دير كلاسيكر .. لكل ثري هناك كادح يرغب في مزاحمته على القمة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سيعود بايرن ميونخ ليلتقي ببروسيا دورتموند للمرة ال120 في تاريخ مواجهات الطرفان في اللقاء المسمى إعلاميا ب”دير كلاسكير” أو دربي ألمانيا، ذلك المسمى الذي يثير حساسية في ألمانيا حول عدم أحقية المباراة بهذا اللقب لعدم وجود تنافس حقيقي بين البافاري العملاق ونظيره الفستيفالي

    تأسس بايرن ميونخ أولا في 1900 قبل تسعة سنوات من تأسيس بروسيا دورتموند والثنائي أكتفى باللعب في بطولات الأقاليم لعدم وجود دوري يوحد أندية ألمانيا في بطولة واحدة، المد النازي سيطر على ألمانيا في الثلاثينيات والثنائي تأذى كثيرا من تلك الفترة

    كان يرأس بايرن ميونخ كيرت لانداور يهودي الديانة والذي هرب فور وصول سيطرة النازيين على الحكم تاركا بعضا من أعضاء الفريق يتعرض للتعذيب والإختفاء القسري في فترة وصم بها البافاري ب”نادي اليهود” في وقت كانت شعبية جاره ميونخ 1860 تنتشر بشكل أكبر كممثل كروي للمقاطعة البافارية

    وفي فستيفاليا لم يختلف الأمر كثيرا فرفض رئيس النادي حينها الإنضمام إلى الهيكلة النازية لكرة القدم فتم طرده وإعدام بعضا من مساعديه ممن رفضوا الإنصياع للأوامر النازية قبل أن يحكموا سيطرتهم على الفريق وتنشأ من هنا عداوة تاريخية بينهم وبين شالكه الجار

    حتى بداية الدوري الألماني في 1965 لم يلتقي الثنائي فكانت المواجهة الأولى في الدوري الألماني الموحد بتاريخ الخامس عشر من أكتوبر من ذاك العام ونجح أسود الفستيفاليا في تحقيق الفوز بهدفين نظيفين لرينولد واساب وأضاع بايرن ميونخ ركلة جزاء في تلك المباراة سددها شاب ألماني يدعى فرانز بيكنباور

    حتى التسعينات لم يكن لدورتموند تواجد على الساحة الكروية الألمانية بقوة رغم أنه يعتبر أول فريق ألماني يحقق بطولة أوروبية وذلك في 1966 بعد عام واحد من إنطلاق الدوري الألماني ولكنه غاب عن المنافسة المحلية التي تفرغ لها البافاري وتعاقب عليه بروسيا مونشنجلادباخ وهامبورج في إقلاق راحته على القمة

    كان بايرن ميونخ دائما ما يلقب بفريق الأثرياء ومنافسه هو دائما ممثل طبقة العمال والكادحين من موشنجلادباخ إلى هامبورج ثم دورتموند الذي ظهر في بداية التسعينات رفقة المدرب أوتمار هيتزفيلد لينافس على الألقاب ويقلق راحة البافاري على القمة

    أصبح دورتموند حينها هو نصير الفقراء ضد سطوة وأموال وحظ بايرن ميونخ، نعم منذ بداية الدوري الألماني وحتى اليوم يتم إتهام الحظ دائما بأنه يقف بجانب بايرن ميونخ وإن لم يقف الحظ فإفراغ الاندية الألمانية من نجومها الشباب هو الحل تلك ليست إتهامات جديدة للعملاق البافاري، “حظ بايرن” هذا يعتبر مصطلح مستخدم بين الجماهير في ألمانيا

    مع إقتراب التسعينات من نهايتها زادت حدة المنافسة داخل الملعب فبعد تحقيق دورتموند للقبين متتاليين في منتصف الحقبة تقابل البافاري ضد دورتموند في مباراة العودة من موسم 1996/1997 موسم إستعادة البافاري للقبه

    خلال تلك المباراة سقط مهاجم دورتموند أندي موللر كثيرا على أرضية الملعب مدعيا الإصابة مما أغضب لوثر ماتيوس لاعب بايرن ميونخ لينعته لفظيا وحركيا بال”الطفل الباكي” قبل أن يرد المهاجم بصفعة على وجهة، فاز بايرن باللقب المحلي ذاك الموسم ولكن موللر ودورتموند كانت لهم الضحكة الأخيرة فرفعوا لقب دوري أبطال أوروبا بالفوز على يوفنتوس في النهائي الذي أقيم على الملعب الخاص ببايرن ميونخ في تلك النسخة

    الموسم التالي قدم كايزرسلاوترن موسما تاريخيا وحقق اللقب في النهاية ومنافسة دورتموند وبايرن أنتقلت أوروبيا حيث أقصى أسود الفستيفاليا العملاق البافاري من ربع نهائي البطولة بفضل هدف المهاجم ستيفان شابيوسات

    312085_imgw750

    أغضبت تلك الخسارة لاعبي بايرن ميونخ كثيرا وفي الموسم التالي زادت حدة اللقاءات بينهم فكان أوليفر كان صاحب اللقطة التاريخية في تاريخ مواجهات الطرفين بضربة كونج فو أخطأت شابيوسات بمليترات قليلة قبل أن يتم تصويره وهو “يعض” أذن منافسه هيكو هيرلخ الذي صرح بعدها

    لقد أراد أوليفر كان أن ييقظ زملائه على أرضية الملعب هذه التصرفات ونجح بالفعل

    لم يتم إنذار كان من الحكم في أي من اللقطتين والحارس الألماني نجح في تحفيز زملائه في العودة بالنتيجة من الهزيمة 2-0 إلى تعادل بهدفين لكل فريق رغم أن البافاري كان يلعب منقوصا من مدافعه سامي كوفور

     أبتعد دورتموند عن المنافسة رويدا رويدا وأخر مواجهة قوية بين الطرفان كانت في 2001 عندما شهدت أرضية الملعب المباراة الأعنف في تاريخ الدوري الألماني بثلاث كروت حمراء و12 كارت أصفر في تعادل إيجابي بهدف لكل فريق في المباراة التي جمعت بينهم في الأسبوع ال28 من الدوري الألماني ذاك الموسم الذي أنهاه دورتموند بطلا

    دخل دورتموند دوامة من المشاكل المادية أثرت عليه فنيا فأبتعد عن المنافسة ليترك البافاري يهيمن على البطولة وسط مفاجئات نادرة من الاندية المتنافسة

    في 2004 كاد يفلس دورتموند إلا أنه حصل على مساعدات من أجل تسديد رواتب لاعبيه

    لقد كان موقفا صعبا لدورتموند

    فشلوا في تسديد رواتب لاعبيه وكان علينا المساعدة فهذا جزء من كرة القدم

    قدم بايرن ميونخ 2 مليون يورو لمنافسه من أجل الهروب من الإفلاس، لم تكن المرة الأولى للكبير الألماني أن يساعد منافسيه ماديا ففعلها سابقا مع سان باولي وجاره ميونخ 1860، كانت تلك مفاجئة كشف عنها رئيس البافاري أوليس هونيس في وقت قريب

    لم ينفي دورتموند الحصول على المال من البافاري ولكن المدير التنفيذي جيروم فاتسكه شدد على أن سابقيه هم من سعوا للحصول على المال من بايرن ميونخ وانه بوصوله تم دفع كل المال وإعادة القرض بفوائده إلى صاحبه مرة أخرى بعد أقل من تسعة أشهر من الحصول عليه

    لم يلعب بايرن ميونخ أي دور في إنقاذ دورتموند من الإفلاس

    لقد قدموا للنادي 2 مليون يورو في عهد الرئيس السابق وحصلوا على أموالهم مع فوائدها فور وصولي

    محاولة وضع أسم بايرن ميونخ كأحد المسئولين عن وصول بروسيا دورتموند لمستواه الحالي عارية تماما من الصحة

    خرج دورتموند من مشاكله المادية وقام بتعيين يورجن كلوب مدير فني جديد للنادي ليبدأ عهد جديد عاد معه النادي لمضايقة بايرن ميونخ على الصدارة والبطولات المحلية، أستعاد دورتموند مرة أخرى لقب نصير الفقراء وكاسر هيمنة البافاري “المفتري” وما إلى أخره من مصطلحات

    مما زاد على البافاري هو تعاقده الدائم مع نجوم دورتموند بسهولة وحديث مسئوليه المتكرر عن رغبتهم في التعاقد مع لاعبي دورتموند، نجحوا مع ماريو جوتزه وروبيرت ليفاندوفيسكي وماتياس هوملز وفشلوا في إقناع ماركو رويس، ربما كان لإصابات المهاجم الألماني دور في هذا لكن في النهاية أصبحت شهرة البافاري عالميا بأنه يحصل على كل شيء “على الجاهز” من دورتموند الكادح

    يعتبر البعض صعوبة حصول مباراة دورتموند وبايرن ميونخ على لقب “الكلاسيكو” الألماني نظرا لأن المنافسة التاريخية بين الثنائي شبه معدومه وليسوا من نفس المقاطعة حتى

    لكن لكل بطل يجب أن يكون هناك منافس وفي معظم القصص والروايات البطل بايرن ميونخ يظهر بدور الشرير القادم من الطبقة الثرية وهناك دائما الشاب الطموح الذي يمثل طبقة الفقراء والكادحين والراغب في مقاومة إغراءات المنافس الثري ومناطحته للوصول إلى القمة