مشروع ليل الكروي .. الأمور تسير بشكل أفضل من بعد بيلسا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • يحتل ليل المركز الثاني في الدوري الفرنسي في الوقت الحالي ويبدو الأقرب للحفاظ على هذا المركز بإبتعاده بخمسة نقاط عن أولمبيك ليون صاحب المركز الثالث وسبعة عن سانت إتيان الرابع، الهدف هذا الموسم هو الوصول لدوري أبطال أوروبا وتسجيل المشاركة الأولى للفريق تحت قيادة المالك الجديد

    يعرف الجميع ليل بسبب الإنتصار التاريخي الذي حققه في 2011-2012 رفقة المدرب رودي جارسيا بحصوله على ثنائية الدوري والكأس بقيادة أسماء كإيدين هازارد وديمتري بايت خرجت من الفريق بعد ذلك، كان هذا الإنتصار الوحيد لليل في العصر الحديث بعد ان كانت أخر بطولاته في الخمسينيات من القرن الماضي

    شتاء 2017 شهد الإعلان الرسمي لإنتقال ملكية الفريق من مايكل سيدو إلى صديقه رجل الأعمال الإسباني جيرارد لوبيز كأول إستثمار كروي مالكا لنادي بعد أن كان مكتفيا بإمتلاك شركة تسويق رياضي

    وصل لوبيز إلى ملكية الفريق في وقت أصبح فيه ليل ثابتا كأحد الفرق المتواجدة دائما في الدوري الفرنسي بعد أن كان النادي يعاني دائما طوال تاريخه في التواجد وسط الكبار وبالتأكيد بدأت الأنظار تتجه إلى المشروع الوليد في فرنسا التي تمتلك مشروع باريس سان جيرمان الثري وموناكو الطموح

    أفكار لوبيز منذ اليوم الأول كانت واضحة فقرر أنه سيسلك طريق موناكو في الإعتماد على جلب الأسماء الشابة وتطويرها، ظهر ذلك جليا في تعينه للويس أوكامبوس كشاف موناكو السابق للعمل بالفريق

    نحن نبحث عن طريقة لعب معينة ننتهجها ونريد الحصول على مدرب قادر على اللعب بهذه الطريقة

    نريد شخص يستطيع الإمتاع وتحفيز اللاعبين وتطوير ودمج اللاعبين الشباب مع الفريق

    كانت تلك تصريحات لوبيز بعد أيام قليلة من إمتلاكه رسميا للنادي الفرنسي، لوبيز أستمر للحديث عن مشروعه الجديد فقال

    بيع اللاعبين لمجرد البيع ليس هدفنا

    نريد الإستقرار بالنادي أولا والبداية بهذه المجموعة من اللاعبين المتواجدة حاليا وتطويرها

    نريد العمل بعد ذلك مع مجموعة تتراوح أعمارها من 17 إلى 23 عاما

    أعلن لوبيز منذ اليوم الأول أن أوكامبوس سيكون ساعده الأيمن وكشف عن صداقته بالأرجنتيني المخضرم مارسيلو بيلسا حيث كان يستشيره في أيامه الأولى من أجل وضع خطة طموحة للنادي الفرنسي

    الصيف التالي شهد تعين بيلسا نفسه مديرا فنيا للفريق لقيادة المشروع الشاب ووضع حجر الأساس لليل جديد قادر على إخراج الشباب الواحد تلو الأخر والمنافسة على الألقاب المحلية، محاولة لمحاكاة مشروع موناكو الجديد بعد خسارة مالكه لنصف ثروته

    قام بيلسا بتغير جلد الفريق كله فجلب 14 لاعبا أغلبهم من الشباب القادم من خارج فرنسا وتخلى عن أكثر من 18 لاعبا لينتهي بهذا أول صيف للمالك الجديد ويبدأ الموسم الأول له مع النادي وينتظر الجميع ماذا سيحدث مع مدرب عرف عنه قدراته التدريبية في البناء وفشله الدائم في تحقيق البطولات

    لم تكن بداية جيدة بل أقرب لكارثية وإستمرارها كان محال فالهزائم إنهالت على النادي وصداقة بيلسا للوبيز لم تشفع له للإستمرار خصوصا أن المدرب الأرجنتيني ترك فريقه يعاني ورحل في إجازة غير مصرح بها إلى تشيلي بدون إعلام الإدارة في نوفمبر 2017 ليتم إيقافه وتأتي الإقالة بعد ذلك بشهر واحد

    ترك بيلسا الفريق ورحل وهو في المركز التاسع عشر والأمور لا تسير على ما يرام والجماهير بدأت في إظهار غضبها والهتافات المعادية للمالك الجديد كان يتردد صداها في المدرجات حتى مع وصول كريستوفر جالتير لقيادة الفريق في ظل تلك الظروف السيئة لينجح في إنقاذ النادي من الهبوط في الأسبوع قبل الأخير من البطولة

    لتعرف جالتير فهو مدرب فرنسي عمل طويلا كمساعد للمدرب ألان بيرين في الفترة من 2004 إلى 2009 قبل أن يتم تعينه مديرا فنيا لسانت إتيان بداية من 2009 وحتى أعلن رحيله عن الفريق بعد تسعة أعوام وتحديدا في 2017 بنهاية عقده مع النادي

    كان جالتير واضحا فمن أجل التقدم والتطور تحتاج إلى الخبرات بجانب الشباب فتم التعاقد  مع لويك ريمي وجيرمي بيد وخوسي فونتي والثلاثي تجاوز الثلاثين من العمر كما تم التعاقد مع الشاب جوناثان إيكوني من باريس سان جيرمان وجوناثان بامبا من سانت إتيان وزكي سييك من إسطنبول سبور ورفايل ليو وهؤلاء من الشباب

    الفريق قام بتدعيم النادي ب8 مليون يورو فقط مقابل بيع لاعبين ب62 مليون يورو مقارنة بشراءهم للاعبين لبيلسا ب61 مليون يورو والتخلي عن لاعبين ب27 مليون يورو الصيف السابق، حقق ليل بعض المكاسب المالية في سوق الإنتقالات الماضية  رفقة المدرب الفرنسي الذي تم تمديد التعاقد معه ل2021 ليضمن النادي مزيدا من الإستقرار

    قامت إدارة النادي أيضا بتغير شعار النادي من أجل العمل على الجانب الإقتصادي الخاص بالنادي الفرنسي بعد أن فشلت مهمة بيلسا الأولى في جذب الإهتمام الإعلامي له بالشكل الكافي والتحول الكارثي الذي سار عليه المشروع في بدايته

    إنطلق الدوري الفرنسي وليل بدأ في حصد الإنتصار الواحد تلو الأخر، بالتأكيد لم يكن أحد يحلم بأن الفريق الذي كاد يهبط الموسم الماضي سينافس على مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا وسيؤمن لنفسه المركز الثاني مع مرور 26 جولة من البطولة حتى الآن

    لا يمتلك ليل المركز الثاني فقط على جدول النقاط وإنما أيضا يمتلك ثاني أقوى هجوم في البطولة بتسجيله 43 هدف وثاني أقوى دفاع فلم تهتز شباكهم سوى في 23 مناسبة، الفريق يبتعد ب17 نقطة عن باريس سان جيرمان المفترس صاحب الصدارة ولكنه بالتأكيد يقدم موسما مميزا حتى الآن

    ظهر تأثير الخبرات على الشباب في الفريق فواصل هذا الموسم الشاب الإيفواري نيكولاس بيبي تألقه وتطوره بوصوله للهدف رقم  16 حتى الآن في البطولة بعد 13 هدف سجلهم الموسم الماضي،  لم يكتفي بالتسجيل فقط  بل وصنع أيضا 10 أهداف لزملائه

    ومن خلفه يأتي شاب أخر هو جوناثان بامبا الذي تم ضمه بشكل مجاني الصيف الماضي قادما من سانت إيتيان فسجل 9 أهداف حتى الآن

    لست نادما على الفترة التي قضاها بيلسا مع الفريق فلقد قام بالمقامرة بالإعتماد على اللاعبين الشباب

    الأمور تغيرت بوصول لاعبين من أصحاب الخبرات كخوسيه فونتي

    يمتلك ليل حاليا قائمة شابة بمتوسط أعمار هو 24 عاما ولا يوجد سوى ثلاثة لاعبين فقط ممن تجاوزت أعمارهم الثلاثين عاما هم خوسيه فونتي وجيرمي بيد ولويك ريمي والثلاثي تم جلبهم الصيف الماضي إضافة إلى أربعة أسماء أخرى تجاوزت سن الخامسة والعشرين والبقية تحت هذا السن

    نجح جالتير في مزج الشباب مع الخبرة فقاد ليل إلى الوصافة حتى الآن إضافة إلى نجاحه في تقديم كرة هجومية ممتعة مع الفريق وتطوير الأسماء الشابة لديه ليحصل لنفسه على ثقة المالك والرئيس لوبيز للمستقبل

    تجربة جالتير السابقة مع سانت إتيان توضح حبه للمشاريع طويلة الأمد وبقاءه في ليل لا يزال مرهون بقدرته على الإستمرار في النجاح خصوصا أن المشروع الحالي يعني أنه سيتوجب عليه كل موسم أو إثنين بناء فريق جديد للنادي كما يحدث في موناكو رفقة المدرب ليوناردو يارديم

    حتى الآن لم يظهر لليل أي ملامح إقتصادية قوية في سوق الإنتقالات، ربما لأن الفريق لم يكن في موضع يسمح له بإقناع بعض الأسماء الكبرى بالإنضمام للنادي بمرتبات فلكية قد تؤدي للسقوط سريعا في دوامة الديون ثم الإفلاس والنادي الذي خرج منه إيدين هازارد بالتأكيد محط إعجاب للعديد من الأسماء الشابة التي تريد السير على نفس الطريق الذي سلكه النجم البلجيكي

    الفريق يسير حاليا على الطريق الصحيح والذي سار عليه سابقا موناكو داخل فرنسا من أجل وضع نفسه كواحد من الأندية التنافسية داخل فرنسا وتغير خارطتها الكروية مرة أخرى