هل تسير المواهب الإيطالية على طريق نظيرتها الإنجليزية؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تشهد الكرة الإيطالية في الوقت الحالي العديد من المشاكل على مستوى اللاعبين محليا مع إتجاه الأندية لشراء الأسماء الجاهزة من الخارج نظرا لسقوط جيل كامل في إيطاليا بعد الجيل العظيم الذي حصد مونديال 2006 في ألمانيا قبل الإنهيار المادي والمهاري الذي شهده الكالشيو منذ ذاك التاريخ

    كرويا بدأ الدوري الإيطالي إستعادة قدراته المادية بقيادة يوفنتوس والإستثمارات الأسيوية لثنائي ميلان بجانب خطط روما ونابولي وسامبدوريا لشراء النجوم الشابة وتطويرها والإستفادة منهم فنيا خلال تواجدهم مع الفريق وماديا بعد بيعهم

    لكن ظهرت مشكلة كبيرة في إيطاليا أثرت على منتخبها القومي وهي عزوف الاندية عن الأعتماد على أسماء محلية خصوصا الأندية الكبرى ففاز إنتر ميلان بدوري أبطال أوروبا بتشكيلة لم تكن تضم سوى دافيد سانتون وماركو ماتيرازي ووصل يوفنتوس نهائي دوري أبطال أوروبا بجيانلويجي بوفون وأندريا بيرلو وكلاوديو ماركيزيو

    كل تلك الأسماء كانت أقرب للإعتزال منها لإفادة الكرة الإيطالية فما دون الخامسة والعشرين لم يكن هناك مواهب إيطالية تذكر تشارك بشكل دوري مع الأندية الكبرى وإنما ظهرت مع أندية أقل، ماريو بالوتيلي وستيفان الشعراوي وسبستيان جيوفينكو وسيمون زازا كان جيلا من المقدر له حمل إيطاليا في الوقت الحالي

    ولكن مع وضع هؤلاء اللاعبين تحت ضغط المنافسات الكبرى تعرضوا للإنهيار، بالوتيلي أستمر في التراجع حتى وصل إلى نيس في فرنسا بعد أن كانت أندية أوروبا كلها تتصارع على موهبته وجيوفينكو ترك يوفنتوس وأتجه للدوري الأمريكي لكرة القدم وستيفان الشعراوي تخبط كثيرا حتى وصل للموسم الحالي مع روما وبدأ في تثبيت نفسه في التشكيل الأساسي والأخير زازا بدأ قويا ولكنه تراجع وفشل في إثبات نفسه في يوفنتوس ثم فالنسيا ليعود للعب مع تورينو محليا بشكل سريع

    مع فشل منتخب إيطاليا في الوصول للمونديال الأخير وضحت المشكلة فالجيل العظيم الذي كان يقوده جيانلويجي بوفون أصبح عجوزا غير قادر على العطاء أكثر والأجيال الصغيرة لا تمتلك القدرة الفنية ولا النفسية للعب بقميص الأزوري

    وصل روبيرتو مانشيني لقيادة مشروع إيطالي لبناء فريق جديد من المواهب الشابة المميزة التي ظهر بعضها على إستحياء في الدوري الإيطالي كفردريكو كييزا وفريدريكو بيرنارديسكي ودومينيك بيراردي ونيكولا باريلا وروبيرتو جاليارديني وأخرون من ذاك الجيل الذي يتراوح أعماره من 21 إلى 26 عاما

    أضاف إليهم مانشيني الثنائي ماركو فيراتي ولورينزو إنسيني، الأول يلعب رفقة فريق كبير كباريس سان جيرمان ولكنه دائما ما يغيب عن الموعد في المواقف الكبرى كما هو الحال لمهاجم نابولي الذي وإن تألق محليا فإنه لم يحتك بأندية قوية من الخارج

    مشكلة كبيرة واجهت الكرة الإيطالية كتلك التي واجهتها من قبل أنجلترا التي كانت دائما ما تعاني من صعوبة حصول لاعبيها المحليين على فرصة للعب في أنديتها الكبرى مع ظهور الإحتراف وإن ظهرت مواهب فإنها تكون دائما بعيدة عن مستوى المنافسات مع المنتخبات الأوروبية الكبرى الي تمتلك محترفين في كل مكان حول العالم

    كانت إيطاليا تمتلك الدوري الأقوى في العالم حينها لذلك لم تكن تواجه مشكلة كأنجلترا نظرا لأن أفضل لاعبيها يلعبون في الدوري الأفضل في العالم الكالشيو وعندما تراجع الكالشيو تراجع معه مستوى اللاعبين لعدم وجود ثقافة الإحتراف الخارجي لدى اللاعب الإيطالي

    تلك الثقافة كانت مفقودة لدى أجيال إنجليزية كاملة كانت تفضل البقاء في الدوري المحلي عن الإنتقال واللعب خارج الديار حتى وقت قريب عندما بدأت المواهب الإنجليزية الشابة في البحث عن عروض أخرى من الخارج للعب في دوريات أوروبية غير الدرجة الثانية الإنجليزية التي كانت دائما ما تكون المهرب الوحيد لهم

    في أنجلترا كما هو الحال في إيطاليا عندما تظهر موهبة يتم إرسالها سريعا إلى الدرجة الثانية تحت مسمى “إكتساب الخبرة بالإحتكاك والمشاركة مع فريق أول” والنتيجة دائما ما تكون أختفاء هذه الموهبة وضياعها في دوري لا يوجد لديه إمكانيات لتطوير المواهب وصقلها

    هناك العديد والعديد من النجوم والمواهب التي ظهرت في قطاعات الشباب والناشئين وأختفت مع رحلتها في الدرجات الادنى بسبب غياب الأهتمام والقدرة على التطوير، هاري كين النجم الإنجليزي الحالي كاد يكون حالة مثل المئات من تلك الحالات لولا وصول ماوريسيو بوكيتينو لتدريب توتنهام فأنقذ مسيرة الشاب الذي فشل في أكثر من مكان أثناء فترة إعارته خارج الديوك اللندنية

    لكن بدأت المواهب الإنجليزية في الثورة على تلك التقاليد والمعتقدات بالبحث عن عروض في أندية الوسط والقمة في الدوريات الأوروبية المختلفة خارج أنجلترا فرحل كريس ويلوك إلى بنفيكا وترك جادون سانشو مانشستر سيتي للإنضمام إلى بروسيا دورتموند ولاعب مثل ريس نيلسون الذي تمت إعارته من أرسنال إلى هوفينهايم الألماني الصيف الماضي

    شاب أخر مثل رونالدو فييرا رحل إلى سامبدوريا الإيطالي وستيفن نديدي لم يمدد عقده مع أرسنال من أجل الإنضمام إلى الفريق الثاني في يوفنتوس على أمل فرصة أفضل للتطور رفقة فريق كبير بدلا من قضاء مسيرته معارا لأندية القاع والدرجات الثانية في أنجلترا

    بسبب ذلك بدأت الأندية الإنجليزية نفسها البحث عن فرص أفضل للاعبيها في أندية أوروبية أخرى لتكون تحت جناحها في حال نجحت تلك الأسماء، تشيلسي كان الرائد بتجربة التؤامة مع نادي فيتسه الهولندي ولكن النتيجة النهائية فاشلة حتى الآن بسبب ضعف الدوري الهولندي وتبعه مانشستر سيتي بتؤامة مع جيرونا الإسباني وأخيرا ويلفرهامبتون الذي عقد تؤامة مع فريق جوميلا في الدرجة الثانية الإسباني

    سيبحث مويس كين عن عرض في يناير ولكن خارج إيطاليا

    هكذا كشف شقيق مهاجم يوفنتوس الشاب عن مستقبل اللاعب الذي يبحث عن فرص للخروج من دكة بدلاء يوفنتوس للتطور أكثر لحين عودته مستقبلا، كين كان معارا إلى هيلاس فيرونا الموسم الماضي وشارك بالفعل في المباريات ولكنه لم يصبح مؤهلا بعد للعب في مستوى عالي كيوفنتوس

    رغبة كين في الخروج من إيطاليا قد تعكس توجها جديدا للاعبي كرة القدم الشباب الإيطاليين في البحث عن فرص جديدة للعب خارج دوريها الذي أصبح مكدسا باللاعبين الأجانب خصوصا في الأندية التنافسية والتي لا تعطي فرصا للظهور لشبابها المحلي

    بيرنارديسكي في يوفنتوس لا يجد مكانا أساسيا لنفسه حتى الآن وجاليارديني الذي ثبت نفسه أساسي مع إنتر ميلان الموسم الماضي وجد نفسه يستبعد من قائمة الفريق الأوروبية هذا الموسم لصالح رادجا ناينجولان البلجيكي والأمثلة كثيرة لا تنتهي

    بدأ بالفعل العديد من اللاعبين الإيطاليين في الخروج من الدوري ولكن بعد تألقهم محليا ولكنهم فشلوا خصوصا في أنجلترا كإيمرسون بالميري وستيفان أوكاكو وماتيا دارميان ومانولو جابياديني ودافيد زاباكوستا وأنجيلو أوجوبونا، هؤلاء وجدوا الأمور أصعب خارج الكالشيو ولم يتأقلموا مع الأجواء الإنجليزية

    بينما كان الدوري الإسباني أكثر رحمة بالإيطاليين كانت الأسماء التي ذهبت هناك أقل شهرة كنيكولاي سانسوني الذي ترك ساسولو نحو فياريال وصامويل لونجو الذي ترك إنتر ميلان منذ خمسة سنوات بحثا عن مسيرة أفضل في أسبانيا أنتهت بإستقراره في هويسكا هذا الموسم

    لم يبدأ بعد شباب إيطاليا صغير السن في الخروج من الكالشيو ولكن قد يكون مويس كين الشرارة الأولى في حال نجاحه وتألقه هناك في فتح باب خروج المواهب بعيدا عن إيطاليا بحثا عن فرص أخرى للظهور والتألق والتطور في أجواء أفضل وأكثر إستقرارا

    حينها سيكون المنتخب الإيطالي الأكثر حظا بهذا النجاح المنتظر وعندها ستغير أندية إيطاليا بعضا من تفكيرها وستعطي فرص أكبر للشباب المحلي للظهور واللعب بدلا من تركه يرحل ثم السعي والركض خلفه من أجل إعادته مرة أخرى بأموال طائلة