السوبر كلاسيكو … الديربي الحقيقي في المدرجات

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فرصة لن تتكر مرة أخرى عندما يصطدم بوكا جونيورز بريفربلايت في نهائي كأس ليبرتادورس والذي قد يكون الأخير بنظام الذهاب والإياب في تاريخ البطولة الأعرق في أمريكا اللاتينية كلها

    ستكون فرصة لإقتناص اللقب في النهائي من الغريم والجار والمنافس الدائم قد لا تتكرر مرة أخرى كونها المواجهة الأولى بين الطرفين منذ  إنطلاق البطولة في 1960 أي مرة واحدة في 58 عاما، فرصة واحدة في العمر للتفوق على الغريم في 180 دقيقة داخل الملعب للحصول على أفضلية في المدرجات قد تطول لحين ظهور فرصة جديدة للتعويض

    ألتقى الفريقان وجها لوجه في 24 مناسبة سابقة في تلك البطولة كان لبوكا جونيورز التفوق في 10 مباريات منها مقابل 7 فقط لريفربلايت ومثلها مباريات أنتهت بالتعادل، الفريقان المتنافسان على كل شيء محليا ولاتينيا لم يلتقيا من قبل في نهائيات أي بطولة سوى مرتين

    يعود تاريخ المواجهة الأولى إلى 1976 عندما نجح بوكا جونيورز في التفوق على ريفربلايت بهدف نظيف ليحصد لقب البطولة المحلية وأنتظر الفريقان حتى 2018 ليلتقيان وجها لوجه مرة أخرى في كأس السوبر الأرجنتيني لينتقم ريفربلايت وينجح في تعويض هزيمته في السبعينيات بتحقيق اللقب بالفوز بهدفين نظيفين على الغريم

    يتشارك الثنائي في الكثير من الأمور، نعود بالزمن إلى أوائل القرن الماضي بعد أن أستقر مهاجرو إيطاليا في بلادهم الجديدة بلاد الفضة حيث وجدوا البحارة الإنجليز يمارسون لعبة جديدة على البعض وهي كرة القدم لتبدأ فكرة إنشاء أندية هاوية لممارسة تلك اللعبة

    أتحد ثنائي سانتا روسا ولا روساليز في نادي واحد تم تسميته ريو دي لا بلاتا وهي التسمية الأرجنتينية لنهر لا بلاتا الذي يمر في الأرجنتين وأوروجواي ليصبح ريفربلايت بالإنجليزية، قمصان النادي كانت بيضاء سادة على شورت أسود

    سبب وجود الشريط الأحمر على قميص النادي لا يوجد له تفسير واضح ولكن الرواية الأكثر واقعية كانت لأن اللون الأحمر كان حاضرا على علم مقاطعة جنوى الإيطالية والتي جاء منها المهاجرين مؤسسي النادي

    كانت بداية الفريق في حي لا بوكا الفقير والذي أنتظر 4 سنوات حتى تم تأسيس نادي جديد يمثله يدعى بوكا جونيورز، بوكا لأنه أسم الحي وجونيورز حتى يتم إضافة لمحة إنجليزية على الأسم، نعم هذا كان سبب تسمية النادي هكذا فقط

    أما عن ألوان الفريق الزرقاء والصفراء فلها حكاية، أعتمد الفريق في البداية على الألوان البيضاء والسوداء والتي كانت تشبه ألوات نوتينجهام دي ألماجرو والذي قرر دعوة بوكا جونيورز للعب مباراة على من سيحتفظ بألوان ذاك القميص إلى الأبد والخاسر عليه البحث عن لون جديد

    خسر بوكا جونيورز المباراة والقميص الأبيض والأسود وقرر مسئولي النادي أنه أول سفينة ستدخل الميناء سيقوم النادي بإرتداء شعارها وقد كانت سفينة ترفع علم السويد أول من وصل ليصبح منذ ذاك اليوم الأزرق والأصفر الألوان الرسمية للفريق

    لم يستمر ريفربلايت كثيرا في حي لا بوكا فأنتقل مقر النادي إلى منطقة بيلجرانو الأكثر ثراءا ومن هنا بدأت شهرة الفريق بأنه نادي الطبقة الراقية بينما بوكاجونيورز هو نادي طبقة الكادحين والعمال ومع إنطلاق المنافسات الرسمية في الأرجنتين بدأ الصراع بينهم

    حصد بوكا جونيورز على لقب البطولة الأولى وهو ما جعل ريفربلايت يقرر الصرف ببذخ من أجل الحصول على هذا اللقب ليحصل على لقب “لوس بليونيرز” لأنه الأغنى والأكثر قدرة على الصرف وتدعيم الفريق ويوصم النادي منذ ذاك الحين بأنه النادي صاحب الثراء الفاحش

    الحقيقة أن الثنائي نشأ في نفس الحي بنفس الظروف المادية الصعبة ولكن إنتقال مقر ريفربلايت خارج لا بوكا أعطاه بعض الأفضلية وإن كان مشجعي الفريق من كافة الطبقات كما هو حال بوكا جونيورز

    يتفوق ريفريبلايت في عدد البطولات المحلية ب47 بطولة مقابل 45  لبوكا جونيورز الذي يتفوق في عدد البطولات القارية برصيد 22 بطولة مقابل 16 للغريم

    لا تجد الحديث كثيرا عن الفريقان داخل أرضية الملعب فالصراع الحقيقي يحدث خارجه بين الجماهير التي تملأ جنبات الملعب سواء كان مونامينتال الخاص بريفربلايت أو بوكا جونيورز، هناك في المدرجات الدربي الحقيقي وبسبب الجماهير حصلت هذه المباراة على لقب سوبر كلاسيكو

    موجهة من الأهازيج والألوان تندفع في السماء

    صرخات وأحتفالات وألعاب نارية لا تتوقف عن الإنطلاق طوال أحداث المباراة

    هكذا تصف بي بي سي مباريات سوبر كلاسيكو الأرجنتين فالجماهير لا تتوقف عن القفز والغناء على أنغام موسيقى الروك في المدرجات والعنف لا يتوقف أيضا فالإشتباكات دائما ما تكون حاضرة أيضا بين الجماهير خارج أسوار الملعب أو داخله

    ربما الحادثة الأشهر والأفجع كانت  في 23 يونيو 1968 عندما سقط 71 قتيلا من الجماهير وتعرض أكثر من 150 مشجع للإصابة بسبب التدافع والتحقيقات أشارت إلى أنه لا أحد كان مخطأ، جماهير بوكا جونيورز ترى أن جمهور ريفر بلايت السبب لأنها أندفعت إلى مدرجات الفريق المنافس

    جماهير ريفر بلايت ترى أن جمهور بوكا جونيورز السبب لأنها قامت بإلقاء ألعاب نارية عليهم بينما الأغلبية تشير إلى أن الشرطة متواطئة لأنها قامت بإغلاق البوابة رقم 12 التي حدث عندها التدافع ففشلت الجماهير قرب البوابة في الخروج والجماهير المندفعة من الخلف لم تتوقف عن التدافع فكانت الكارثة

    قامت العديد من الأندية الأرجنتينية وعددها 68 بجمع تبرعات من أجل تعويض أسر الضحايا سريعا خصوصا أن التحقيقات أثبتت أنه لا يوجد خطأ على أي من الأطراف الثلاثة المتهمة، حاليا لا يسمح الأتحاد الأرجنتيني بحضور جماهير الضيوف المباريات مكتفيا بجماهير أصحاب الأرض فقط وهو ما قلل من حوادث الشغب وإن كانت لم تنعدم نظرا لأن الطرفان جيران في نفس المدينة ونهائي كوبا ليبرتادوريس ستنطبق عليه هذه القوانين لأسبابها الامنية

    هبط ريفر بلايت إلى الدرجة الثانية في 2011 وهي النقطة السوداء في تاريخ النادي والتي أعطت لجماهير بوكا جونيورز أفضلية جديدة عليهم، جماهير بوكا قامت بعمل جنازة لمنافسها وحمل توابيت ملفوفه بألوان ريفر بلايت البيضاء ذات الشريط الأحمر حتى تظل تلك الذكرى دائما حاضرة

    ستكون فرصة لريفر بلايت في الإنتقام من منافسه ف180 دقيقة فقط قادرة على جعله يحقق إنتصارا سيسجل في التاريخ في مباراة قد لا تتكرر مرة أخرى وستكون أبلغ رد على جماهير بوكا جونيورز التي أنتظرت وفاة النادي منذ 8 سنوات فقط، بوكا جونيورز حقق هذه البطولة في 6 مناسبات وريفر بلايت حققها في ثلاث مناسبات فقط

    فوز ريفر بلايت يقربه من عدد بطولات غريمه ويجعله الفائز في النهائي الأول بينهم وهو الأهم له بالنسبة للفريق وجماهيره والعكس صحيح، الجماهير دائما ما ترفع شعار

    مهما كان شكل موسمنا فيجب علينا الفوز على الغريم في السوبر كلاسيكو

    يمتلك ريفربلايت لقب جاليناس أو “الدجاج” وهو اللقب الذي حصل عليه الفريق بسبب إضاعته للعديد من البطولات في اللحظات الأخيرة بسبب الخوف والتوتر، كارلوس تيفيز مهاجم بوكا جونيورز تعرض للطرد في أحد لقاءات الطرفان في نصف نهائي كوبا ليبرتادورس بسبب إحتفاله بتقليد شكل الدجاجة بعد هدف سجله في الدقيقة 88 في مرمى ريفربلايت

    النادي الأحمر والأبيض رد على تيفيز سريعا وسجل التعادل قبل ثواني من نهاية اللقاء ولكن بوكا جونيورز تأهل بركلات الجزاء الترجيحية في النهاية وهو المهم

    النهائي الأول بين الطرفان والأخير لبطولة كوبا ليبرتادورس بنظام الذهاب والإياب، مباراة تعطي لاتحاد القارة هناك ختام ووداع يليق بالنظام القديم للبطولة قبل إستقبال النظام الجديد ونهائي المباراة الواحدة في العام القادم