gettyimages

الجواب لا! لكن قبل أن تغلق المقال عزيزي القارئ, دعني أشرح لك كيفية انتقال السائقين بين فرق الفورمولا واحد والأهم من ذلك كيف يدخل سائق ما غمار البطولة.

حسنا, إن كلمة سوق انتقالات غير واضحة في الفورمولا واحد فعلى عكس كرة القدم, لا يوجد فترة معينة لفتح وإغلاق سوق الانتقالات بين الفرق وإذا علمنا بأن فرق الفورمولا واحد هي فقط عشرون, فتلك الفترة لا تعني شيئا لرياضات المحركات.

ضف على ذلك بأن الفرق تتفاوض دائما مع السائقين عند انتهاء عقودهم. وفكرة شراء سائق تحت عقد مع فريق آخر بدفع الاموال الطائلة ليست موجودة. ولكن هذا لا يمنع وجود شروط جزائية إذا قرر الفريق الاستغناء عن سائق أو بالعكس ومن أشهر الأمثلة على ذلك هي تخلي فريق الفيراري عن كيمي رايكونين عام 2010 مع وجود عقد بين الطرفين.

في ذلك العام دفع الفريق الايطالي قيمة الشرط الجزائي لرايكونين ولكن تبقى تلك الحالات نادرة. ففي حالة رايكونين, قام الفريق بتلك الخطوة لأنه استطاع الحصول على خدمات فيرناندو ألونسو والممول الكريم بنك سانتاندير الاسباني.

يمكن أيضا للسائق أن يدفع قيمة الشرط الجزائي للفريق إذا قرر المغادرة وأيضا للعقود بنود معقدة جدا يمكن للسائق أو الفريق أن يستفيد من إحداها لتفعيل فقرة مغادرة .فمثلا في منتصف عام 2004 أعلن باتون بانه سيغادر فريق بار هوندا إلى فريق ويليامز بالرغم من وجود عقد يجبره على البقاء مع فريق بار. وكيل باتون آنذاك استند على فقرة في عقد باتون تمنحه حرية الرحيل إذا لم يستطع فريق بار التزود بمحركات هوندا.فريق بار وقع عقدا مع هوندا ولكن إدارة باتون ادعت بأن الاتفاق ليس نهائي وبذلك لباتون حرية الذهاب.

طبعا فريق بار اعترض أمام الهيئة القانونية لمراجعة العقود لدى الفومولا واحد التي حكمت لصالح الفريق وظل باتون مع فريق بار. وفي النهاية انفصل باتون عن وكيل أعماله و تم تغيير مدير فريق بار هوندا للفورمولا واحد.

الأهم من هذا كله هو كيفية دخول سائق ما إلى الفورمولا واحد ماليا. فبعكس الرياضات الأخرى, رياضات المحركات تكلف الكثير من المال و أي شخص منا ذهب إلى حلبة كارتينغ يعرف هذا جيدا والجيوب أيضا!!

في جميع الفئات الصغرى من كارتينغ وفورمولا 3 أو فورمولا 2 أو اي فئة, يجب على السائق أن يكون لديه مبلغا محترما من المال لكي يستطيع الفريق أن يسير سيارته. تلك الاموال تأتي عادة من رعاة أو في بضع الأحيان من نقود العائلة أو السائق نفسه مثلما حصل مع الراحل نيكي لاودا المنحدر من عائلة غنية.

قد يكون الواقع مؤلم عندما نعلم بأن العديد من المواهب تضيع بسبب المال ولكن في نهاية المطاف الأبطال سيلمعون وسيتوافد الرعاة لأن الموهبة والسرعة لا يمكن إخفاءهما.

بالتالي من المحزن تواجد سائقين شباب موهوبين ولكن يفتقرون للدعم المادي وخصوصا في عالمنا العربي. فلنشجع جميعا الشركات العربية على رعاية السائقين الشباب المميزين فلربما نحصل على هاملتون أو فيتيل من منطقتنا ونرد الالف الفين في الاستثمارات.

تابع الكاتب على الفيسبوك : عالم الفورمولا مع ماهر أجمان