينيا تأهلت بعد أن نجحت في الفوز على إثيوبيا ذهابا وإيابا بمجموع 3-0 في المباراتين قبل موريشيوس من المرحلة الثانية من التصفيات وتعلن حجز بطاقة هي الأولى لها في البطولة الأفريقية
Victor Wanyama's penalty against Madagascar in today's friendly. Leading from the front @VictorWanyama ⚽️#Kenya #harambeestars #RoadToAFCON #AFCON2019 #AFCON #JazaStadi pic.twitter.com/HyKrWBZUvE
— Jaza Stadi (@jaza_stadi) June 7, 2019
كان أسطورة هذا الفريق هو جوناثان نيفا قلب دفاع الفريق ومديره الفني في آن واحد فكان هو صاحب الإنجاز التاريخي كقائد على أرضية الملعب للدفاع وهداف بتسجيله لهدفين من أهداف فريقه الخمسة في التصفيات ومن على الخط الخارجي للملعب كمدير فني لهذه المجموعة، لسوء حظ كينيا فقد وقعت في المجموعة الأولى رفقة المستضيف الكاميرون ومالي وتوجو
خرجت كينيا بعد أن خسرت لقاء الإفتتاح أمام الكاميرون بهدفين مقابل هدف وحيد سجله نيفا وتعادلت إيجابا بنفس النتيجة مع مالي وتوجو لتودع البطولة من دورها الأول
في بداية الثمانينيات ظهر الجيل الذهبي الكيني بقيادة الحارس محمود عباس وبوبي أوجولا في الدفاع وويلبيرفورس مولامبا رفقة الفتى الذهبي سامي أيويي في الخط الأمامي لقيادة هجوم الفريق، في تلك الفترة نجحت كينيا في تحقيق ثلاث نسخ متتالية من بطولة كأس وسط وشرق أفريقيا
أعتزل محمود عباس قبل أن تعود كينيا مرة أخرى للظهور الأفريقي والذي حدث بعد 16 عاما من الغياب فبيما كان الملاكم الكيني روبيرت وانجيلا يحصد أول ذهبية لأفريقيا في تاريخ الأولمبياد كان نجوم هارمبي “المتحدون في اللغة السواحلية” يحجزون لأنفسهم مقعدا في بطولة المغرب 1988 وقد كان الإستعداد أسطوريا بعد السحر الذي نثره هذا الجيل في الألعاب الأفريقية تلاها جولة في البرازيل لمواجهة كبارها فلامينجو وفلومينزي وبوتافوجو
أعتبر الكثير كينيا مرشحا فوق العادة لتحقيق المفاجئة ورفع لقب البطولة ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وذلك بعد أن أحتدت المنافسة المحلية بين جورماهيا وليوباردز وهو ما أدى لإنشقاق في صفوف الفريق خلال الجولة في البرازيل، قبل السفر إلى هناك أنسحب لاعبي جورماهيا من إحدى مباريات المنتخب الكيني بسبب الإرهاق بعد مشاركة توجت بالذهب في بطولة الأندية أبطال الكؤوس الأفريقية وهو ما تسبب في بدء خلاف داخل أروقة المنتخب وتحديدا من المدرب المحلي كريس ماكواه الذي أعتبر هذا التصرف تهربا من أداء الخدمة الوطنية
وخلال تواجد الفريق في البرازيل أحتد الخلاف بين لاعبي الطرفان لينشب صراع كبير بين اللاعبين تطور إلى عراك بالأيدي بل وتم طعن جورج أونيانجو ليبقى في المشفى لمدة أسبوعين ليتعافى من آثار الإصابة خلال هذا الشجار
أدى ذلك لمشاكل داخلية كبرى في المنتخب الكيني وطرد نجم هذا الفريق وقائده عباس ماجونجو وهو ما أثر سلبا على نتائج الفريق في البطولة الأفريقية فحصدت نقطة وحيدة من تعادل مع الكاميرون وخسارتين ضد مصر ونيجيريا لتودع البطولة، لكن المنتخب الكيني عاد مرة أخرى في النسخة التالية تحت قيادة مدري محلي أخر وهو محمد خيري وقدم مباريات قوية فتعادل مع السنغال ثم زامبيا قبل أن يخسر بشرف ضد الجيل الذهبي للكاميرون والذي كان عائدا لتوه من تأهل تاريخي لربع نهائي المونديال السابق
AFCON Is fast approaching and we’re kicking things into overdrive! How well do you know your favourite African tournament?
Upgrade to GOtv Max and make sure you don’t miss out on any of the #AFCON2019 action. pic.twitter.com/YuzMcwhxPA
— GOtvKenya (@GOtvKenya) June 6, 2019
حصدت كينيا على الإشادة وإنهالت عروض الإحتراف الأوروبي على لاعبيه ليكون هذا دافعا للعودة للمرة الثالثة تواليا إلى البطولة الأفريقية الكبرى ولكن منتخب المتحدون قرر هذه المرة ألا يتحد لمصلحة الفريق وإنما ضده بسبب غضب بعض اللاعبين من ما يحدث داخل أروقة المنتخب الكيني
كانت البداية في 1991 عندما أعلنت وزارة الإتصالات أنه لا يمكن لأحد من موظفيها ممارسة كرة القدم بعيدا عن النادي الرسمي الخاص بها وهو ما عنى بعض التنقلات الداخلية وإعتزال الكثير من اللاعبين تلاها وصول أدام كورارو لرئاسة الاتحاد الكيني لكرة القدم بدون أي خلفية رياضية له
قام كورارو بتعيين صديقه جيري سورير مدير فني للمنتخب الوطني، سورير لم يكن له أي خلفية رياضية هو الأخر وتاريخه كله يتمحور حول إدارته لأحد الفنادق المحلية في كينيا ولكن بسبب علاقاته نجح في الحصول على هذا المنصب ليظهر لاعبي المنتخب الكيني غضبهم بالتخاذل ليخرج الفريق من دور المجموعات بدون تحقيق أي إنتصار أيضا وبأداء باهت
أختفت كينيا بإعتزال هذا الجيل مرة أخرى عن الساحة الأفريقية فلم تظهر في بطولة الكان حتى 2004 عندما حجزت مقعدا لها في تونس بقيادة المدير الفني المحلي جاكوب مولي والنجم جون موريوري وتيتوس مولاما والشاب دينيس أوليتش
وقعت كينيا في المجموعة الثانية رفقة مالي والسنغال وبوركينا فاسو ورغم أن كينيا قد خرجت حسابيا من التأهل بعد خسارة أول جولتين إلا أن الجولة الثالثة شهدت الفوز الأول تاريخيا لهم في البطولة الأفريقية وذلك عندما أكتسح منتخب نجوم هارامبي المنتخب البوركيني بثلاثية نظيفة على ملعب الخامس عشر من أكتوبر
ظهر للكرة الكينية بعض النجوم بعد ذلك فكان ماكدونالد ماريجا أحد نجوم أندية الوسط في الدوري الإيطالي وضمن قائمة إنتر ميلان التي فازت بلقب دوري أبطال أوروبا في 2010 تلاه تألق النجم فيكتور ونياما في الدوري الإنجليزي رفقة ساوثهامبتون ثم توتنهام حيث كان عضوا في الفريق الذي خسر نهائي ذات الأذنين منذ أيام قليلة
عادت كينيا بعد 15 أخرى من الإختفاء من الساحة الأفريقية بعد أن حلت كينيا في مركز الوصافة خلف غانا لتحجز تذكرتها السادسة إلى كأس أفريقيا وتظهر مرة أخرى في البطولة وذلك بقيادة المدير الفني الفرنسي سبستيان ميجني والذي بفضله وجدت كينيا نفسها لأول مرة مرشحة للحصول على لقب منتخب العام في الكاف
سيقود فيكتور وانياما زملائه من أجل تحقيق إنجاز تاريخي في البطولة سيكون أولا بعبور دور المجموعات، المنتخب يعول على الثنائي ميشيل أولونجا المحترف في كاشيوا ريسول الياباني والخبير ألان وانجا لاعب كاكاميجا الفريق المحلي من أجل تسجيل الأهداف وكتابة تاريخ جديد للكرة الكينية