الهيمنة الإنجليزية وتأثير جوارديولا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ستشهد النهائيات الأوروبية لأول مرة في التاريخ هيمنة إنجليزية عليها بعد أن نجح الثنائي ليفربول وتوتنهام في التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وضرب تشيلسي موعدا مع أرسنال في نهائي بطولة يوروبا ليج لتضمن أنجلترا وأندية الدوري الإنجليزي البطولتين الأوروبيتين لهذا الموسم

    تقدم الاندية الإنجليزية موسما مميزا على المستوى الأوروبي وذلك رغم الفارق الشاسع محليا في المنافسة بين مانشستر سيتي وليفربول وبين بقية أندية جدول الترتيب في البطولة التي تنتظر يوم الأحد من أجل حسمها رسميا إما ببقائيا في الجزء السماوي من مانشستر أو الإنتقال إلى مدينة ليفربول التي تنتظر البطولة منذ 29 عاما

    حدث كثير حول تأثير بيب جوارديولا وفضله في وصول الكرة الإنجليزية إلى هذه المرحلة من الهيمنة الأوروبية هذا الموسم وذلك رغم أن فريقه مانشستر سيتي لم يظهر أبدا في مواسم ثلاث مع المدرب الإسباني في نصف نهائي دوري الأبطال حتى فدائما ما كان الخروج يأتي في ربع النهائي

    لكن رغم ذلك فجوارديولا له بالتأكيد دور مهم في ذلك والإتحاد الإنجليزي عليه الذهاب وتوجيه الشكر إلى المدرب الإسباني وإدارة مانشستر سيتي التي سعت كثيرا من أجل إستقطاب المدير الفني السابق لبرشلونة وبايرن ميونخ لأنها كانت خطوة فارقة في تاريخ الدوري الإنجليزي والاندية المنافسة لجواردويلا

    وصل جوارديولا إلى بقايا دوري إنجليزي عظيم فالأمور في أنجلترا تحولت بعد إعتزال السير أليكس فيرجسون ودخول مانشستر يونايتد في نفق مظلم وتحول أرسنال مع أرسين فينجر إلى نادي هدفه الأساسي شراء أسماء صغيرة وتطويرها وبيعها بعد ذلك بينما تشيلسي كان يمر بفترة تخبط إداري وفني وتوتنهام يقوده مدرب شاب أرجنتيني يحاول تجاوز الفارق الفني والمالي بينه وبين من يحاول منافستهم

    كان مانشستر سيتي هو الأكثر ثباتا في تلك الفترة حتى وصول بيب جوارديولا والذي وإن لم يقدم موسما أول جيد إلا أنه أستغله من أجل التعلم أكثر ومعرفة المشاكل التي تعاني منها الأندية الإنجليزية والكرة هناك عموما والنتيجة كانت إكتساح كامل وتام للجميع في أنجلترا فوصل إلى النقطة 100 وعدد أهدافه وصل إلى 106 هدف ودفاعه كان الأقوى فلم يهتز سوى في 27 مناسبة

    تغير كل شيء في أنجلترا فجوارديولا أثبت للجميع خطأ المقولة التي كانت تدعي أن كرته وفلسفته لن تنجح وسط اللعب البدني القوي والكرات الطولية التي تعتبر أساسا للعب في أنجلترا وعليها كان يتم إختيار المدربين

    تسبب ذلك في تغير طريقة تفكير الأندية الإنجليزية في إستقطاب مدربيها فبدلا من الإعتماد على الأسماء المحلية الإنجليزية تدريبيا والتي لا تضيف الكثير للدوري قررت الإتجاه إلى الخارج والتعاقد مع أفضل المدربين المتاحين في الدوريات الأوروبية الكبرى الأخرى

    عندما وصل بيب إلى إنجلترا كان الدوري يضم أسماء تدريبية كسام ألارديس وستيف بروس وكرايج شاكسبير وبول كليمنت وتوني بوليس وسلافين بيليتش ومايك فيلان وألان بارداو وجاري مونك ولكن بعد موسمين وتحديدا الصيف الماضي بدأ كل شيء في التغير

    أعتزل أرسين فينجر وترك أرسنال بعد سنوات من النجاحات والإنكسارات وبديله كان الإسباني أوناي إيمري الذي قدم نسخة مميزة لإشبيليه محليا في إسبانيا وسيطر على بطولة يوروبا ليج، تشيلسي الذي أقال أنطونيو كونتي إتجه إلى إيطالي أخر ولكنه مختلف وهو ماوريسو ساري الذي قدم نسخة هجومية ممتعة لنابولي وذلك لتغير عقلية الفريق اللندني الدفاعية أخيرا

    أنفصل ويست هام عن دافيد مويس وبديله كان مانويل بيلجريني المدرب التشيلي الذي قاد يوما ما مانشستر سيتي لتحقيق البطولات وتقديم نسخة كانت لتكون الأمتع هجوميا للفريق السماوي لولا وصول جوارديولا من بعده، إيفرتون تخلص من سام ألارديس وتعاقد مع البرتغالي الشاب ماركو سيلفا

    بعد إنطلاق الموسم أقال ساوثهامبتون مدرب كلاسيكي أخر هو مارك هيوز وبديله كان النمساوي رالف هازنهوتل الذي قدم فريق ريد بول لايبزج للكرة الأوروبية سريعا بعد صعوده من الدرجة الثانية هناك في ألمانيا وليستر سيتي عندما أنفصل عن مدربه كلود بويل ذهب للتعاقد مع براندن رودجيرز للعودة للدوري الإنجليزي مرة أخرى بعد نجاحات سابقة حققها هنا ومانشستر يونايتد أنفصل عن مدربه جوزيه مورينيو الذي ظهر غير قادرا على مجاراة ما يحدث حوله من تقدم وتم إستبداله بالواعد في عالم التدريب أولي جانير سولشاير

    كان هذا هو تفكير الإدارات الإنجليزية التي تخلت عن بعض أفكارها الكلاسيكية وأهمية اللعب البدني من أجل الفوز في إنجلترا فذهبت أخيرا إلى مدربين مميزية على الجانب الفني والتكتيكي إضافة إلى النزعات الهجومية التي يتميزون بها وذلك بعد أن رأى الجميع نجاحات جوارديولا الذي لم يتفوق فقط بل دمر جميع منافسيه بطريقة لعبه

    ساهمت عقود البث التلفزيوني والأموال الكثيرة المتواجدة في إنجلترا تلك الأندية على جلب أبرز اللاعبين من داخل وخارج أنجلترا من أجل دعم المدربين بالأسماء المطلوبة لتنفيذ أفكارهم الجديدة خصوصا وأن سيتي لم يبخل للحظة واحدة عن دعم مدربه جوارديولا من أجل النجاح ما عدا توتنهام الذي تسبب ملعبه الجديد في تقلص قدراته المالية في سوق الإنتقالات

    نجاح جوارديولا مع سيتي لم يؤثر فقط على إدارات الأندية ومسئوليها الرياضيين وإنما أيضا على مدربيه المنافسين أيضا فالموسم الماضي ظهر الفارق كبيرا بين سيتي وبين وصيفه يونايتد فوصل الفارق بينهم إلى 19 نقطة وهو الأمر الذي أستدعى ضرورة تطور بقية المدربين في محاولة للوصول إلى السيتي في المقدمة

    عندما يكون منافسك قويا فيجب عليك التطوير من نفسك لمحاولة اللحاق به، هذا ما فعله مدربي الأندية التي تحاول اللحاق بسيتي فليفربول رفقة كلوب قام بتدعيم صفوفه بالأفضل والمدرب الألماني نفسه قرر حل المشكلة التي عان منها الفريق الموسم الماضي عندما كان يعاني عندما يحصل على الإستحواذ أمام فريق متكتل دفاعيا

    أقترب ليفربول كثيرا من سيتي هذا الموسم فمع تبقي جولة واحدة على النهاية الفارق بينهم هو نقطة واحدة، أرقام سيتي لم تتغير كثيرا فمازال الفريق متجاوزا حاجز المائة هدف في الموسم ومعدل نقاطه قريب جدا من الموسم الماضي ولكن ما حدث أن ليفربول تطور حتى أقترب كثيرا منه

    هناك في دوري ما وراء سيتي وليفربول يبدوا الفارق كبيرا جدا بينهم وبين تشيلسي وتوتنهام أصحاب المركز الثالث والرابع والمتأهلين إلى النهائيات الأوروبية، الفارق بين الوصيف ليفربول والثالث تشيلسي هو 23 نقطة قبل الجولة النهائية وهو رقم كبير بالفعل ولكن

    يرجع السبب في هذا الفارق الكبير إلى الجوانب الفردية والفارقة جدا بين تشكيلات الأندية الإنجليزية في الوقت الحالي، كثيرا جدا ما كانت الخصوم ندا قويا على المستوى الفكري لمدربي ثنائي المقدمة ولكن في النهاية يأتي الحسم بسبب إما الخبرة أو القدرات الفردية للاعبين وهو ما أعطى هذا الفارق والذي بالتأكيد سيتقلص في المواسم المقبلة إن أستمرت الأندية الإنجليزية على النهج الذي تسير به

    زيادة مستوى المنافسة حتى وإن كان الفارق كبيرا أثر على اللاعبين أنفسهم فحتى لو لم يظهر بشكل مادي تحسن وتطور هذه الأسماء محليا فقد وضح في أوروبا حيث عادت الاندية الإنجليزية مرة أخرى لتكون ندا قويا في أوروبا بعد أن كانت الكرة الإنجليزية تظهر متأخرة ومتراجعة مقارنة بنظائرها أوروبيا رغم قوة المنافسة في الدوري هناك

    ما يحدث هذا الموسم يذكرنا بما كانت تقدمه إسبانيا أوروبيا في بعض المواسم الماضية حيث كان تواجد نادي إسباني في نهائي كل بطولة هو الطبيعي والمتوقع وذلك رغم أنه محليا تجد فوارق كبيرة بين برشلونة المسيطر على البطولة هناك وبين منافسيه من خلفه كريال مدريد حامل لقب دوري الأبطال في الثلاث نسخ الماضية وأتليتكو مدريد حامل لقب يوروبا ليج الحالي وإشبيليه صاحب الخمسة بطولات يوروبا ليج منهم ثلاثة بشكل متتالي مع إيمري

    بسبب التنافسية الكبيرة في الدوري المحلي في إسبانيا سابقا كانت الأندية رغما عنها تتطور فنيا وبدنيا وتكتيكيا والتفوق لم يكن يظهر محليا وإنما على المستوى الأوروبي بشكل أكبر ومع تراجع مستوى المنافسة في إسبانيا ورحيل النجوم وإقتراب أخرين من الإعتزال بدأ السقوط والتراجع الإسباني في الوقت الذي قفزت فيه إنجلترا على القمة

    تأثير جوارديولا على الدوري الإنجليزي كان بشكل مباشر بسيطرته على الدوري الإنجليزي منذ موسمه الثاني لينهي على أسطورة فشله المنتظر مع الكرة البدنية الإنجليزية وقدرته على إثبات خطأ الجميع ممن تبنوا تلك النظرية والتأثير كان بشكل غير مباشر على الجميع في إنجلترا متسببا في تغير أفكار الإدارات نحو إختياراتها سواء للاعبين أو المدربين بجانب تأثيره الغير مباشر أيضا على منافسيه من المدربين بدفعهم إلى الامام نحو التطور والتحسن بل والتفوق عليه كما حدث عندما قام توتنهام بقيادة ماوريسيو بوكيتينيو في إقصائه من دوري الأبطال قبل منذ أسابيع قليلة في رحلة النادي اللندني نحو نهائي مدريد لأول مرة في تاريخه