فورزا كالشيو -6- البيروقراطية تمنع استقلال الأندية

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تعاني الأندية الإيطالية من البيروقراطية في التعامل مع كل ما هو خاص بالبلديات المحلية من أجل الحصول على بعض من حقوقها أو زيادة أرباحها المالية أو الحصول على موافقات من أجل التطوير والتجديد

    ربما إيطاليا الدولة الوحيدة التي يمكنك فيها تملك نادي كامل ولكن لن يسمح لك بالخروج من الملاعب الخاصة بمجالس المدينة والمحليات ليضيع عليك جزء مهم وكبير جدا من المكاسب بل وقد يتم عرقلتك بسبب سوء الخدمات وعزوف الجماهير عن زيارة ملعبك لمتابعة المباريات وإن إردت محاولة الإستقلال وبناء الملعب الخاص بك فستجد التعنت والمشاكل التي تظهر لك من كل حدب وصوب من أجل عرقلتك حتى لا تخسر تلك المحليات أموال يتم تحصيلها من إيجار تلك الملاعب للأندية

    نجى يوفنتوس من تلك المشاكل فنجح في وقت سابق في الحصول على الموافقات اللازمة من أجل بناء ملعب خاص به يكون هو المسئول الأوحد عن إدارته والتصرف في ممتلكاته والنتيجة كانت رائعة بملعبه الذي أصبح يدعى “أليانز تورينو” بعد عقد الرعاية الأخير

    قام يوفنتوس ببناء الملعب والحصول على أرباحه كاملة وألحق به المتحف وجعله مزارا سياحيا لمشجعي الفريق من كل أنحاء العالم من أجل قضاء يوم في هذا الصرح العظيم

    يعتبر يوفنتوس فقط المالك لكل ملعبه في إيطاليا ومن وراءه ساسولو الذي نجح مالكوه المتمثلين في شركة مابي للسيراميك في الحصول على 30% من ملعب سيتا دي تريكولور الذي كان يوما ما مملوكا لنادي ريجينا الذي قام ببناءه بالجهوذ الذاتية وبمساعدة جماهيره قبل أن تضربه مشاكل مالية لتذهب ملكية الملعب إلى بلدية ريجيو إيميليا التي باعت جزء من أسهم الملعب

    فتح نجاح يوفنتوس في إدارة ملعبه المجال لإدارات الأندية الإيطالية من أجل السعي للحصول على موافقات من أجل بناء ملاعب خاصة بهم فالتأثير الإقتصادي ظهر بشكل مبهر على يوفنتوس الذي أصبح يتربع بفارق كبير على عرش الكرة الإيطالية فنيا وماديا وبدون منافسة قريبة

    سعى روما جاهدا عن طريق رئيسه جايمس بالوتا لبناء ملعب خاص به ليفترق عن ملعب أولمبيكو الذي يتقاسم إيجاره مع النسور لاتسيو وذلك للإستقلال بمشروعه الإقتصادي وبدأت المحاولات منذ إمتلاكهم للفريق في 2011 ولمدة أكثر من ست سنوات من المفاوضات نجح بالوتا ورفاقه في الحصول على الموافقات النهائية

    بدأ روما بالفعل في بناء ملعبه الجديد ستاديو ديلا روما في منطقة توري دي فالي وإجمالي مقاعد يصل إلى 52 ألف متفرج للصرح الجديد والذي تم تصميمه على شكل “الكولسيوم” وبتكلفة ستصل إلى مليار يورو من أجل إتمام الملعب بالمنشأت الخاصة به

    وصل روما لمناله بعد مشاكل كثيرة وخلافات ومفاوضات كادت تقصي عزيمة الإدارة أبرزها رفض بلدية روما في فبراير من العام 2017 للمشروع لتتم بعض التعديلات الجديدة وأخيرا يمر مشروع الملعب الجديد في ديسمبر من نفس العام ليبدأ العمل به على أرض الواقع

    خرج بالوتا في 2014 ليقدم وعودا لجماهير روما ببناء الملعب الذي قال بأنه سيكون جاهزا ببداية موسم 2016-2017 ولكنه أصطدم ببيروقراطية إيطاليا لتتأجل أحلامه حتى 2020 التاريخ المحدد لإفتتاح الملعب

    روما نجح كما نجح يوفنتوس سابقا بعكس قطبي مدينة ميلانو الذان سعيا في السنوات الأخيرة للإستقلال بعيدا عن ملعب سان سيرو أو جوسيبي مياتزا على حسب أي طرف من المدينة تدعم، الدعوات لبناء ملعب جديد والخروج كانت دائما مرتبطة بشخص واحد هو ماركو فاسوني

    كان فاسوني يعمل على مشروع ملعب يوفنتوس في مهده وأراد بإنتقاله إلى إنتر ميلان رفقة ماسيمو موراتي تكرار التجربة مرة أخرى وبالفعل ظهرت أنباء تشير إلى عزم المالك السابق للأفاعي الإتجاه لدعم الفريق ببناء ملعب جديد، فشلت مساعيه سريعا وتم بيع النادي إلى إيريك ثوهير الإندونيسي ثم أنتقل لملكية صينية في الوقت الحالي

    كان لثوهير سابقة في إمتلاك الأندية مع نادي دي سي يونايتد الأمريكي والذي يمتلك ملعبا خاصا به كما هو حال الأندية في أمريكا، ثوهير صرح في بداية مسيرته القصيرة كمالك للأفاعي

    النادي الكبير يحتاج إلى ملعب خاص به ولكن الأهم كيف تملأ هذا الملعب

    أراد ثوهير إما إمتلاك سان سيرو لنفسه من أجل إدارته بشكل أفضل أو الخروج لبناء ملعب خاص لإنتر ميلان لكن أحلامه لم تكتمل ببيعه لأسهمه إلى أحد الشركات الصينية التي تمتلك النادي الآن

    فاسوني ترك إنتر وذهب إلى الجار أي سي ميلان وهناك أنتقلت معه أفكار بناء ملعب خاص بالنادي أيضا ولكنها لم تكتمل أيضا بسبب المشاكل المالية التي تعرض لها الفريق وسيطرة بنك إليوت عليه بداية من الصيف الماضي

    أعلن الثنائي عن تجديدات جديدة مشتركة لتطوير ملعب سان سيرو والإستفادة أكثر من الملعب المملوك للمدينة وذلك من أجل زيادة ستكون ضئيلة ولكنها مهمة في أرباح الفريقان مستقبلا وذلك بعد الفشل الذريع والمشاكل المالية التي ضربت الطرفان في السنوات الاخيرة قضت على أي آمال قريبة لبناء ملعب خاص

    القصة الأبرز في إيطاليا كانت من نصيب أوريلو دي لورينتس مالك نادي نابولي والذي يكاد يجن بسبب المشاكل التي تواجهه والرفض الدائم لمشروعه ببناء ملعب جديد خاص بناديه بدلا من سان باولو المتهالك

    تم رفض كل طلبات دي لورينتس الذي أعلن في يوليو الماضي بأنه سيمضي قدما في بناء ملعب جديد لفريقه

    أنا أنهي أجراءات شراء أرض للملعب حاليا لتكون مدينة رياضية متكاملة لنادي نابولي

    لن تكون في وسط المدينة وإنما على الأطراف ولكنها ستكون قريبة من الطرق والمواصلات

    دي لورينتس لا يستطيع تطوير الملعب بسبب رفض البلدية صاحبة المكان الدائم لطلباته وهو ما يؤثر على الفريق وكان أخرها مشكلة مع الأتحاد الأوروبي الذي رأى الملعب غير أمن لإستضافة الجماهير في مباريات الفريق في دوري أبطال أوروبا

    ترفض الكنيسة تغير أسم الملعب لأنه يحمل أسم أحد القديسين وهو ما يمنع تغير أسمه حتى بالحصول على عقد رعاية، تم رفض إقتراح لتسمية الملعب على أسم أسطورة نابولي ديجو أرماندو مارادونا سابقا بسبب هذه المشكلة

    لا نحصل على أكثر من 15-20 مليون يورو من هذا الملعب لأننا لا نستطيع الدخول والقيام بأي أنشطة بداخله

    لا أحد يتحمل المسئولة الآن نحن لا نجد أنفسنا نلعب في ملعب قبيح فقط وإنما أيضا متهالك فلا أحد حاول التطوير هنا منذ 1990 وهناك فالصدأ في كل مكان والبلدية فقط تطالبنا ب1.8 مليون يورو ثمن الإيجار قبل بداية كل موسم

    تتسبب تلك المشاكل كلها في عرقلة مسيرة الأندية الإيطالي في التطور والنمو، توقف الزمن عند إيطاليا في الملاعب الواسعة ذات مضمار السباق لتستضيف العديد من الأحداث الرياضية الأخرى والمدرجات المفتوحة التي تضع الجماهير عرضة للشمس والمطر في كل الأوقات

    عزفت الجماهير عن الحضور والدخول إلى الملاعب المتهالكة فظهرت مدرجات الأندية الإيطالية نصف خاوية معظم أوقات الموسم بسبب تلك الظروف على عكس الأندية الإنجليزية والألمانية التي تشاهد جماهيرها تملأ جنبات الملعب بسبب الخدمات والصيانة الدائمة لملاعبها

    هرب يوفنتوس من كل ذلك ونجح في تذليل العقبات البيروقراطية أمامه فظهر يوفنتوس أرينا الذي تحول إلى أليانز تورينو مصدر الدخل الذي لا يتوقف عن ضخ الأموال لخزائن الفريق في الفترة الأخيرة فهيمن الفريق على إيطاليا محليا كرويا وإقتصاديا ومازال كبار إيطاليا يحاولون تكرار تجربته للحاق به