لقد أنتهت فترة إستدعائي للمنتخب الوطني, الآن سأشاهد المباريات من خارج الملعب وأنا متأكد أن هذا القرار سيسعد الكثير من الناس
أنهى جونزالو هيجواين مهاجم نادي تشيلسي مسيرته الدولية مع المنتخب الأرجنتيتي بهذه الكلمات الحزينة لشبكة فوكس سبورت وذلك بعد أن غاب عن المنتخب الأرجنتيني منذ نهاية كأس العالم الماضية والخروج المخيب من دور الستة عشر أمام المنتخب الفرنسي
واجه هيجواين في مسيرته الدولية خصوصا في السنوات الأخيرة الكثير من الإنتقادات والهجوم الغير مبرر من الجميع وتحميله مسئولية فشل منتخب الأرجنتين أو بالأحرى ليونيل ميسي من الحصول على لقب دولي رفقة السيلستي الأرجنتيني
كثيرا ما تشاهد تحامل من المشجعين خصوصا مناصري الفريق الكتلوني برشلونة وجماهير ليونيل ميسي على زميله في المنتخب متهمين إياه بأنه السبب في الفشل الأرجنتيني في حصد البطولات الدولية لأنه يضيع الفرص الذهبية في أوقات مهمة وحاسمة من مباريات التانجو
ستجد ملخصات للفرص التي أضاعها هيجواين في تلك المباريات فتجد فرصة في نهائي كأس العالم أمام ألمانيا وفرصة أمام تشيلي في كل نهائي من بطولة كوبا أميركا من النهائيين التين خسرتهما الأرجنتين في 2015 و2016 تواليا
Gonzalo @G_Higuain has announced his retirement from international football with Argentina.
هيجوايين يعلن اعتزاله دوليا مع المنتخب الارجنتيني . pic.twitter.com/6dxdYu1IBV
— ZEZO CARTOONS (@ZEZO_CARTOONS) March 29, 2019
نعم أضاع هيجواين تلك الفرص المهمة ولكنه على الأقل قد حاول من أجل الوصول إلى المرمى بل ونجح بالفعل أمام ألمانيا في نهائي المونديال وبعد أحتفاله وجد صافرة الحكم تلغي الهدف بداعي التسلل، الغريب أن هذه اللقطة أيضا جلبت السخرية لهيجواين من الجماهير
سلسلة من السخرية والتقليل من إمكانيات المهاجم الأرجنتيني كانت تلاحقه في كل مرة يجد نفسه يرتدي قميص المنتخب الأرجنتيني بل ووصل الأمر إلى التقليل من إمكانياته على مستوى الاندية رغم تواجده الدائم في أندية الصف الأول متنقلا ما بين ريال مدريد ونابولي ويوفنتوس وأخيرا تشيلسي
دائما ما يتم التركيز على الفرص التي يضيعها المهاجم الأرجنتيني وهو شيء طبيعي نظرا لكونه كثير المحاولة على المرمى ولا يوجد مهاجم لا يخطيء المرمى ولكن لسوء حظ صاحب ال31 عاما هو دائما ما يخطئ في الأوقات المهمة التي يتابعها الجميع حول العالم ليتم التركيز عليها هي فقط وتجاهل ما حدث في بقية المباراة
لكن تحميله مسئولية خسارة الأرجنتين للبطولات الثلاثة وأنه سبب فشل ميسي القاري هو تحامل كبير جدا على اللاعب الأرجنتيني الذي يحاسب على فشل منتخبه كاملا فإن كان أضاع فرصة فأين كان زملائه طوال التسعين دقيقة الأخرى من المباراة؟ لا أحد أهتم بالبحث في بقية فرص النهائيات التي لعبتها الأرجنتين إن وجدت
— Nassiiif (@Omar_Nassef) March 29, 2019
عان هيجواين من ذلك طوال الخمسة أعوام الماضية فهو في أعين الكثير السبب في فشل الأرجنتين وفقط هو السبب ليس أحد أخر، جابريل باتيستوتا دافع عنه فقال
من الممكن أن يضيع اللاعب 200 فرصة تسجيل ولكنه يسجل هدفين أو ثلاثة في الأوقات الحاسمة ذلك يتم دائما تذكرهم
للأسف هيجواين كان يسجل 200 هدف ويضيع فرصتين أو ثلاثة في الأوقات الحاسمة وهذا ما يتم تذكره به
ولكنه رغم ذلك واحد من أفضل المهاجمين المتواجدين في العالم حاليا، من المؤسف أنهم لا يتحدثون عنه هكذا في الأرجنتين
لا أحمل أحد المسئولية سوى الاتحاد الأرجنتيني وأختياراته للمدربين لقيادة المنتخب الأرجنتيني وعدم قدرتهم على حل المشاكل التي يعانيها الفريق، الأرجنتين تمتلك نصف هجومي قوي يضم اسماء ثقيلة هجومية ويقودهم ليونيل ميسي بينما في الخط الخلفي تعاني الأرجنتين دائما
فشلت الأرجنتين في التسجيل في ثلاث نهائيات متتالية لعبتها، هيجواين كان يلعب مع ليونيل ميسي وسيرخيو أجويرو وإيزيكيل لافيتزي وأنخيل دي ماريا وكارلوس تيفيز وخافيير باستوري ورودريجو بالاسيو كلهم فشلوا في الإقتراب من مرمى الخصم حتى وهو الوحيد الذي أمتلك الجرأة للإقتراب والمحاولة على المرمى فكان كبش الفداء
لو فازت الأرجنتين لقالوا فاز ميسي وعندما خسرت كان هيجواين السبب
تحمل هيجواين كل ذلك إلى أن جاء الخروج الأخير من المونديال في دور الستة عشر على يد فرنسا بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة، لحسن حظه أنه شاهد تلك المباراة من على مقاعد البدلاء بعد أن قرر خورخي سامبولي أنه لن يستخدمه بعد أن لعب المباريات الثلاثة في دور المجموعات بدون التسجيل
لم يحصل هيجواين على أي إستدعاءات بعد نهاية المونديال كالكثير من زملائه الذين شاركوا في كأس العالم وفي النهاية خرج بنهاية التوقف الدولي الأخير ليعلن إعتزاله اللعب دوليا
لقد تحدثت مع المدرب ليونيل سكالوني وأخبرته بوجهة نظري وقراري
سأذهب لأقضي وقت أكبر مع عائلتي التي كانت تعاني من الإنتقادات العنيفة التي توجه لي دائما مع المنتخب رغم أني قدمت لهم كل ما أملك
أنهى هيجواين مسيرته الدولية بعد 75 مباراة بقميص الأرجنتين سجل خلالها 31 هدف وخسر ثلاث نهائيات
يتحدث الناس عن فشل المنتخب بعد الوصول لثلاث نهائيات متتالية ولكننا لم نفشل نحن فقط لم نحقق أهدافنا المنتظرة
بالنسبة لي الفشل شيء أخر
ولكن هذا أنتهى بالنسبة لي سأترك لهم اللاعبين الجدد لإنتقادهم فهناك الكثير من المشجعين يحبون الإنتقاد أكثر من الدعم
يوما ما لم يقرر هيجواين إذا كان يريد اللعب للأرجنتين بلده الأم أم فرنسا التي ولد بإقليمها الباسكي قبل أن يقرر أخيرا في 2008 أن يرتدي قميص المنتخب الأرجنتيني وتم تجربته في مباراة ودية للمنتخب الأرجنتيني الأولمبي ضد جواتيمالا أنتهت بخماسية كان لهيجواين منها هدفين في ظهوره الأول
حصل على إستدعاء لقائمة ديجو أرماندو مارادونا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 والمونديال نفسه حيث حصل على مركز الوصافة على قائمة هدافي البطولة برصيد أربعة أهداف ليظل أحد الأسماء دائمة الإستدعاء لقائمة التانجو مع توالي المدربين وتغير طرق اللعب المستمرة
وصلت الأرجنتين إلى النهائي في 2014 مع المدرب ألياندرو سابيلا وهيجواين لم يكن أساسيا في بداية البطولة ولكنه نجح في حجز مكانه بتوالي المبارايات، كان صاحب هدف اللقاء الوحيد الذي سجلته الأرجنيتن في ربع النهائي أمام بلجيكا وسجل أخر في النهائي تم إلغائه قبل أن يخطف ماريو جوتزه هدف الفوز واللقب للماكينات الألمانية
تأهل مع الأرجنتين لنهائي بطولة كوبا أميركا 2015 ثم البطولة المئوية 2016 والأرجنتين خسرت في المرتين بركلات الجزاء الترجيحية، في النهائي الأول أضاع هيجواين ركلة الجزاء الثانية للأرجنتين قبل أن يضيع زميله إيفر بانيجا الركلة الثالثة ويهدي اللقب لتشيلي
بعد ذلك وصل المدرب خورخي سامبولي لتدريب الأرجنتين التي عانت معه كثيرا في مشوار التصفيات المؤهلة للمونديال قبل أن تنجح في ذلك بمعجزة في الأمتار الأخيرة ورغم أن هيجواين لم يسجل سوى مرة واحدة فقط في تسعة مواجهات إلا أنه وجد مكانا لنفسه في قائمة المونديال
كان فوز الأرجنتين بهدفين لهدف على نيجيريا في أخر مباريات دور المجموعات في المونديال هي أخر مباراة شارك بها هيجواين بقميص المنتخب الأرجنتيني في المباراة التي شهدت تأهل صعب للتانجو إلى الدور التالي الذي فضل سامبولي عدم إستخدام هيجواين في المباراة التي خسرتها الأرجنتين وودعت البطولة في النهاية
أنتهت مسيرة هيجواين مع الأرجنتين وسيكون على محبي التانجو البحث عن شماعة جديدة لتعليق فشل المنتخب في الحصول على البطولات مستقبلا
