دربي العاصمة .. بطولة الموسم لطرفي اللقاء

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Football - Soccer - Lazio v AS Roma - Italian Serie A - Olympic Stadium, Rome, Italy - 4/12/2016. Lazio's and AS Roma's players argue during the match. REUTERS/Alessandro Bianchi

    تتجه الأنظار عصر اليوم إلى العاصمة الإيطالية روما من أجل متابعة أحد الدربيات الكبرى في إيطاليا وأوروبا كلها بين قطبي المدينة أي أس روما ولاتسيو وذلك خلال مباريات السبت  الكروي الكبير في الدوري الإيطالي

    منافسة ولدت منذ اليوم الأول لتأسيس نادي روما، حينها كان الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني يرغب في بناء فريق قوي للجنوب الإيطالي قادر على إيقاف هيمنة الشمال الإيطالي على كرة القدم فكان قراره بضم أندية العاصمة كلها في نادي واحد

    اتحدت ثلاثة أندية مع بعضها البعض ليتكون فريق روما، فقط لاتسيو رفض الإندماج معهم نظرا لكونه الأكبر بينهم والأكثر إستقلالا ونجاحا على المستوى المادي، بالتأكيد كون موسوليني نفسه ومعه سكرتيره أحد محبي الفريق ساهم في خروج الفريق من الدمج

    ولدت منذ اليوم الأول الكراهية والمنافسة بين الطرفان، جماهير روما تعتبر نفسها الممثل الوحيد للمدينة حتى لو ولدت بعد 27 عاما من لاتسيو، لماذا؟ لأنها تحمل أسم المدينة وألوانها وشعار الذئب هو شعارها وجماهير الفريق تسكن طبقات المدينة الراقية بجانب عددها الأكبر بعكس لاتسيو الذي يحمل أسم المقاطعة كلها ويتخذ النسر شعارا له وجماهيره تسكن في القرى والمناطق المحيطة بالعاصمة

    روما يحمل ألوان الفاتيكان الصفراء والحمراء الخاصة بإمبراطورية روما وشعارهم الذئب المرتبط بإله الحرب المرتبط مارس، بينما لاتسيو يحمل شعار النسر وألوانه الزرقاء خاصة مرتبطة أكثر بالحضارة اليونانية لذلك جماهير روما تعتبر نفسها الأحق بتمثيل المدينة

    نحن نحمل أسم المدينة وألوانها وشعارها، كيف رفض لاتسيو كل ذلك في 1900! يالهؤلاء الرعاه

    هكذا تصف جماهير روما منافسيهم من جماهير لاتسيو ب”الرعاه”بينما الطرف الأخر يتخذ من العنصرية دائما نلجأ له ضد جماهير الذئاب، في 1999 رفعت جماهير لاتسيو لافتة طولها 50 متر مكتوب عليها

    أشفيتز هي مدينتكم والأفران هي بيوتكم

    ذلك في الإشارة إلى الأفران التي كان يستخدمها القائد النازي أودولف هتلر لحرق أعداءه في المخيمات

    كما يتعرض دائما لاعبي روما من أصحاب البشرة السمراء إلى هتافات عنصرية كثيرة موجهة ضدها من جماهير لاتسيو التي لا تفتوت فرصة لإستخدام التحية النازية إلا وتستخدمها

    وبسبب غياب الطرفان الدائم عن المنافسة على الالقاب يعتبر الفوز بالدربي هو اللقب الذيي يبحث عنه الثنائي كل موسم

    النجم الإيطالي السابق باولو دي كانيو والذي أحتفل سابقا بأحد أهدافه في روما بالتحية النازية قال

    لا شيء يمكن مقارنته بدربي العاصمة، لا شيء مهم هنا أكثر من هذا

    روما ولاتسيو يهتمان بالفوز بالدربي أكثر من إنهاء الدوري في مركز متقدم

    وذهب الصحفي الإيطالي أوريلو كابالدي لتفسير التنافسية الكبيرة والغضب بين جماهير الفريقان إلى نقطة أخرى فقال

    النقاط تهم ميلان وإنتر لأنهم يتنافسان على الألقاب بينما في روما الأمور مختلفة فكل شيء يتمحور حول الدربي

    جماهير روما ولاتسيو تركز على بعضهم البعض، كرة القدم قضية مهمة في المدينة وتؤثر على سير حياة المواطن في العاصمة

    هنا في روما المواطنون يخرجون أكثر إلى الميادين ويتحدثون مع بعضهم البعض ودائما ما يتجاذبون الحديث والسخرية من بعضهم البعض حول نتائج الدربي

    ملعب أولمبيكو يشبه معبد الكولسيوم التاريخي والفائز بالدربي يقترب من الفوز بالمدينة كلها، هذا هو المهم بالنسبة لجماهير الطرفان

    داخل الملعب يسيطر روما على النتائج أكثر ففي 186 مواجهة سابقة بينهم تاريخيا فازت الذئاب ب70 مباراة منهم مقابل 52 إنتصار فقط للاتسيو بينما التعادل كان حاضرا في 64 مباراة بينهم، الدربي الأول بينهم عام 1929 أنتهى بفوز روما ليبدأ هيمنته على لقاءات الفريقين منذ اليوم الأول

    أما خارجه فالأمور تشتعل دائما بين الجماهير، في 1979 أصبح مشجع لاتسيو فينتشوزو باباريلي أول ضحية من ضحايا شغب الجماهير عندما تعرضت عينه لأحد الشماريخ المقذوفة من الطرف الأخر ليلقى حتفه ويصبح أول حالة وفاة في شغب بين الجماهير في إيطاليا كلها

    وأثناء أحد لقاءات الدربي وتحديدا في مارس 2004 شاهدت جماهير الصف العلوي في الملعب جسد مغطى خارج أسوار الملعب، الأخبار أنتشرت بأن الشرطة التي أصطدمت ببعض الجماهير في الخارج قد قامت بقتل أحد الجماهير لتبدأ أحداث شغب في المدرجات وتتوقف المباراة

    قام رئيس رابطة الدوري الإيطالي حينها أدريانو جالياني بالحديث للحكم وإلغاء المباراة بعد أن تم إستخدام الإذاعة الداخلية لتهدئة الجماهير والتي بالتأكيد لم تهدأ لتخرج إلى الشوارع للإنتقام من الشرطة وينتهي الأمر بإصابة 170 ظابط وعسكري من الشرطة مقابل 13 إعتقال

    الجسد المغطى خارج الملعب؟ المسعفون قامو بتغطية أحد المصابين بالإختناق بسبب الغاز المسيل للدموع ليكون ذلك سببا في إندلاع كل هذا الشغب

    ورغم ذلك إلا أن التاريخ يشهد بأن الثنائي أتحد سويا يوما ما، بعد أحداث شغب تلت مباراة للاتسيو أمام يوفنتوس قامت الشرطة هذه المرة بقتل أحد جماهير لاتسيو بالفعل وهو جابريلي ساندري

    قامت جماهير روما بمشاركة جماهير لاتسيو في الشغب داخل المدينة أعتراضا على مقتل أحد مشجعي الغريم وخرجت جنازته تضم جمهور طرفي المدينة والدربي التالي شهد مظاهرة من الحب متمثلة في ذهاب فرانشيسكو توتي قائد روما رفقة توماس روكي قائد لاتسيو إلى جماهير لاتسيو حاملين صورة سانديري وأمتنعت جماهير الملعب كله عن مناكفة بعضهم البعض

    رفعت جماهير روما في تلك المباراة لافتة كبيرة مكتوب عليها

    في السماء الزرقاء هناك نجم يلمع وداعا جابريلي

    اليوم سيكون الدربي رقم 187 بينهم ومرة أخرى ستتنافس الجماهير خارج الملعب قبل اللاعبين داخله على الإنتصار على بعضهم البعض بالهتافات واللافتات العنصرية منها والتشجيعية