رغم الجيل المفقود .. هولندا بدأت تستعيد عافيتها الكروية

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ليس فقط المدرب ولا اللاعبين بل البلد كلها يجب أن تفخر بهؤلاء اللاعبين

    كلمات للمدرب رونالدو كومان وذلك بعد أن نجح في وضع حجر الأساس لمنتخب هولندي جديد بعد أن تسلم المهمة الأصعب على أي مدرب بإعادة بناء فريق جديد يعود مرة أخرى بالطواحي الهولندية إلى مقدمة الأمم بعد أن غابت عن أخر بطولة من كأس أوروبا وكأس العالم

    تسلم كومان المهمة في فبراير الماضي وبعد ستة أشهر من العمل الصعب والمعقد نستطيع أن نقول بأن هولندا قد بدأت في العودة ووضعت قدما على الطريق الصحيح من أجل العودة مرة أخرى ليس فقط بقدرتها على العودة للبطولات الدولية الكبرى التي غابت عنها بل للمنافسة وتقديم الكرة الممتعة الشاملة التي أشتهرت بها الكرة الهولندية

    نعود بالزمن إلى بطولتي كأس العالم في 2010 و2014 الأولى وصلت فيها هولندا إلى نهائي البطولة وخسرت أمام أسبانيا بهدف نظيف، حينها كان بيرت فان مارفيك مديرا فنيا ولكنه أستخدم أسلوبا بعيد كل البعد عن كرة القدم الشاملة والممتعة التي أشتهرت بها هولندا

    يوهان كرويف الأسطورة الهولندية خرجت بعد المباراة النهائية التي خسرتها هولندا ليبدي غضبه من أداء منتخب بلاده والطريقة التي أنتهجها فقال

    أشعر بالحزن لأن هولندا قد أختارت الطريق القبيح من أجل محاولة الوصول إلى اللقب

    رحل فان مارفيك ووصل بعده المخضرم لويس فان خال وقاد هولندا إلى نصف نهائي البطولة التالية في البرازيل قبل أن يودع البطولة في نصف النهائي أمام الأرجنتين، الأسلوب الذي أتبعه الفريق معه كان بعيدا كل البعد أيضا عن كرة هولندا الشاملة فكان أسلوبا دفاعيا يعتمد على الهجمات المرتدة

    بعد ذلك أنهارت الكرة الهولندية وتراجعت فغابت عن يورو التالي ثم كانت الفاجعة التي أكدت للجميع داخل أروقة الكرة الهولندية بأن هناك خطأ ما يجب تداركه وإصلاحه بشكل سريع خصوصا أنه في السنوات الأربع التالية تم الإستعانة بأسماء تدريبية مخضرمة كجيس هيدينك ومساعده داني بليند ثم ديك أدفوكات لإنقاذ الأمور دون جدوى

    مارتن ويفيلس الصحفي الهولندي لخص المشكلة خلال إحدى التقارير الصحفية لشبكة سكاي سبورتس فقال

    لدينا جيل كامل مفقود في الأعمار بين 23 و29 عاما وهذه هي المشكلة الكبرى

    فقط فينالدوم وفان دايك يلعبان في مستوى تنافسي كبير وبقية الأسماء تبدو الأمور صعبة عليهم

    فبراير 2018 تم الإستعانة بالمدرب رونالدو كومان من أجل إنقاذ الكرة الهولندية، لا ليس إنقاذا بل بناء من جديد بعد أن تدمر كل شيء وأنهار وتراجعت هولندا للمركز ال21 في ترتيب فيفا للمنتخبات وهو المركز الأقل لها في تاريخها مع أعتزال أصحاب الخبرات رافايل فان دير فارت وفيسلي شنايدر وأريين روبين

    كان على كومان وضع حجر أساس للمنتخب ليكون اللبنة التي سيتم البناء عليها مع إعادة الثقة بالإنتصارات قبل أن تأتي الكرة الممتعة بعد ذلك وإيجاد الرابط بين الجيل المفقود والجيل الصاعد الصغير المميز

    أسماء كالقائد فيرجيل فان دايك وكيفين ستروتمان وجيني فينالدوم وريان بابل كانت الأسماء التي قرر كومان الإعتماد عليها كأصحاب خبرات، بابل تحديدا أعاد إكتشاف نفسه على المستوى الدولي رفقة كومان وأحى مسيرته الكروية بعد أن كانت قد أندثرت رغم أنه لم يتجاوز ال31 عاما بعد

    لعبت هولندا مع كومان 8 مباريات ودية دولية حتى الآن لم تتعرض للخسارة سوى في مناسبتين فقط الأولى منها كانت في أول مباريات كومان كمدرب أمام منتخب أنجلترا المميز وبهدف نظيف والأخرى كانت خسارة بهدفين مقابل هدف وحيد أمام بطل العالم فرنسا في بطولة الأمم الأوروبية بهدفين لهدف وكادت هولندا أن تتعادل في تلك المباراة

    ثلاثة تعادلات أمام سلوفاكيا وإيطاليا وأخيرا أمام بلجيكا بنفس النتيجة هدف لكل فريق وبقية المباريات الثلاثة كانت إنتصارات هولندية ضد كل من البرتغال حينما كانت حاملة لقب كأس أوروبا وأخرى أمام بيرو وأخيرا أمام ألمانيا بثلاثية نظيفة

    التوقف الدولي الأخير شهد هذا الفوز على ألمانيا التي قد تكون جريحة في الوقت السابق ولكن هذا الفوز كان الأكبر في تاريخ هولندا على الماكينات الألمانية وهو ما يعطي دفعة ثقة كبيرة للاعبي المنتخب ثم التعادل الأخير أمام بلجيكا الرائعة ليؤكد على أن هولندا قد عادت لتصبح مرة أخرى رقم صعب في كرة القدم الأوروبية

    بدأ كومان مسيرته مع المنتخب بطريقة 5-3-2 وذلك لتأمين فريقه خصوصا أن النجوم من أصحاب الخبرات يتواجدون في الخطوط الخلفية من الملعب مع الإعتماد على ممفيس ديباي ليكون نجم الفريق في الخطوط الأمامية وصاحب اللقطة الأخيرة فكان جديرا بالثقة التي حصل عليها فسجل 4 أهداف وصنع هدفين خلال تلك المباريات الثمانية

    وكانت المفاجئة تقديم كومان للظهير ماتياس دي لخت موهبة أياكس أمستردام بشكل مبهر وإستخدامه سواء أثناء اللعب بثلاثي دفاعي أو بخط خلفي مكون من أربعة لاعبيه فتألق على الجانب الهجومي وأجتهد دفاعيا ليصبح واحد من أسلحة هولندا ويعيد مرة أخرى مركز الظهير للحياة في المنتخب الهولندي

    مع إستمرار المباريات ونجاح هولندا في تحقيق النتائج الإيجابية بدأ في تغير الخطة وتحويلها إلى 4-3-3 التي تشتهر بها هولندا فكانت البداية أمام بيرو ثم تم تثبيتها في المباريات التالية لتبدأ الطواحين الهولندية في الدوران

    نجح كومان في وضع حجر الأساس وإيجاد التوازن المفقود في هولندا بين أجيالها الكروية إضافة إلى إعادة قليلا من المتعة والسحر إلى الملعب ليعيد الأمل والحماسة الكروية مرة أخرى إلى 17 مليون مواطن هولندي

    التوقف الدولي القادم سيكون حاسما في مسيرة المنتخب الهولندي عندما سيتقابل مع ألمانيا ثم فرنسا في دوري الأمم الأوروبية وعينه على البقاء في الدرجة الأولى في حال فوزه بإحدى المباراتين بعد أن كان المرشح الأول للهبوط مع توقعات بألا يحصد أي نقطة في تلك المجموعة ولكن كومان ورجاله نجحوا في تغير مصيرهم بأيديهم وأستعادوا ثقة الجميع في قدرات هولندا على المنافسة ومقارعة الكبار التي كانت يوما ما واحدة منهم