أدم جونسون .. موهبة إنجليزية قضى عليها الغباء والعجرفة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أعلنت الشرطة الإنجليزية عن الإفراج المشروط عن اللاعب الإنجليزي السابق أدام جونسون بعد ثلاث سنوات قضاهم في السجن بعد أن وجد مذنبا في قضية إعتداء على قاصر حدثت وقائعها في 2015 وأنهت مسيرة اللاعب الكروية مبكرا على إثر هذا الإتهام

    كان يعتبر واحدا من أفضل المواهب الإنجليزية يوما ما وذلك منذ خروجه المبكر من أكاديمية نادي ميدلسبراه بعمر السابعة عشر لتسجيل ظهوره الأول رفقة الفريق في 2005 بعد خمسة سنوات من إنضمامه لأكاديمية الفريق قادما من أكاديمية نادي فولهام التي أنضم لها بعد مباراة مع فريق مدرسته على ملعب ويمبلي

    كانت مباراة خاصة بمدرسة إسنجتون الخاصة بالمدينة التي ولده بها بمقاطعة سندرلاند حيث لعب هناك مع زملائه في المدرسة تحت أنظار جوني هاينس واحد من كشافي نادي فولهام والذي شاهد الشبل الصغير يسجل ثنائية بقدمه اليسرى في تلك المباراة

    أنت لاعب رائع ولديك قدم يسرى مميزة

    كان هذا تعليق هاينس على اللاعب الذي أنضم لفولهام ثم إنتقال إلى ميدلسبراه بسن الثانية عشر حيث قاد زملائه بعدها بأربعة سنوات للفوز بكأس أنجلترا للشباب قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول موسم 2004-2005 والذي كان يشارك فيه النادي الإنجليزي في كأس الاتحاد الأوروبي

    ظهر لأول مرة بسن السابعة عشر في السابع عشر من مارس ضد سبورتنج لشبونة في البطولة الأوروبية في دور الثمن نهائي ولكنه أنتظر حتى الموسم التالي من أجل تسجيل ظهوره الأول في الدوري الإنجليزي عندما تم إستخدامه بديلا لنجم الفريق حينها ستيوارت داونينج

    لم يشارك جونسون كثيرا نظرا لتألق داونينج المستمر لذلك خرج في إعارات إلى ليدز يونايتد وواتفورد في الموسم التالي من أجل الحصول على فرص أكثر للمشاركة والنضج  قبل العودة للنادي مرة أخرى ويسجل نفسه كأحد الأسماء الأساسية والمهمة في تشكيلة الفريق وذلك بعد رحيل داونينج إلى أستون فيلا

    ولكن اللاعب فشل في إنقاذ فريقه من الهبوط للدرجة الثانية مفضلا الإستمرار معهم في النصف الأول من ذاك الموسم 2009-2010 بعد رفض إدارة النادي للعديد من العروض التي وصلت من أندية الدوري الإنجليزي للحصول على خدمات اللاعب الذي أعلن في المقابل أنه لن يجدد عقده مع الفريق

    الشتاء التالي شهد وصول الصاعد بقوة في سماء أنجلترا فريق مانشستر سيتي بقيادة روبيرتو مانشيني والإدارة الإماراتية الجديدة للفريق والتي حصلت على خدمات اللاعب مقابل ثمانية ملايين جنية إسترليني

    لم يكن جونسون أحد النجوم الأساسية للفريق السماوي بل بديل ذهبي أغلب الأحيان مع المدرب روبيرتو مانشيني خصوصا في الموسم الثاني له مع الفريق والذي شهد إنتصارا تاريخيا لمانشستر سيتي وحصوله على لقب الدوري الإنجليزي، جونسون شارك في 38 مباراة ذاك الموسم مسجلا سبعة أهداف

    وجد جونسون نفسه في تلك الفترة يحقق العديد من أحلامه ما بين راتب مرتفع وبطولات محلية مع الفريق السماوي وإنضمام إلى المنتخب الإنجليزي الذي كان جزءا منه رفقة المدرب فابيو كابيلو في بطولة كأس العالم التي أقيمت في جنوب أفريقيا

    لكن داخل الملعب لم يكن المشكلة وإنما خارجه ففي تلك الفترة كان جونسون ينعم بحياة الرفاهية بسبب أجره المرتفع مع الفريق فتردد كثيرا على أفخم الأندية الليلية وكثيرا ما تم مشاهدته في الحفلات الصاخبة الخاصة والحانات الغالية في مدينة مانشستر ليتوقف مانشيني تماما عن التعامل مع لاعبه الإنجليزي الغير ملتزم

    كان الإستمرار مستحيلا فرحل عن سيتي إلى فريق المدينة التي ولد بها سندرلاند وقام الإستغناء عن نصف راتبه من أجل إتمام تلك العملية والإستمرار في ممارسة كرة القدم

    لم يتوقف اللاعب عن عادته في مداعبة الفتيات على شبكات التواصل الإجتماعي رغم إرتباطه بصديقته التي كانت تحمل أبنته حينما دخل في محادثات مع إحدى الفتيات المناصرات لنادي سندرلاند الذي كان نجمه حينها جونسون

    كانت البداية بلقاء لتوقيع على قميص اللاعب تطورت على مواقع التواصل الإجتماعي سواء تويتر أو فيسبوك قبل أن ينتقل الحديث إلى الرسائل الخاصة على الهاتف النقال من وراء صديقته ستايسي فلاوندرز التي لم تكن تعلم أن صديقها يحاول خيانتها رغم حملها بأبنته

    علم جونسون بسن الشابة الذي لم يتجاوز حينها الخامسة عشر والرسائل الخاصة التي صادرتها الشرطة على هاتف اللاعب كانت واضحة ورغم ذلك كان أدم دائما ما يرغب في علاقة جنسية مع الشابة التي لا تزال قاصرا في حكم القانون الإنجليزي

    تم القبض على اللاعب من داخل منزله في الثالث من مارس في 2015 قبل 14 يوم فقط من أحتفال اللاعب بمرور عشرة سنوات عن مشاركة الأساسية الأولى في عالم كرة القدم الإحترافية

    وجهت له تهم الإعتداء جنسيا على قاصر في وقت كان يصارع فيه سندرلاند الهبوط للدرجة الأولى الإنجليزية، زملاء جونسون قرروا الإبتعاد عنه وإدارة الفريق أصبحت في موقف صعب ما بين مطالبة بفسخ عقد اللاعب فورا وبين الإنتظار لعل وعسى البراءة تأتي وينجح في إنقاذهم من الهبوط

    المحاكمة الأولى شهدت تبرئة اللاعب من التهم الموجهة له ولكن تم إعادة المحاكمة مرة أخرى ليتم إيجاد اللاعب مذنبا في تهمة الإعتداء الجنسي على قاصر ويتم الحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات في مارس 2016 بعد عام كامل من بداية التهم المنسوبة له

    بحلول ذاك الوقت كانت مسيرة جونسون الكروية قد أنتهت فسندرلاند أعلن فسخ تعاقده مع اللاعب وشركة أديدادس التي كانت ترعى اللاعب أعلنت إنهاء عقدها معه أيضا كما تم حذف صورته وأسمه من لعبه فيفا على الأجهزة الألكترونية

    تسبب جونسون في إستقالة مارجريت بيرن المديرة التنفيذية لسندرلاند وذلك بعد أن كشفت بعد الوثائق أن جونسون أعترف لها بفعلته قبل أشهر من الحكم عليه ورغم ذلك لم تتحرك الإدارة لفسخ تعاقدها مع اللاعب ولمواجهة غضب الجماهير لذلك قامت بتقديم إستقالتها لتظهر ندمها على إخفائها للحقيقة على بقية إدارة الفريق

    أنفصلت صديقته عنه كما أنفصل ناديه وفقط أخته فاي كانت الداعمة له فنادت ببرائته وقامت بعمل مجموعة دعم للاعب تم جمعهم على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك ولكن عدد الداعمين لم يتجاوز الألف والمجموعة تم إغلاقها بسبب بلاغات إلى إدارة موقع التواصل الإجتماعي لإنتهاكا بعض الحقوق

    أعترف اللاعب بأنه قام بتقبيل الفتاة القاصر ولكنه لم يقترب منها جنسيا، في تسجيل فيديو تم تسريبه من داخل السجن بذلك أيضا ولكن في النهاية المحكمة قالت كلمتها

    لقد أضعت مسيرتي الذهبية بسبب الغباء والغرور

    كانت تلك كلمات لجونسون داخل قاعة المحاكمة قبل دقائق من إعلانه مذنبا حيث قضى ثلاثة سنوات حتى الآن في السجن قبل أن يتم الإفراج عنه بالأمس ليعود مرة أخرى للحياة

    تبدو فرص عودته للعب كرة القدم داخل أنجلترا معدومة ولكن اللاعب الإنجليزي في فيلم تسجيلي ظهر العام الماضي أوضح أنه مازال يحتفظ بمهارته في كرة القدم، أحد المصادر المقربة للاعب صرح لصحيفة ذا صن الإنجليزية قائلا

    جونسون يرغب في العودة للعب كرة القدم بعد خروجه بالتأكيد وسيحاول البحث عن نادي ينضم له

    قد يذهب إلى الصين أو الخليج وتركيا مرشحة أيضا ليكمل اللاعب مسيرته المتوقفه

    يبلغ جونسون من العمر الآن 31 عاما والأيام القادمة ستكون مهمة لإظهار مدى جديته ورغبته في العودة لكرة القدم، بالتأكيد أنجلترا أصبحت مستحيلة والولايات المتحدة الأمريكية لا تعطي تأشيرة دخولها لأصحاب السوابق في الإعتداء الجنسي

    كانت أخر مباريات جونسون في السادس من فبراير 2016 عندما سجل ركلة حرة مباشرة في تعادل فريقه أمام ليفربول بهدفين لكل فريق قبل أيام قليلة من بداية محاكمته للمرة الثانية والتي أعلنت أنه مذنب في الغتهامات الموجهة له

    ترك جونسون رغما عن إردته كرة القدم بعمر 28 عاما و12 مباراة دولية مع الأسود الثلاثة و375 مباراة رسمية مع الأندية التي لعب لها محليا و58 هدف، قدم يسرى ساحرة فقد بريقها بسبب الفضيحة ترغب في شق طريقها مرة أخرى إلى الملعب ولكن الوصمة ستظل عالقة معه أينما ذهب

    إن قام أحد بضمه بالتأكيد