قصص كأس العالم … مهرب كولومبي بطل فضيحة ديجون الكورية

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • قبل عدة أيام من إقامة بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، موقع سبورت 360 يروي في سلسلة أسبوعية وخاصة، أبرز القصص الملفتة والمعبرة التي شهدتها ملاعب المونديال منذ النشأة إلى يومنا هذا.. وهنا في موضوعنا نرصد لكم أحداث مباراة بين إيطاليا وكوريا الجنوبية المستضيف في مونديال 2002 جذبت إهتمام إعلامي بسبب أخطاء حكم اللقاء

    لمتابعة باقي حلقات قصص كأس العالم .. اضغط هنا

    أنتقلت إيطاليا إلى مونديال كوريا واليابان في عام 2002 بتشكيلة مدججة بالنجوم الشابة رفقة المدرب جيوفاني تراباتوني، فقط باولو مالديني وأنجيلو دي ليفيو تجاوزوا الثلاثين في تلك القائمة التي ذهبت مرشحة للوصول بعيدا في المونديال المشترك بعد عامين فقط من هزيمتهم في نهائي يورو 2000 أمام فرنسا

    لم تكن مسيرة إيطاليا سعيدة في البطولة، فوز صعب بهدفين على الإيكوادور وخسارة بهدفين لهدف أمام كرواتيا قبل التعادل مع المكسيك بهدف لكل فريق ليحتل الأزوري المركز الثاني ويتأهل لملاقة احدى الدول المستضيفة كوريا في دور ثمن النهائي

    كانت الأمور غاضبة في إيطاليا بسبب الأداء السيء الذي قدمه رجال تراباتوني في دور المجموعات، المتشائمين تذكروا ما حدث لإيطاليا في مونديال 1966 عندما ودع منتخب بلادهم البطولة بخسارة مفاجئة وغير متوقعة أمام الجار كوريا الشمالية

    بينما الأمور في كوريا الجنوبية كانت مختلفة، لا أحد هناك توقع فوز منتخب بلاده على الأزوري في تلك المواجهة رغم أن كوريا قد تصدرت مجموعتها على حساب الولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وبولندا بل إن الحكومة الكورية أصدرت بيانا تطلب من مشجعيها التعامل بشكل حضاري مع نتيجة المباراة مهما كانت

    أنطلقت المباراة مساء الثامن عشر من يونيو على ملعب مدينة ديجون، إيطاليا دخلت المباراة بدون قلبي دفاعها أليساندرو نيستا بسبب الإصابة وفابيو كانافارو بسبب الإيقاف بينما جماهير كوريا الجنوبية حضرت اللقاء تحمل لافتات حمراء وبيضاء كتب عليها -1966 مرة أخرى- في إشارة لخروج الأزوري السابق على يد العدو السياسي والجار الذي تحولت ذكراه إلى محبة خلال تلك المباراة

    أطلق الحكم الإيكوادوري بيرون ألدمير مورينو صافرته معلنا بداية اللقاء، خمس دقائق فقط وكان يحتسب ركلة جزاء لصالح أصحاب الأرض بعد خطأ أرتكبه كريستان بانوتشي على سول كي هيون، دخل أن يونج هوان مهاجم بيروجيا لتسديد الركلة والتي تكفل العنكبوت جيانلويجي بوفون بالتصدي لها وإبعادها لركلة ركنية

    لم تمضي الكثير من الدقائق حتى نجح كريستان فيري في تحويل ركنية فرانشيسكو توتي إلى داخل شباك أصحاب الأرض ليعلن عن تقدم الأزوري المتوقع في المباراة التي تحول شوطها الثاني إلى ساحة معركة بسبب التدخلات العنيفة المتبادلة بين الفريقان أدت لخروج جيانلوكا زامبروتا وكيم نام من المباراة بسبب الإصابة

    دقائق المباراة تمر وصافرة النهاية تقترب ولكن سول كي هيون كان له رأي أخر ففي الدقيقة 89 من عمر اللقاء نجحت كوريا في تعديل النتيجة بشكل مفاجئ لتنتقل المباراة لأشواط إضافية تلعب بقاعدة الهدف الذهبي فمن يسجل أولا يحصل على بطاقة التأهل لدور الثمانية

    يدخل فرانشيسكو توتي إلى منطقة الجزاء حيث يتعرض لعرقلة في الدقيقة 103 ولكن الحكم مورينيو يطلق صافرته معلنا عن وجود خطأ على توتي بسبب التمثيل ويشهر في وجهة البطاقة الصفراء الثانية وبعدها الحمراء ليتم طرده من المباراة في لقطة غريبة نظرا لأنه تعرض بالفعل للضرب

    لم تمر دقائق قليلة حتى سجل داميانو توماسي هدف الفوز لإيطاليا ولكن أثناء أحتفاله أمام جماهير كوريا مطالبا إياهم بالسكوت وجد أنه يحتفلون عوضا عن ذلك فصافرة مورينو أعلنت عن تسلل لا أساس له من الصحة ليتم إلغاء الهدف وإستكمال المباراة

    قبل دقيقة واحدة من نهاية المباراة تعود كوريا وتنجح عن طريق أن يونج هوان في تسجيل الهدف الذهبي وخطف بطاقة التأهل إلى الدور المقبل لتودع إيطاليا البطولة بفضيحة تحكيمية كبرى، تراباتوني خرج بعد المباراة بإتهام رسمي وصريح للإتحاد الدولي لكرة القدم بتلاعبه في النتائج من أجل الإبقاء على أصحاب الأرض للأدوار النهائية

    بلاتر رئيس الإتحاد الدولي نفسه خرج متحدثا عن الأداء الكارثي لحكم الراية ولكنه أكد على عدم وجود أي تلاعب أو مؤامرة لإقصاء إيطاليا من البطولة

    أبطال تلك المباراة أن يونج هوان والحكم مورينو تأثرت مسيرتهم بتلك المباراة، هوان كان معارا من فريقه بوسان الكوري إلى بيروجيا الإيطالي الموسم السابق للبطولة وفي أول رد فعل لرئيس ناديه الإيطالي لوتشيانو جاوتشو بعد المباراة قال

    لا يوجد لدي نية لدفع أموال للاعب تسبب في تدمير الكرة الإيطالية

    رد فعل كان عفوي وسريع من جاوتشو الذي عاد بعد أيام قليلة وتواصل مع بوسان من أجل شراء عقد اللاعب بشكل نهائي وهو ما رفضه بالتأكيد نظرا لتصريحاته السابقة ضده والتي أعتبرها إهانة لشخصه، هوان أنتظر حتى 2006 للخروج مرة أخرى لأوروبا في مسيرة إحترافية لم تستمر لأكثر من عام رفقة ميتز في فرنسا ودويسبرج في ألمانيا قبل العودة مرة أخرى للدوري المحلي

    أما الحكم مورينو فكان أسوء حظا، تم مهاجمته في الإعلام الإيطالي بكل تأكيد والذي أهتم بعد ذلك بمسيرته المحلية في الإكوادور وتابعها بشكل مفصل

    تم إيقاف مورينو مرتين بعد عودته للتحكيم في الدوري المحلي بسبب سوء قراراته وفي إحدى المباريات قام بإحتساب 6 دقائق وقت بدل من الضائع قبل أن يمد الوقت إلى 13 دقيقة كاملة في المباراة بين يونيفيرستاريا دي كويتا وبرشلونة في الدوري المحلي حتى نجح كويتا في قلب النتيجة وتسجيل هدفين

    بعد تلك المباراة رشح نفسه لعمادة مدينة كويتا وخسر الإنتخابات، التكهنات أشارت أنه حصل على وعود بمساعدته في تلك الإنتخابات حتى يقوم بفعلته التي قام بها في مباراة الدوري المحلي السابقة والتي تعرض بسببها للإيقاف

    بعد عودته من الإيقاف واصل أداءه السيء تحكيميا حتى تم إيقافه مجددا بسبب إشهاره لثلاث كروت حمراء بشكل قاسي في إحدى المبارايات المحلية

    خلال تلك الفترة قامت إحدى القنوات الإيطالية بدعوته للمشاركة في أحد البرامج والتي ستقوم بالتهكم عليه، الغريب أن مورينو وافق على الظهور وخسر كرامته في تلك الحلقة من أجل الحصول على حفنة من المال ظهر أنه بالفل كان يحتاجها فيما بعد

    بعد عودته بدأت الأمور تتحسن قليلا لمورينو فعاد للظهور على القنوات الإكوادورية ولكن هذه المرة كمحلل للمباريات، أنفصل عن زوجته وأرتبط بصديقة تصغره سنا حتى تتلائم مع شهرته

    ولكن في سبتمبر 2010 وخلال رحلة له من الإكوادور إلى نيويورك ظهرت عليه أعراض قليل واضحة لفتت إنتباه رجال الأمن في مطار جون كينيدي وبعد تفتيشه تم العثور معه على ستة كيلوجرامات من المخدرات معلقة داخل ملابسه ليتم القبض عليه وتحويله للمحاكمة التي قضت بسجنه لعامين ونصف

    ستة كيلو جرامات في جيوبه؟ لقد كانت هذه الكمية تجري في دماءه خلال تحكيمه لمباراتنا أمام كوريا

    هذا كان تعليق العنكبوت بوفون عندما تم إخباره عما حدث لحكم تلك المباراة

    لم يقضي مورينو مدته كاملة في السجون الأمريكية بسبب حسن السير والسلوك فكان السجين المثالي هناك ونظم العديد من الدورات الكروية لزملاءه خلال الفترة التي قضاها في السجن هناك قبل أن يتم الإفراج عنه، مورينو أصدر بيانا بعد ذلك للقاضي الفيدرالي وربما للشعب الإيطالي الذي لم ينسى أبدا ما حدث كتب فيه

    من أعماق قلبي أنا أسف أتمنى من الله ومنكم أن تسامحوني