رالف هازينهوتيل … عازف البيانو الذي أعتاد لعب نفس المقطوعة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أعلن نادي ساوثهامبتون الإنجليزي عن أختياره للمدرب النمساوي رالف هازنهوتل ليكون المدير الفني للفريق الساعي للهروب من شبح الهبوط من أحتلاله للمركز ال18 على سلم الترتيب وذلك بعد أيام قليلة من إقالة المدرب مارك هيوز الذي نجح الموسم الماضي في إنتشالهم من الهبوط ولكنه لم يستطع إستكمال المسيرة هذا الموسم

    أصبح هازنهوتل المدرب النمساوي الأول الذي يصل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز وسيكون عليه العمل أولا لإنقاذ القديسين من الهبوط قبل أن يبدأ في تخليد أسمه بشكل لائق في البطولة ويصبح “كلوب الألب” أحدث الوجوه التدريبية المنضمة للبريميرليج

    النمساوي الذي قضى أفضل أيام مسيرته الكروية كلاعب في أوستريا فينا سيذهب لإنجلترا للمرة الثانية في مسيرته وذلك بعد أن جاء إلى لندن في بداية التسعينيات لقضاء فترة أختبار في نادي تشيلسي رفقة المدرب جلين هوديل قبل أن ينتقل إلى ليرس البلجيكي ثم يتحرك إلى ألمانيا في 1998 نحو كولون ثم جروثر فرث وأخيرا رديف بايرن ميونخ ويعتزل ليبدأ مسيرته التدريبية من هناك أيضا

    لماذا كلوب الألب

    حصل هازنهوتل على هذا اللقب بسبب أسلوبه المتبع في الملعب، ليس الرسم التكيكي بالتأكيد والذي يختلف أينما ذهب ما بين 4-5-1 و4-4-2 و4-2-2-2 التي أعتمدها في لايبزج فهو يضع تشكيلته على حسب جودة الأسماء المتاحة حتى ينجح في إستغلال كل إمكانياتهم في المكان الصحيح

    وإنما بسبب طريقته “الجيجين بريسينج” أو الضغط المضاد والتي يشتهر بها يورجن كلوب المدير الفني حاليا لليفربول، بالتأكيد كلوب يشتهر بها لأنه أنجح من قدم هذه الكرة للجماهير فكلوب وهازنهوتل مولودان في نفس العام ولكن الأول حصل على فرصته سريعا للتدريب مع ماينز فور إعتزاله والنمساوي أضطر أن يعمل بقوة أكثر ويأخذ الطريق من الصفر، الدرجة الثالثة في ألمانيا

    يكره هازينهوتيل هذه المقارنة وفي مؤتمره الصحفي الأول كمدير فني لساوثهامبتون تم سؤاله عن هذا اللقب فأجاب

    لا أحب هذا التشبيه فأنا أريد أن أكون نفسي

    أنا أحب طريقة لعبه الإيجابية في كرة القدم والتي وضعت علامة في كرة القدم الألمانية وتأثرت بها في طريقتي التدريبية

    لا يريد هازنهوتل الكرة في قدم لاعبيه كثيرا، ربما لأن الأندية التي ضربها لا تمتلك ثقافة إمتلاك الكرة ولكن بالتأكد هو نجح في أسلوبه مع كل الأندية التي دربها بداية من الأعتماد على الضغط العالي في الثلث الأخير من ملعب الخصم مرورا بترك الخصم يلعب بحرية قبل الضغط عليه في الوقت المناسب

    حينها ينطلق طوفان من لاعبي فريق هازنهوتيل ركضا نحو مرمى الخصم في هجمات مرتدة تكون الأفضلية العددية فيها لفريق المدرب النمساوي، لذلك لا تجد الأندية التي دربها هازنهوتيل تستحوذ على الكرة لمجد الإستحواذ أو حرمان الخصم من الكرة ولكن من أجل الوصول سريعا نحو مرمى الخصم

    برع لايبزج مع هازنهوتيل بتلك الطريقة فكان إيميل فورسبيرج هو محرك الفريق الأول بفضل رؤيته وتمريراته الرائعة، بالتأكيد عندما يرتفع مستوى ذكاء وقدرات لاعبيه تصبح الأمور أسهل وأقل تعقيدا لكن الأكيد أن الجميع يظهر بشكل مميز مع هذا المدرب القادر على رفع كفائة أي فريق يدربه

    تلك هي ميزة إضافية يتشارك فيها هازينهوتيل مع كلوب ولكن الفارق أن الأخير يعشق موسيقى الميتال والإحتفالات الصاخبة بينما النمساوي يبدو أكثر هدوءا كونه عازف بيانو متمرس خارج حدود وظيفته كمدير فني

    في بعض الأحيان لا يستطيع النوم بسبب تفكيره في مباراة سابقة ويستيقظ في منتصف الليل من أجل مشاهدة الإعادة والوقف على الأخطاء

    هو مدرب متطلب جدا وينتظر جهدا كبيرا من لاعبيه ولكنه شخص إيجابي يلطف دائما الأجواء في التعامل معهم

    هكذا تحدث الصحفي النمساوي أندرياس هيدينريخ لصحيفة جارديان الإنجليزية عن المدير الفني النمساوي الذي قضى السنوات العشرين الأخيرة له في ألمانيا سواء كلاعب في نهاية مسيرته أو كمدرب

    دائما على الموعد للإنقاذ

    إنقاذ فريق من الهبوط؟ تلك كانت مهمته الأساسية في بداية مسيرته التدريبية التي تدخل عامها ال11 هذا الموسم والتي بدأها مع فريق أونتيرهاشينج في الدرجة الثالثة الألمانية حيث كان مسئولا عن فريق الشباب هناك منذ 2004 قبل أن يتم تصعيده لتدريب الفريق الأول في 2007 وحتى تمت إقالته في فبراير من العام 2010 بسبب سوء النتائج

    كانت تلك المرة الوحيدة التي تم إقالة المدرب النمساوي في مسيرته التدريبية كلها، خلال تلك الفترة حقق نجاحات مع النادي حيث قادهم في الموسم الأول إلى المركز التاسع بعد أن تولى إدارة الفريق فنيا في منتصف الموسم وموسمه الوحيد الكامل الذي قضاه معهم أنهاه رابعا بفارق نقطة وحيدة عن مراكز الصعود

    نجاحاته في الدرجة الثالثة جعلت نادي ألين يتواصل معه في يناير من العام 2011 ليتولى إدارة الفريق الذي كان يقبع في المركز ال16 وبفارق نقطة وحيدة عن مراكز الهبوط وينقذه في النهاية

    يشهد الصيف التالي تحركات واسعة من المدرب الذي قام بتدعيم صفوف فريقه بتسعة لاعبين جدد وأستغنى عن 14 لاعبا من الفريق وبعد بداية بطيئة أنطلف ألين مكتسحا الجميع لينهي البطولة في المركز الثاني ويتأهل بشكل مباشر إلى الدرجة الثانية

    الموسم التالي شهد أستمرار نبوغ المدرب بفريقه ونجح في إنهاء أول موسم له هناك في الدرجة الثانية تاسعا وهو في تلك اللحظة كان أعلى مركز يتم إحتلاله من فريق صاعد من الدرجة الأدنى وذلك حتى جاء راسنبول سبورت لايبزج وكسر هذا الرقم

    شهد الصيف التالي خلافات بين المدرب والمدير الرياضي للفريق ماركوس شلوب والذي قام ببيع بعض من نجوم الفريق بدون تعويضهم ليبدي هازينهوتيل إستيائه ويقدم إستقالته إعتراضا على ذلك

    بدأ موسم الدرجة الثانية الألماني وهازنهوتل ينتظر بدون عمل ليتفاوض معه إنجلوشتاد الذي كان يقبع في المركز الأخير من الدرجة الثانية لإنقاذ الفريق من الهبوط وهو ما حدث بنهاية الموسم وإحتلاله للمركز العاشر، الموسم التالي ويواصل عمله كما أعتاد بتحقيق إنجاز في موسمه الثاني وهذه المرة كانت وصوله إلى الدرجة الأولى بتحقيقه للقب دوري الدرجة الثانية الألماني

    ظهر هازنهوتل لأول مرة في البوندزليجا موسم 2015-2016 وهناك حقق المركز ال11 في محاولته الأولى والتي أنتهت برفضه تجديد تعاقده مع الفريق وذلك للإنتقال وتدريب مشروع كروي كبير في ألمانيا يدعى راسينبول سبورت لايبزج أو كما يشتهر بين البعض بريدبول لايبزج

    كانت المفاجئة منذ الموسم الأول فالفريق الصاعد حديثا  والوحيد الذي يمثل مقاطعات الشرق الألمانية أنهى الموسم في المركز الثاني خلف بايرن ميونخ في ثاني أفضل إنطلاقة لفريق صاعد في تاريخ البوندزليجا بعد إنطلاقة  الصاعد كازيرسلاوترن في 1997 والتي أنتهت بفوزهم بالبطولة

    ظل هناك موسمان يحقق النجاحات مع الفريق، الموسم التالي أنهاه بفارق نقطتين فقط عن المركز الرابع ليفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا ولكنه ضمن مشاركة في الدوري الأوروبي ولكن فجأة أعلن الطرفان الإنفصال والسبب أن لايبزج لم يعرض على المدرب عقدا جديدا بشكل واضح قبل عام من إنتهاءه

    النادي يحق له عدم تمديد عقدي ولكن نحن ندخل على العام الأخير للعقد معهم ولا أحد كان واضحا معي حول المستقبل

    قدم هازنهوتل طلبا للإدارة لإبطال عقده الصيف الماضي وهو ما تم بالفعل لينهي النمساوي صاحب ال50 عاما مسيرته سريعا مع النادي الألماني لرغبته في البقاء والإنضمام لمشروع طويل الأمد يقوده بنفسه

    المقطوعة التي أعتاد عزفها

    سيكون على هازنهوتيل عزف مقطوعة مناسبة لساوثهامبتون الذي يعاني منذ بداية الموسم، مقطوعة أعتاد النمساوي عزفها في كل مكان ينتقل إليه منذ بداية مسيرته التدريبية فدائما ما يكون عليه الإنقاذ ثم التطوير وتحقيق الإنجازات

     لقد كنت في هذا الموقف سابقا في مسيرتي، ربما الموسم الماضي فقد كان جيدا لأني كنت أدرب في دوري أبطال أوروبا وسط العمالقة

    ربما هذه الخطوة ليست الأسهل ولكني أبدا لم أتمنى خطوة سهلة في مسيرتي

    أريد دائما تحدي نفسي فأنا لا أخاف من شيء وهذا التحدي قوي كفاية بالنسبة لي

    هكذا تحدث هازنهوتيل عن توليه مسئولة تدريب ساوثهامبتون القابع في المركز ال18 على سلم ترتيب الدوري الإنجليزي والذي لم يحقق أي فوز على ملعبه منذ نوفمبر من العام الماضي 2017 وحتى الآن بداية مسيرة قد تكون مهمة في تاريخ النادي الإنجليزي كتلك التي قدمت لنا في وقت سابق الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو رفقة فريق يقدر مدربيه ويمتلك دائما مشروعات للمستقبل كتلك التي حلم بها هازنهوتيل في لايبزج

    لمتابعة الكاتب على تويتر من هنا