فورزا كالشيو -7- ما بين فيليب وسيمون .. الآية تنقلب في عائلة إنزاجي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كانت مسيرتهم مختلفة وإن كان النجاح حليفا لهم كلاعبي كرة قدم، الأخوان فيليبو وسيمون إنزاجي كانا من أشهر الأخوة في عالم كرة القدم الإيطالية وإن كان طريقهم مختلفا بعد إفتراقهم خارج المدينة التي نشئوا فيها بيتشانزا

    ولد فيليب أو كما يحب أن يلقب “بيبو”  قبل ثلاثة سنوات من مولد أخيه سيمون في قرية سان نيكولو خارج مدينة بيتشانزا في بيت أرادت الوالدة أن يكون ولديها أطباءا في كبرهم ولكن كرة القدم خطفت قلوب الأطفال الصغار الذين أتجهوا إلى ممارسة اللعبة الأشهر في العالم

    كان بيبو الهداف والأحرف في القرية فكان الجميع يحاول الحصول عليه في فريقه ولكن الشرط الأساسي أن يكون الصغير سيمون معه في الفريق حتى يوافق على اللعب لهذا الفريق، هكذا علمتهم الوالدة ألا يفترقا أبدا وأن يكونا سندين لبعضهما البعض وهذا كان دائما ما يكون شرطها للسماح لفيليبو للخروج وممارسة لعبته المفضلة

    سريعا أشتهر فيليبو الذي خرج من بيتشانزا سريعا إلى بارما ثم أتلانتا وأخيرا في 1997 وصل إلى السيدة العجوز يوفنتوس، نظرا لفارق السن كان سيمون متأخرا عنه فأحتاج إلى موسمين زيادة للوصول إلى الدرجة الأولى حين أنتقل في 1999 إلى نادي العاصمة ونسورها لاتسيو

    كان فيليب الأشهر والأكثر تأثيرا نظرا لكونه مهاجما هدافا لا يشق له غبار، أشتهر بأنه عقرب داخل منطقة الجزاء فهو يعرف جيدا متى يتحرك ليلدغك في مقتل ودائما ما كان الهروب من المدافعين لعبته المفضلة ووضع الكرة في الشباك هو هدفه الأسمى بدون تفكير في أي شيء أخر

    سجل 288 هدف خلال مسيرته مقارنة ب73 هدف سجلهم سيمون الذي كان يلعب مهاجما هو الأخر، فارق الجودة كان كبيرا بين الثنائي في الملعب وإن كانت النجاحات كانت حاضرة لكليهما خلال مسيرتهم فحقق كل منهم البطولات مع الأندية التي لعبوا لها وإن كان فيليب كالعادة هو الأكثر إحتفالا

    منذ الصغر وقبل كل شيء من شهرة ومجد كان واضحا أن فيليب سيكون هو النجم الأول والهداف فالصغير كان لا يفكر سوى في نفسه فقط وكيفية وضع الكرة في الشباك بينما سيمون الصغير كان يبدو أنه لا يفكر في كرة القدم سوى أنها خطوة لما سيحدث بعد إعتزاله

    كان سيمون يعرف كل التفاصيل عن زملائه في الملعب والمنافسين فيحفظ عن ظهر قلب أبرز نجومهم ونقاط القوة والضعف لديهم ويوجه زملائه داخل وخارج الملعب إلى ذلك، خلال تواجده في لاتسيو كان سيميون يبدو واثقا من نفسه وقدراته الفنية والقيادية في غرف الملابس

    زملائه كانوا يعرفون ذلك وأنتظروا أن يتحول سريعا إلى التدريب بعد الإعتزال والذي جاء مبكرا عن أخيه الأكبر، سيمون أعتزل في 2010 قبل عامين من أخيه الأكبر وأتجه إلى التدريب بالفعل حيث تولى مسئولة تدريب فريق الناشئين ثم الشباب بنادي العاصمة

    بينما فيليب أعتزل في 2012 وفور أعتزاله هو الأخر أتجه للتدريب فحصل على نفس منصب أخيه ولكن في نادي ميلان، عامين فقط ووجد فيليب المحظوظ نفسه مسئولا عن قيادة الفريق الأول لنادي ميلان بعد إقالة كليرانس سيدروف من تدريب الفريق

    وجد سيمون أخيه الأكبر كالعادة يسبقه ويتولى منصبا كبيرا كتدريب ميلان ولكن النجاح لم يكن حليف فيليب المدرب كما كان حليفه كلاعب حيث فشل في قيادة الروسونيري لبر الأمان ولم يقنع المسئولين بالفريق بإمكانياته فتم إقالته بعد عام واحد حقق فيه الفريق نسبة إنتصارات لم تتجاوز ال35% من 40 مباراة لعبها الفريق تحت قيادته

    كان الصبر مفتاح الفرج لسيمون الذي أنتظر 6 أعوام كاملة يحقق فيها النجاحات التدريبية مع فريق الشباب بلاتسيو ليحصل على فرصته لتدريب الفريق الأول بعد أن تم إقالة المدرب ستيفانو بيولي قبل 7 جولات من النهاية في ظل ظروف صعبة يعيشها النادي بعد خسارة مذلة من روما في ديربي العاصمة

    إصابات ضربت أعمدة الفريق والإحتجاجات الجماهيرية وصلت إلى العنف مع الشرطة فكان قراره إقامة معسكر مغلق للاعبين بعيدا عن هذه الأجواء المشحونة في العاصمة والنتيجة كانت مبهرة فتحولت عشوائية لاتسيو إلى نظام والفريق نجح في إنهاء ذاك الموسم في المركز الثامن

    لم يحصل على مكافئة كما توقع فوجد رئيس النادي كلاوديو لوتيتو يعلن رحيل سيمون المؤقت ووصول ماوريسيو بيلسا إلى النادي لتدريبه لكن أسبوع واحد فقط كان كافيا على الأرجنتيني المخضرم لإعلان إستقالته ورحيله عن النادي بسبب خلافات مع الرئيس الذي وجد نفسه مضطرا لإستدعاء سيمون مرة أخرى لقيادة الفريق

    لأول مرة يشعر سيمون أنه محظوظ أكثر من أخيه بالتأكيد والأخ الصغير لم يترك الفرصة فقرر إستغلالها على أكمل وجه وإثبات جدارته وتفوقه على أخيه في كرة القدم ولكن ليس داخل الملعب وإنما خارجه

    بينما كان فيليب يصعد بفينيسا من الدرجة الثالثة إلى الثانية ويحاول الوصول إلى الأولى كان سيمون إنزاجي يرتقي بلاتسيو إلى مقدمة الدوري الإيطالي فعادت نسور العاصمة مع المدرب الإيطالي مرة أخرى لكونها منافس صعب للجميع ونسور العاصمة دائما ما يتواجدون في المقدمة

    وصل نهائي كأس إيطاليا وخسره أمام يوفنتوس في موسمه الثاني ولكنه نجح في خطف لقب كأس السوبر الإيطالية منهم بعد ذلك في 2017 ليسجل سيمون أول بطولة له في عالم التدريب في وقت من يستطيع منافسة يوفنتوس في إيطاليا يستحق عليه لقب البطل

    سجل سيمون بأفكاره وطريقة إدارته الفنية للاتسيو نفسه ضمن الأسماء التدريبية الأبرز ليس فقط في الدوري الإيطالي ولكن في أوروبا كلها سريعا بعد أعوام قليلة فقط من بدايته التدريبية التي جاءت بالمصادفة ثم دعمها الحظ بهروب بيلسا السريع بينما أخيه الأكبر والذي كان محظوظا داخل الملعب وجد الصعوبات في عالم التدريب

    عاد فيليب بداية هذا الموسم للدرجة الأولى مرة أخرى لقيادة بولونيا بعد أن أنهى مهمة شبه ناجحة مع فينيسا ولكنه مازال يعاني فنيا مع الفريق الذي يصارع الهبوط هذا الموسم في المقابل كان سيمون هو الأخر يعاني من تذبذب أداء فريقه ولكن شتان الفارق بين لاتسيو الذي يتذبذب وهو ينافس على مقعد أوروبي وبولونيا فيليبو الغير قادر على الهروب من مراكز الهبوط

    حصل فيليب على الشهرة والمجد داخل الملعب وظل سيمون يلعب في ظله فلم يحقق الكثير على المستوى الفردي وكان دائما ما يشار إليه بشقيق بيبو الأصغر ولكن الآية أنقلبت في عالم التدريب فأصبح سيمون هو الأفضل والمطلوب من الجميع بينما فيليب أصبح المدرب متوسط الإمكانيات الذي يعيش في ظل أخيه، سيمون قال بأنه كان يتعلم من فيليب داخل الملعب واليوم بيبو هو من يتعلم من سيمون فنون الإدارة والتدريب

    لا يوجد ضغائن بين الثنائي طوال مسيرتهم في النهاية فنجاح أحدهم هو نجاح للأخر وموسم 1999-2000 الذي حققه لاتسيو كان شاهدا على ذلك وسيمون صرح حين أحتدت المافسة بين لاتسيو سيمون ويوفنتوس بيبو قائلا

    لا يهم من يفوز فلقب الدوري لن يخرج من العائلة

    الأسعد هي الوالدة مارينا والأب جيانكارلو الذان يشاهدان أسم العائلة يحقق النجاحات المستمرة سواء داخل الملعب مقترنة بأسم بيبو أو خارجه مقترنة بأسم سيمون، حتى الآن لا يزال الثنائي في بداية مسيرتهم التدريبية

    ومن يدري فقد يقف الحظ بجانب بيبو في النهاية كما أعتاد في مسيرته ويتفوق على أخيه الأصغر خصوصا أن المستقبل مازال أمام الثنائي وهامش التطور لا يزال كبيرا للثنائي التدريبي والبطولات الكبيرة لم تأتي بعد