في أفريقيا .. الكونغو الديموقراطية

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تسعى الكونغو الديموقراطية لمواصلة نجاحاتها على الساحة الأفريقية في السنوات الأخيرة وذلك عندما ستعود بعد أيام قليلة إلى مصر من أجل محاولة تقديم الأفضل من دور ربع النهائي الذي وصلت له في النسخة الماضية ومحاولة تحقيق اللقب الأفريقي لمرة ثالثة في تاريخها

    تعيش الكونغو حالة من الإستقرار ليس فقط الكروي بوجود المدير الفني فلوران إبينجا على رأس الجهاز الفني للعام الخامس والنسخة الثالثة على التوالي وإنما أيضا على الجانب السياسي بعد إستقرار الأوضاع الداخلية في السنوات الأخيرة وهدوء الساحة من الحروب الأهلية التي أضاعت الكثير من الموارد لتمويلها وإن لم تنتهي تماما بعد

    بدأت الكونغو الديموقراطية عهدها بكرة القدم إبان الإحتلال البلجيكي لأراضيها وذلك عام 1919 ولكن أولى مبارياتها الرسمية جاء بعد ذلك بسنوات طويلة حيث ظهر المنتخب الكونغولي لأول مرة في مباراة عام 1948 عندما تواجه تحت أسم الكونغو البلجيكية ضد رودسيا الشمالية والتي تحولت بعد ذلك إلى زامبيا

    كانت تلك المباراة الأولى لهم والفوز الأول لهم أيضا حيث أنتهت المباراة بفوز الكونغو بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بدأت حركات الإستقلال عالميا للدول المحتلة والكونغو كان لها نصيبا من هذه الحركات ففي عام 1960 تم إنتخاب باترس لومومبا رئيسا للبرلمان وجوسيف كاسافوبو رئيسا للبلاد وتم إعلان قيام جمهورية الكونغو

    لم تستقر البلاد لخمسة سنوات قادمة من ذاك التاريخ فالصراعات السياسية جعلت الدول العظمة تسعى للسيطرة على ثالث أكبر الدول الأفريقية فتم دعم جنرال في الجيش وهو جوسيف موبوتو والذي أنقلب على النظام القائم وأعلن نفسه رئيسا مدعوما من الولايات المتحدة الأمريكية في 1965 وقام بتغير أسم الدولة إلى الكونغو الديموقراطية قبل أن تتحول إلى جمهورية زائير

    عارض موبوتو النظام الشيوعي فحصل على الدعم الأمريكي ولكنه أعتمد على الديكتاتورية في حكمه ولا يوجد طريق أقرب لقلب الشعوب من كرة القدم فكانت هي أهتمامه الأول لتطوير تلك اللعبة وكسب شعبية جماهيرية منها

    خلال فترة الإستقلال كان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد قبل إنضمام الكونغو إليه عام 1962 وبعدها بعام أصبحت الكونغو رسميا عضوا في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والمباراة الأولى لهم كانت في دورة ودية أقيمت في العاصمة السنغالية دكار وأنتصرت على موريتانيا بسداسية نظيفة

    كانت المشاركة الاولى في كأس الأمم الأفريقية في 1965 والتي أقيمت في تونس بمشاركة ست منتخبات أفريقية ولكنها كانت مشاركة ضعيفة حيث خسرت مبارتيها الأولى أمام غانا بخمسة أهداف مقابل هدفين والثانية بثلاثية نظيفة أمام كوت ديفوار لتخرج من البطولة خالية الوفاض

    وصل موبوتو بعد تلك البطولة وتغير كل شيء فبدأت الكونغو في الهيمنة على الكرة الأفريقية بظهور فريق مازيمبي والذي كان يدعى إنجليبرت حينها والذي سيطر على الكرة الأفريقية على مستوى الأندية في أواخر الستينيات والمنتخب أستفاد من هذه السيطرة على المستوى القاري فذهب إلى إثيوبيا في 1968 وهو مرشح بقوة للفوز باللقب

    كانت قائمة المنتخب من مجموعة من اللاعبين المحليين رغم تواجد بعض المحترفين في بلجيكا لم يكن يتم الإعتماد عليهم وموبوتو وعد قائمة المنتخب بالمجد المادي والمعنوي في حال تحقيقهم الفوز وبقيادة الثعبان نيكوديمي كابامبا وكيدومو مانتانتو عبرت الكونغو إلى النهائي لتواجه أصحاب الأرض منتخب غانا وتنجح في تحقيق لقبها الأول بفضل هدف كالالا موكيندي

    تم تكريم أعضاء هذا الفريق وموبوتو وعد فأوفى فحصل كل لاعب على منزل في أحدث وأفخم الأحياء في كنشاسا العاصمة بجانب 100 ألف دولار وسيارة كهدية على هذا الإنجاز، البطولة التالية في 1972 فشلت في الحفاظ على اللقب ولكن زائير واصلت تواجدها في المربع الذهبي وحصدت المركز الرابع

    أتجهت زائير في 1974 إلى مصر للمشاركة في البطولة الثالثة لها أفريقيا وعلى الملعب الخاص بألعاب دمنهور نجحت في تسجيل فوزها الأول في البطولة على غينيا قبل أن تخسر في الإسكندرية أمام الكونغو وفي الجولة الأخيرة عادت إلى دمنهور لتحقق الإنتصار على موريشيوس بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد لتتأهل إلى نصف النهائي

    وفي التاسع من مارس 1974 سافرت زائير إلى القاهرة لملاقاة البلد المستضيف مصر وأمام جماهير صاحب الأرض حقق المنتخب الضيف عودة تاريخية بعدما تأخر بهدفين سجلهم مويبو في مرماه وعلي أبو جريشه قبل أن ينتضف الضيوف بثلاثية كاملة في ظرف ربع ساعة بدأها مولامبا في الدقيقة 55 قبل أن يعدل مانتانتو في الدقيقة 61 ويعود مولامبا في الدقيقة 72 ليسكت الجميع بالهدف الثالث ليعلن تأهل الضيوف على حساب صاحب الأرض إلى النهائي

    أقيم النهائي في القاهرة وأمام 5 آلاف متفرج فقط حيث ألتقت زائير بزامبيا والمباراة أنتهت بهدفين لكل فريق ليتم الإحتكام إلى مباراة إعادة بعدها بيومين شاهدها ألف متفرج فقط، الرقم الأقل تاريخيا في عدد الحضور للمباراة النهائية للبطولة وبقيادة تحكيمية ليبية لسعد جامار نجح نداي مولامبا  في تسجيل ثنائية ليحقق لفريقه اللقب الثاني ويخرج هو بلقب هداف البطولة برصيد 9 أهداف

    أمنت زائير لنفسها التأهل إلى المونديال في ذاك العام أيضا بعد أن فازت على المغرب في التصفيات المؤهلة للبطولة التي أقيمت في ألمانيا الغربية، النظام الزائيري أستغل ذاك التأهل من أجل الدعاية السياسية والسياحية فظهرت مجموعة إعلانات ولافتات “زائير السلام” و”زورونا في زائير” ولكن المشاركة كانت كارثية

    قدمت زائير أداءا مميزا أمام اسكتلاندا والبرازيل ولكن في مباراتها الأخيرة خسرت بتسعة أهداف نظيفة أمام يوغسلافيا وهي واحدة من أكبر النتائج التي حققت في البطولة، لم تسجل زائير أي أهداف وفي المقابل سجلت لقطة تاريخية ظلت عالقة في تاريخ جميع مشاهدي ومتابعي كرة القدم

    أثناء تنفيذ البرازيل لركلة حرة مباشرة فاجئ المدافع مويبو إلونجا الجميع بالخروج من الحائط وتسديد الكرة بعيدا ليحصل على كارت أصفر والعديد من التعليقات الساخرة من كرة القدم الأفريقية وتأخرها

    أنا أعرف جيدا القانون ولكني قمت بهذا العمل إعتراضا على سياسات الدولة

    كانت تلك كلمات مويبو تعليقا على هذه اللقطة التي أختيرت كواحدة من أبرز اللقطات التاريخية في المونديال والتي لا يمكن نسيانها وبعد تلك المشاركة تراجعت كثيرا الكرة الكونغولية مع زيادة المشاكل الداخلية للبلاد مما أدى إلى هروب العديد من العائلات إلى بلجيكا التي كانت يوما ما المحتل للأرض

    كادت تختفي زائير عن الساحة الكروية حتى نهاية الثمانينيات حين عادت مرة أخرى بعد غياب عشرة سنوات عن المشاركة في كأس أفريقيا ومع بداية التسعينيات ولثلاث نسخ متتالية وصلت إلى ربع النهائي قبل أن تندلع الحرب الأهلية في البلاد في 1996 ويهرب مومبوتو إلى بلجيكا وتتحول زائير إلى الكونغو الديموقراطية

    ورغم المشاكل الداخلية والحروب الأهلية إلا أن الكونغو حافظت على تواجدها في البطولة الأفريقية وإن لم تضع لمستها سوى في 1998 عندما حصدت المركز الثالث في الوقت الذي كانت حركة التحرير الكونغولية تبدأ الحرب الأهلية الثانية في البلاد بمهاجمتها لقوات الحركة الديموقراطية

    خسرت الكونغو بسبب تلك النزاعات الكثير من الأموال والأرواح وأيضا موارد بشرية كروية فهاجرت العديد من العائلات التي كبر أولادها في الخارج وأصبحوا نجوما لبلاد أخرى خصوصا في بلجيكا فخسرت فينستنت كومباني وروميلو لوكاكو وميشي باتشواي ويوري تيلميناس وكريستان بينتيكي

    عادت الاندية الكونغولية للساحة الأفريقية عن طريق مازيمبي وفيتا كلوب والذي كان يقوده مدير فني محلي يدعى فلوران إيبينجا تم تحميله في 2015 مسئولية إعادة بناء منتخب الكونغو وإعادتها مرة أخرى إلى المقدمة وصاحب ال57 عاما الآن لم يتأخر عن تلبية نداء الوطن

    بدأ بالبحث عن أبناء البلاد في الخارج وتواصل معهم من أجل ضمهم للمنتخب فنجح في إقناع العديد من النجوم الناشطة في أوروبا والتي تم صقلها وتطويرها في أكاديميات بلجيكا ضمن خطة النهضة الكروية التي سارت عليها

    نجحت الكونغو في الحصول على المركز الثالث في نسخة 2015 وفي الجابون 2017 خرجت من ربع النهائي وفي تصفيات المونديال الأخيرة خسرت التأهل لصالح منافستها تونس ولكنها عادت كمنافس وقوة أفريقية مرعبة مرة أخرى

    الفهود كما يتم تلقيبهم ستأتي إلى مصر وعينها على تحقيق تكرار مفاجئة 1974 في مجموعة تضم معها صاحبة الأرض مصر وأوغندا وزيمبابوي