جيامباولو … مع كل سقوط أشعر بأني قتلت شخصا ما

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لا أطيق الخسارة أكثر من هذا، مع كل سقوط أشعر بأني قتلت شخصا ما

    كانت هذه كلمات غاضبة من المدرب ماركو جيامباولو قبل ساعات قليلة من لقاءه السنوي مع رئيس ومالك نادي سامبدوريا ماسيمو فيريرو بسبب طريقة إدارته التي لا تساعد المدرب الإيطالي على تحقيق الإنتصارات والإنجازات وذلك رغم الأداء المميز الذي يواصل الفريق تقديمه مع المدرب منذ 2016 وحتى الآن

    نجح جيامباولو في وضع سامبدوريا ضمن أقوى الخصوم في الدوري الإيطالي خلال المواسم الثلاثة التي قضاها المدير الفني الإيطالي ذو الأصول السويسرية على الدكة الفنية للفريق بعد أن نجح في مهمته كخليفة للمدرب ماوريسيو ساري في فريق إيمبولي

    عندما رحل ساري من إيمبولي قدم ترشيحات لإدارة الفريق من أجل إختيار خليفته وجيامباولو الذي كان يقود حينها كريمونسي في الدرجة الثالثة الإيطالية، جيامباولو مر بالكثير من التخبطات في ميسرته التدريبية حتى وصل إلى هذه النقطة من مسيرته التدريبية

    بدأ ككشاف في فريق بيسكارا بعد إعتزاله المبكر بسبب الإصاباب وبعد عام واحد فقط تم تريقته ليصبح مساعدا للمدرب قبل أن يرحل ليكمل مسيرته للعمل كمساعد للمدرب أدريانو بافوني في قيادة جولينافو في الدرجة الثالثة للمنافسة على الصعود للدرجة الثانية ولكن مشاكل مع الإدارة أدت إلى إستقالة الثنائي

    أنتقل بافوني ومعه جيامباولو إلى تدريب تريفيسو في الدرجة الثالثة أيضا ونجحوا في قيادته هذه المرة للدرجة الثانية والحفاظ على مكان لهم هناك في الموسم التالي، بسبب تلك النجاحات تم إعلان رحيل جيامباولو للعمل كمساعد لمدرب مجهول يدعى ماسيمو سيلفا في فريق إسكولي

    حتى تلك اللحظة لم يكن جيامباولو قد حصل على رخصته التدريبية بعد وجلوسه كمدير فني كان غير مسموح به طبقا لقواعد الإتحاد الإيطالي كرة القدم فتحايل إسكولي على القانون بتلك الحيلة والتي لم تنكشف سوى في الموسم التالي عندما صعد إسكولي للدرجة الأولى وظهر كصاحب الكلمة الأولى ليتم إيقافه لمدة شهرين حتى يتم صاحب ال38 عاما حينها حصوله على الشهادة التدريبية من كوفرشيانو

     ورغم أن مسيرة المدرب الشاب كانت مميزة إلا أنها بدأت تأخذ منحنى سيء بعد رحيله عن إسكولي فتمت إقالته مرتين من تدريب كالياري ثم وصل إلى سيينا لتدريبهم

    هناك قبل أن يبدأ عمله مع سيينا حصل على مديح من واحد من أباءه الروحيين وهو فابيو كابيلو والذي تم سؤاله في 2009 عن المدرب الأقرب ليكون كابيلو الجديد فقال

    واحد من أفضل المواهب التدريبية المتواجدة حاليا هو مدرب سيينا ماركو جيامباولو

    فشل جياباولو سريعا مع سيينا فبعد 10 مباريات كان قد حقق 5 نقاط فقط ليتم إقالته في فترة كان مرشحا فيها لقيادة يوفنتوس بدلا من المدرب المقال كلاوديو رانيري ولكن السيدة العجوز أتجهت إلى تشيرو فيريرا وجيامباولو بعد أن رحل عن سيينا ذهب في رحلات قصيرة وفاشلة مع كل من كاتانيا ثم تشيزينا

    عاد بعد تلك التجارب الفاشلة إلى الدرجة الثانية لقيادة بريشيا ولكن لم تستمر فترته طويلا معهم ففي سبتمبر من ذات العام دخل المدرب في صدام مع جماهير الفريق رغم أن نتائجهم بدأت في التحسن رويدا رويدا، وصل جياباولو لتدريب بريشيا محطم وتعادل في المباريات الثلاثة الأولى قبل أن يحقق فوزا كان الاول للفريق منذ ألف يوم

    لكن بعد خسارة ضد كروتوني كانت الثانية في سبعة مباريات هاجت الجماهير ضد المدرب الذي أنتظرت منه أفضل من هذا والشرطة قررت التدخل لعقد جلسة بين المدرب والمسئولين عن رابطة جماهير الفريق

    رفض جيامباولو أن يتحمل مسئولية النتائج السيئة لبريشيا قبل وصوله ولذلك قدم إستقالته التي رفضتها الإدارة ولكن صاحب ال46 عاما حينها أصر على موقفه فأختفى تماما وأغلق هاتفه ولم يتم العثور عليه لثلاثة أيام متتالية غاب فيها عن تدريب الفريق حتى تم قبول إستقالته

    تراجع جيامباولو مرة أخرى فذهب لتدريب كريمونيسي في الدرجة الثالثة قبل أن يأتي عرض من إيمبولي له بناءا على طلب من ساري الذي قدم لإدارة ناديه قائمة على رأسها ماركو جيامباولو ليخلفه على الدكة الفنية ويستكمل ما بدأه ساري الذي أنتقل لتدريب نابولي

    لماذا جيامباولو تحديدا؟ المدرب الإيطالي كان صاحب الأسلوب الأقرب لأفكار المدرب ساري بداية من طريقة اللعب 4-3-1-2 وكيفية تنفيذها على أرضية الملعب بالتمريرات القصيرة والنزعة الهجومية

    نجح جيامباولو في تقديم نفسه مرة أخرى للجميع فقاد إيمبولي للمركز ال11 في نهاية الدوري بفارق 5 مراكز أفضل عن أخر موسم لساري مع إيمبولي، في ذلك الموسم قدم جيامباولو للكرة الإيطالية ثلاثة مواهب جديدة قدمها للدوري الإيطالي هم المدافع البرتغالي ماريو روي الذي أنتقل إلى روما رفقة زميله الأرجنتيني ليوناردو باريدس والبولندي بيتور زيلنسكي الذي رحل لنابولي للإنضمام إلى ساري هناك

    بعد ذاك الموسم لم يجد ماسيمو فيريرو أفضل من جيامباولو من أجل قيادة مشروع الفريق المستقبلي بعد أن فشل فينتشوزو مونتيلا في تطوير الفريق الذي هرب من الهبوط بفارق نقطتين فقط ذاك الموسم والأهم هو تطوير المواهب التي يضمها الفريق من أجل الإستثمار في النادي بالأموال التي ستتحصل عليها الإدارة من عملية البيع

    وصل جيامباولو وفي موسمه الأول تحسن أداء الفريق رقميا فأنهى الدوري في المركز الحادي عشر وبثمانية نقاط أكثر من سلفه مونتيلا والأهم أنه لمع العديد من المواهب الشابة التي ضمها الفريق ليتم بيعها سريعا بأضعاف الثمن التي وصلت به

    تألق التشيكي باتريك شيك ونبغ لوكاس توريرا في خط الوسط مع البرتغالي برونو فيرنانديز وفي الخط الدفاعي ظهرت صخرة سلوفاكية تدعى ميلان سكريناير بجانب تألق ملفت للنظر للمهاجم الكولومبي لويس موريل

    رحل موريل إلى إشبيليه وخطف إنتر ميلان المدافع سكريناير وبرونو فيرنانديز عاد إلى بلاده للعب مع سبورتينج لشبونه والآن أصبح مطلوبا من مانشسرت سيتي وشيك أنتقل للعب مع روما، دفع سامبدوريا 21 مليون يورو للتعاقد مع هذا الرباعي وقام ببيعهم بفضل جيامباولو ب55 مليون يورو

    لم يتأثر سامبدوريا كثيرا برحيل أبرز نجومه فواصل جيامباولو عمله مع الفريق ونافس في الموسم الماضي على مركز أوروبي ولكن في النهاية أنهى الموسم في المركز العاشر بفارق ست نقاط عن أخر المراكز المؤهلة للمشاركة ببطولة يوروبا ليج

    الصيف الماضي شهد مواصلة إدارة النادي التخلي عن أبرز نجوم الفريق بحثا عن المال فرحل الهداف دوفان زاباتا إلى أتلانتا وأنتقل لوكاس توريرا إلى أرسنال والحارس إيميليانو فيفيانو أتم تعاقده مع سبورتينج لشبونة

    دخل سامبدوريا هذا الموسم بقوة رغم النجوم الراحلة وكالعادة واصل منافسته على المراكز الأوروبية قبل أن ينهار الفريق في النهاية ويبتعد عن أوروبا ولكن هذه المرة بفارق وصل إلى 10 نقاط عن تورينو السابع ولكن الفريق سينهي الدوري هذا الموسم في مركز أفضل حيث ضمن المركز التاسع

    غضب جيامباولو ظهر قبل نهاية هذا الموسم فدائما ما يسقط فريقه في الأمتار الأخيرة ودائما ما يرى نجوم النادي ترحل ويتم تعويضهم بأسماء شابة جديدة يكون عليه البدء من جديد معهم بدلا من مواصلة المشوار

    لا أطيق الخسارة أكثر من هذا

    من الأفضل لك أن تغرق في المحيط على أن تغرق في كوب من المياة وهذا ما يحدث هنا معي

    النتائج تأتي عندما تلعب بشكل جيد وتلعب جيدا يجب أن تمتلك أسماء تتمتع بإمكانيات مناسبة

    قد يرحل جيامباولو في النهاية عن سامبدوريا بسبب الغختلاف في وجهات النظر مع رئيس ومالك النادي فالاول يريد الفوز والفوز يحتاج إلى صف المال من أجل الدعم بينما الأخير فقط يريد الربح المادي السريع ولا يبحث سوى عنه

    سيكون جيامباولو متاحا مرة أخرى لفرق الدرجة الأولى الإيطالية بعد أن نجح في السنوات الأربعة الماضية في إعادة إحياء مسيرته التدريبية مرة أخرى والتي أتخذت منحنى سلبي في منتصفها وربما تأتي له الفرصة أخيرا لقيادة أحد فرق المقدمة بعد أن كان يوما ما مرشحا لقيادة يوفنتوس