في أفريقيا … أوغندا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تسعى أوغندا لتسجيل نتائج إيجابية في مشاركتها القادمة في كأس أمم أفريقيا المقامة بمصر وذلك بعد أن نجحت في ضمان التأهل إلى البطولة لتضمن المشاركة رقم سبعة لها تاريخيا في البطولة

    سلسلة من الإنسحابات والفشل في التأهل أنتهت في النسخة الماضية 2017 والتي شهدت عودة الرافعات الأوغندية للساحة الأفريقية بعد غياب أمتد بنهاية نسخة 1978 والتي حصلت خلالها البلاد على الميدالية الفضية بعد خسارة النهائي أمام غانا البلد المستضيف

    كانت بداية تعرف البلاد على كرة القدم عن طريق المبتعثين الإنجليز الذين وصلوا إلى البلاد مع الإحتلال الذي سيطر على مملكة باجندا التي كانت تسيطر على تلك المنطقة قبل وصول الإستعمار، جورج بيلكنجتون كان واحدا من هؤلاء المبتعثين وهو رياضي سابق في جامعة كامبريدج

    جمع بيلكنجتون في 1897 بعضا من السكان الأصليين وقرر تعليمهم لعب كرة القدم والأمور سارت بسهولة ويسر فبدأ الجميع في ركل الكرة والركض خلفها وإن عان بيلكنجتون في تلقين اللاعبين الجدد مهام مركزهم وضرورة الإلتزام به

    الأمر لم يخلو من بعض الضحك بسبب طريقة ملابس سكان باجاندا التي تتمثل في جلباب طويل تم رفعه فوق الوسط لتسهيل الركض إضافة إلى أن كل لاعب كان يركض ومعه مساعده يحمل فوق رأسه شمسية تقيه من أشعة الشمس وكرسي ليجلس عليه عندما يشعر بالتعب

    عندما تمسك الكرة فهذه خطيئة كبرى

    هكذا تعرف الشعب الأوغندي على قانون لمسة اليد عندما قام أحد مسئولي الكنسية هناك بإمساك الكرة بيده أثناء لعب كرة القدم، بدأت كرة القدم في الإنتشار هناك وكان العام 1909 شاهدا على تكوين أول فريق أوغندي  و1924 كان تاريخ تأسيس الإتحاد الأوغندي لكرة القدم والذي حمل حينها لقب اتحاد كيمبالا

    لم تدخل أوغندا تحت مظلة الإتحاد الإفريقي والدولي لكرة القدم حتى إستقلالها التام في 1960 وبعدها بعامين جاءت مشاركتها الأولى في البطولة الأفريقية التي أقيمت في أديس أبابا الإثيوبية وحصلت الدولة الإفريقية الناشئة على المركز الأخير بعد أن خسرت مبارتيها أمام الجمهورية العربية المتحدة وتونس

    أنسحت أوغندا من تصفيات النسخة التالية ولم تتأهل في النسخة التالية ولكنها عادت في 1968 مرة أخرى إلى إثيوبيا ولم تتغير نتائجها كثيرا فحصلت على المركز الأخير بخسارة مبارياتها الثلاثة أيضا غابت لنسختين وخلال تلك الفترة كانت الأمور الداخلية مشتعلة بالصراعات السياسية التي حسمها إيدي أمين لنفسه في 1971 بإنقلاب عسكري

    وكالعادة كان الإهتمام بالرياضية أحد أولويات الديكتاتور الجديد فعادت أوغندا للمشاركة الأفريقية في 1974 في مصر و1976 في إثيوبيا 1976 وودعت البطولة من دور المجموعات وفي 1978 أتجهت طائرة خاصة للرئاسة تحمل المنتخب الأوغندي إلى غانا لتسجيل مشاركة تاريخية لهم

    وعد اللاعبون جميعا بسيارات ومنازل إضافة إلى المال في حال عودتهم باللقب خصوصا أن هذا المنتخب قد نجح في تحقيق بطولة شرق ووسط أفريقيا قبلها بعامين وفي مجموعة الموت التي ضمت معها تونس والمغرب والكونغو نجحت أوغندا في تصدر المجموعة بالفوز على الكونغو والمغرب لتعبر إلى نصف النهائي وتتفوق على نيجيريا وتضرب موعدا مع البلد المضيف غانا في النهائي بمجموعة من اللاعبين الهواة الذين تركوا أعمالهم اليومية للسفر والمشاركة هناك

    كنا مفاجئة البطولة ورغبتنا كانت مواصلة القتال لنثبت للجميع أننا فريق كرة قدم يستحق الإحترام

    أحد نقاط قوتنا كانت الاتحاد فنحن كنا نلعب سويا لفترة طويلة وهذا ساعدنا للوصول بعيدا

    كانت تلك كلمات توم لوانجا أحد نجوم هذا الجيل الأوغندي والذي وصل إلى النهائي قبل أن يسقط أمام غانا، لوانجا سرد للبي بي سي تفاصيل الليلة الأخيرة قبل النهائي

    قاموا بقطع الكهرباء عنا والرطوبة كانت عالية فلم نستطع التنفس وقبل أن نبدأ الإحماء بدأ الجميع في الركض نحو الحمام بسبب الشعور بالتعب من بعض الطعام الذي تناولناه قبل الإنتقال للملعب

    تسبب ذلك في ظهورنا بشكل ضعيف في المباراة

    عاد اللاعبون إلى أرض الوطن لكن لم يكن هناك إستقبال شعبي ولا لقاء مع الرئيس فالبلاد كانت مشتعلة بالحرب التي أندلعت مع الجار تنزانيا في ذلك الوقت ليخسر اللاعبون ليس فقط التكريم المادي والمعنوي بل أيضا بعضا من أصدقائهم ثم أثنين من أعضاء هذا الفريق قتلوا خلال الحروب التي دارت في السنوات التالية والبقية هربوا إلى الخارج

    دخلت الكرة الأوغندية نفقا مظلما بعد تلك المشاركة فظلت غائبة عن الساحة الأفريقية حتى 2017 حين عادت لأول مرة للعب في الجابون ولكنها كالعادة ودعت البطولة مبكرا من الدور الأول لتذيلها لمجموعتها التي ضمت مصر وغانا ومالي

    وصل بعد نهاية تلك البطولة المدير الفني الفرنسي سبستيان دوسابر الذي حمل على عاتقه مسئولية إعادة أوغندا مرة أخرى إلى البطولة فتصدر مجموعته التي ضمت تنزانيا ويسوتو وكاب فيردي ويسجل لأوغندا مشاركة سابعة في البطولة الأفريقية

    سيصل المنتخب الملقب بالرافعات إلى مصر بمجموعة من الأسماء المغمورة وبدون نجوم ساطعة في الخارج فمعظم قوام الفريق من أسماء ناشطة في في الدوري المخلي أو أفريقيا إضافة إلى بعض المحترفين في كندا والهند وأوروبا الشرقية الأقل كرويا

    لا سقف للحلم الأوغندي ولا يوجد ضغوطات على المنتخب الذي وقع مع مصر مرة أخرى في نفس المجموعة بجانب زيمبابوي والكونغو الديمقراطية والصعود إلى الدور التالي سيكون كافيا لإدخال السرور والبهجة على الشعب الأوغندي والذي كعادة الشعوب المتناحرة داخليا لا يتجمع سوى أثناء مباريات كرة القدم