عودة الحصان الجامح .. و أجنحة ريدبول تتكسر!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • شعار ريد بُل

    بعد سنوات طويلة من المعاناة ، و موسمين أخيرين كارثيين. بعد حملات الانتقاد اللاذع و السخرية المريرة، وفى ماتيا بينوتو بوعده.

    مدير أعرق و أهم فرق الفورمولا ١ كان يطمئن باستمرار عشاق هذا الفريق ذو الشعبية الجارفة أن القوانين الجديدة و الشكل الجديد من السيارات ستكون نقطة عودة فيراري للأمجاد.

    الجميع في الوسط الرياضي شكك بمقدرة بينوتو و فريقه على اعادة إحياء سيارة كانت في عداد الموتى في الموسم الماضي، لكن بمجرد أن بدأ موسم ٢٠٢٢ في البحرين ، قالت فيراري كلمتها بوضوح و صهل الحصان الجامح بأعلى صوته في الصخير معلنا عن حقبة جديدة -قد تكون تاريخية- للإيطاليين.

    ثلاث سباقات مرت منذ بداية الموسم كانت فيها فيراري الأقوى و الأسرع و الأكثر موثوقية ، بينما عانى خصومها المباشرون و ترنحوا من أجل الوصول الى خط النهاية.

    تشارل ليكلير – أمير موناكو الصغير كما يطلق عليه- قدم مستويات رائعة في كل سباق و هذا ما أكدته السجلات حيث انتصر في سباقين من أصل الثلاثة و كان صاحب قطب الانطلاق الأول و صاحب أسرع لفة فيهما مما يؤكد أن المونغاسكي لطالما كان و مازال أحد أهم المواهب في الرياضة و أنه يملك خامة بطل عالم كان يحتاج فقط الى سيارة سريعة.

    الريدبول كانت صاحبة خيبات الأمل الأكبر ، فبعد أن أنهت الموسم الماضي بطريقة تاريخية مانحة لقب بطولة العالم للسائقين لسائقها النجم ماكس فيرستابين في الأمتار الأخيرة من الموسم ، و بعد أن قررت الاستحواذ على مصنع محركات هوندا الذي أعلنت الشركة اليابانية عن ايقافه و عدم اهتمامهم بخوض غمار هذه الرياضة في السنين القادمة.

    توقع الجميع أن تضرب ريدبول بقوة منذ بداية الموسم مستغلة سوء سيارة مرسيدس و ابتعادها عن المنافسة، لكن ما حصل كان عكس ذلك تماما ، حيث تفاجئت ريدبول بسرعة و موثوقية سيارة الفيراري الجديدة و في نفس الوقت قدمت ريدبول أحد أسوأ البدايات التي من الممكن أن يتخيلها الفريق و المشجعين على الإطلاق.

    محركات ريدبول الجديدة سجلت خمس انسحابات لأسباب تقنية في أول ثلاث سباقات، اثنان منها لسيارة بطل العالم ماكس فيرستابين كلفته نقاطا غالية جدا في مشوار الحفاظ على لقبه التاريخي.

    وبالرغم من تأكيد مدير فريق ريدبول كريستيان هورنر أكثر من مرة أن الانسحابات الخمسة كل منها كان له أسبابه المختلفة عن الآخر، إلا أن هذا العدد الكبير من المشاكل يدق ناقوس الخطر عن عدم موثوقية محرك و سيارة ريدبول في ظل القوانين الجديدة.

    انسحابات ريد بُل الكثيرة أقلقت الجميع، ولكن خر هورنر بتصريحات مطمئنة وأكد أن تحسين موثوقية سيارة سريعة أسهل من اضافة سرعة على سيارة بطيئة ، وهو تصريح أثار الكثير من الجدل في أوساط الفورمولا ١ حيث اتفق العديد مع هورنر بسبب ما أظهرته سيارة ريدبول من سرعة أثناء السباقات التي أنهتها بسلام بينما كان الفريق الآخر مشككا بقدرة ريدبول على التعافي سريعا من مشكلات المحرك المتكررة.

    بدوره عبر بطل العالم ماكس فيرستابين عن خيبة أمله من الانسحابين التقنين الذي تعرض لهما للصحافة و الإعلام بكل وضوح حيث أكد لوسائل الإعلام أنه لا يفكر الآن بالحفاظ على لقبه بل كل ما يهمه الآن هو الوصول الى خط النهاية في السباقات التي يشارك فيها.

    على صعيد آخر، صدمت السهام الفضية عشاقها و متتبعيها بعد أداء متواضع من السيارة التي توجت بطلة للعالم في المواسم الثمان الأخيرة و لم تعتد على التواجد في الخلف.

    تواضح محرك مرسيدس كان واضحا بسبب معاناة كل الفرق التي تحمل المحرك الألماني في السباقات الثلاث الأولى، و رغم كل المشاكل التقنية كانت انسحابات ريدبول مفيدة جدا لمرسيدس حيث وضعت الفريق في المركز الثاني في بطولة الصانعين و صعدت بالبريطاني جورج راسل الى المركز الثاني في بطولة السائقين مما أعطى تفاؤلا لعشاق السهام الفضية أن الأمور ليست بالسوء الذي توقعوا أن تكون عليه بعدما شاهدوا أداء سيارتهم في بداية الموسم.

    و هذا ما صرح به السائق البريطاني المنتقل حديثا الى مرسيدس جورج راسل حيث أكد أن لا يهم أن تكون سياراتك الأسرع بينما المهم أن تصل بك الى خط النهاية ، و هو النقيض تماما من ما تكلم عنه مواطنه مدير فريق ريدبول كريستيان هورنر.

    لكن الأسئلة الآن تثار عن أداء بطل العالم السباعي السير لويس هاملتون الذي بدا غير مرتاح في السيارة من التجارب الشتوية و سجل نتائج مخيبة بالنسبة لأسطورة الفورمولا ١ الحية و أرقامه المذهلة.

    هاملتون استغل انسحاب سيارتي ريدبول من أمامه و سجل منصة ثمينة و مركزا ثالثا في البحرين و لكنه سجل تراجعا ملحوظا و مخيبا في جدة حيث حل في المركز العاشر في السباق بعد تصفيات سجل فيها المركز السادس عشر في سابقة تاريخية. هاملتون لم يتدارك الموضوع كثيرا في استراليا و حل في المركز الرابع خلف زميله الوافد الجديد مما يؤكد أن الفريق يجب أن يعمل بجد و يقوم بتغييرات كثيرة على السيارة بالتعاون مع هاملتون من أجل ايجاد حلول سريعة تعود بالبريطاني الى مقدمة شبكة الانطلاق مثلما كان على الدوام في الأعوام الأخيرة الماضية.

    بانتقال الفورمولا هذا الأسبوع الى الحلبة التاريخية ايمولا ، هناك الكثير و الكثير على المحك ، حيث على فيراري أن تحافظ على انطلاقتها الصاروخية منذ بداية الموسم بهدف توسيع الفجوة بينها و بين أقرب منافسيها.
    بينما على فريق ريدبول أن يقدم لسائقيه سيارة يمكنها الوصول الى خط النهاية بلا أعطال قبل فوات الأوان و ابتعاد ماكس فيرستابين كثيرا عن دائرة المنافسة و الحفاظ على لقبه.

    و يتوجب كذلك علي فريق مرسيدس ايجاد حلول للكثير من المشاكل التقنية و الميكانيكية في سيارتهم و البحث عن تغييرات تتناسب مع قيادة بطل العالم سبع مرات لويس هاملتون ليتمكن من اللحاق بركب المقدمة سريعا.