ملخص جائزة تركيا الكبرى من بطولة العالم للفورمولا 1

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سعودي 360 – بدأت فرق الفورمولا 1 المرحلة الأخيرة من هذا الموسم، حيث تفصلنا 7 جولاتٍ لمعرفة من سيتوج بلقب بطولة العالم للسائقين والصانعين في هذه المنافسة المتقاربة بين سائق فريق مرسيدس، لويس هاميلتون، ومنافسه في ريد بُل، ماكس فيرشتابن. إذ أن حلبة أسطنبول بارك ستكون مسرحًا للفصل الأحدث في هذه المعركة، ويتصدر هاميلتون الترتيب بفارق نقطتين فقط أمام فيرشتابن، وهو فارق لا يُذكر بعد 15 جولة، ويمكن أن تتغير موازين القوى بأبسط الظروف، حيث سيكون كل خطأ مكلفًا جدًا.

    الأيام التي سبقت جائزة تركيا الكبرى شهدت تحدث سائق فريق ماكلارين لاندو نوريس عن الخسارة المؤلمة التي تعرض لها في سباق جائزة روسيا الكبرى، عندما خسر فرصة الفوز بسباقه الأول في الفورمولا 1 في اللفات الأخيرة، رغم تصدره لمعظم اللفات، بسبب قرارٍ استراتيجي خاطئ بعدم تبديل إطاراته عندما بدأت الأمطار بالهطول في حلبة سوتشي. نوريس تطرق إلى الضغط النفسي الهائل الذي يتعرض له سائقو الفورمولا 1، ولكنه أكد أنه مستعد للعودة بقوة في الجولات المقبلة.

    أما على صعيد جائزة السعودية الكبرى، التي تستضيفها حلبة كورنيش جدة، فإن الأيام التي سبقت مجريات جولة تركيا شهدت الإعلان عن الممول الرئيسي شركة stc، ولتُعرف الجولة باسم ‘جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1’، بالترافق مع الإعلان عن شعار حلبة كورنيش جدة.

    الخميس

    كان يوم الخميس حافلًا بالتأكيد، بالنسبة لجائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1، حيث أُعلن عن برنامجٍ ترفيهي لألمع النجوم العالميين الذين سيحيون حفلاتٍ موسيقية يومي السبت والأحد بعد انتهاء الحصة التأهيلية والسباق تباعًا، وتتألف القائمة من جاستن بيبر، دافيد غيتا، أيساب روكي، جيسون ديرولو، وتييستو، بينما سيتم الإعلان عن النجوم الذين يحيون حفلاتٍ موسيقية يوم الجمعة خلال الفترة المقبلة.

    تُعتبر هذه الحفلات الموسيقية جزءًا من كل جائزة كبرى على روزنامة الفورمولا 1، إذ أن الجولات ليست ‘رياضيةً’ فقط، وإنما هي ترفيهية أيضًا، وتكون هناك عروض دائمة وحفلات لألمع النجوم.

    لكن يمكننا القول، بثقة، أن جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 نجحت، في نسختها الأولى، في استقطاب قائمة من أهم النجوم الذين سيلهبون الجماهير، وستكون هذه الحفلات متاحة لكل شخص قام بشراء تذكرة للجائزة الكبرى.

    وبالحديث عن التذاكر، شهد الخميس طرح تذاكر اليوم الواحد لفئة المدرجات للبيع، لتكون باقات التذاكر ملائمة لجميع عشاق الفورمولا 1.

    بالعودة إلى مجريات جائزة تركيا الكبرى، بدأت الشائعات يوم الخميس حول إمكانية تغيير فريق مرسيدس لوحدة الطاقة على متن سيارة لويس هاميلتون، وبالتالي حصوله على عقوبة التراجع من مركز تأهله، لضمان إكمال الموسم دون أية مشاكل، ولكن لم تكن هناك أية تأكيداتٍ.

    يأتي ذلك بخلاف استراتيجية فريق فيراري، الذي أكد يوم الخميس أن سائقه كارلوس ساينز سيستخدم وحدة الطاقة الجديدة، وبالتالي سينطلق من مؤخرة الترتيب، وأعرب الإسباني عن انتظار السباق بفارغ الصبر ليتبع سياسةً هجومية وللضغط بأقصى ما لديه مع المحرك الجديد.

    كما تحدث جورج راسل، الذي سيكون زميل لويس هاميلتون السنة المقبلة في مرسيدس، عن سرعته وتأديته في الجولات الماضية، خصوصًا منذ جائزة المجر الكبرى، إذ كان بإمكان فريق ويليامز، بسيارته المتواضعة، تسجيل العديد من النقاط، كما صعد راسل إلى منصة التتويج بالمركز الثاني في سباق بلجيكا، وأكد البريطاني أنه لم يكن يتوقع تحقيق مثل هذه النتائج في بداية الموسم.

    أما بالنسبة لسائق فريق ريد بُل ماكس فيرشتابن، والذي يطارد لقبه العالمي الأول ويسعى لكسر سيطرة مرسيدس وهاميلتون، أكد، رغم تأخره عن هاميلتون بفارق نقطتين في الترتيب، أنه لا يشعر بضغطٍ إضافي، وأن عدم فوزه بلقب البطولة ‘لن يغير’ من حياته.

    الجمعة

    انتظر الجميع تجارب الجمعة في حلبة أسطنبول بارك، نظرًا لأن سطح الحلبة العام الماضي كان زلقًا للغاية، وافتقر للتماسك بسبب طبيعة الأسفلت، ولكن كانت هناك عدة وعود من المنظمين بأن الوضع أصبح أفضل في موسم 2021.

    بالفعل، كان من الواضح تحسن مستويات التماسك جذريًا في اللفات الأولى من التجارب. وما أن توجه لويس هاميلتون إلى الحلبة، كان هناك تأكيد من الاتحاد الدولي للسيارات أنه يستخدم محرك الاحتراق الداخلي الرابع على متن سيارته، وبالتالي حصل على عقوبة التراجع 10 مراكز من مكان تأهله.

    كانت هناك، على الفور، عدة تساؤلاتٍ بين مشجعي الفورمولا 1 عن سبب حصول هاميلتون على عقوبة التراجع 10 مراكز فقط، وليس التراجع إلى مؤخرة الترتيب كما حصل مع فيرشتابن في جولة روسيا.

    التفسير بسيط: وحدة الطاقة لسيارة الفورمولا 1 تتألف من عدة قطع: المحرك، الشاحن التوربيني، نظام استعادة الطاقة الحركية، نظام استعادة الطاقة الحرارية، إلكترونيات التحكم، ومخزن الطاقة. تغيير قطعة وحيدة من أنظمة وحدة الطاقة، وتجاوز الحدود المسموحة، سيعني التراجع 10 مراكز من مكان التأهل، وتغيير أية قطعة إضافية ستؤدي إلى زيادة هذه العقوبة.

    هاميلتون قام بتغيير المحرك فقط، وبالتالي سيتراجع 10 مراكز من مكان تأهله، في محاولةٍ للحد من الأضرار والتمتع بفرصة لدخول دائرة المنافسة في السباق.

    قد يكون قرار مرسيدس صائبًا، إذ أن هاميلتون كان الأسرع، بفارق مريح، في حصتي التجارب الأولى والثانية وأظهر أداءً قويًا، وبالتالي ربما يتمكن من تعويض تأخره في السباق، خصوصًا وأن فيرشتابن عانى مع سيارة ريد بُل، بألوانها المميزة في هذه الجولة كتحية لشركة هوندا التي ترحل عن الفورمولا 1 نهاية الموسم الحالي.

    فيرشتابن عانى من انزلاق القسم الأمامي للسيارة بشكلٍ ملحوظ، والافتقار للتوازن المثالي، وكان عليه إجراء عدة تعديلات في معايير الضبط دون الوصول إلى مستوى ارتياح هاميلتون مع سيارة مرسيدس في هذه الجولة، إذ كان التفوق واضحًا لمرسيدس سواءً في تجارب محاكاة الحصة التأهيلية، مع كمية قليلة من الوقود، أو في تجارب محاكاة السباق مع كمية كبيرة من الوقود.

    كما أظهر فريق فيراري أداءً مميزًا في حلبة أسطنبول بارك في تجارب الجمعة، ومن الواضح أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح، علمًا أن لا شيء سوى الفوز سيكون نتيجةً مقبولةً لفريقٍ بحجم فيراري، وبحجم الموارد التي يمتلكها الصانع الإيطالي، ولكن هناك عدة مؤشرات إيجابية في الوقت الحالي.

    السبت

    توقعت الأرصاد الجوية هطول الأمطار يوم السبت في حلبة أسطنبول بارك، وهذا ما حصل في حصة التجارب الثالثة التي شهدت عدم رغبة السائقين في المخاطرة، والاكتفاء بإكمال بعض اللفات السريعة للتعرف على مستويات التماسك ومعرفة ظروف الحلبة استعدادًا لإمكانية مواجهة ظروف مشابهة في الحصة التأهيلية التي تحدد ترتيب شبكة الانطلاق.

    ولكن الأمطار هطلت بشكل محدود في بداية الحصة التأهيلية فقط، وكان بإمكان كافة السائقين استخدام الإطارات الملساء الخاصة بالحلبة الجافة طوال الوقت، وكان التفوق لمصلحة هاميلتون الذي سجل توقيتًا قياسيًا جديدًا.

    إلا أن عقوبة هاميلتون تعني انطلاقه من المركز 11 فقط، بينما ينطلق زميل هاميلتون في مرسيدس، الفنلندي فالتيري بوتاس، من المركز الأول أمام فيرشتابن، وأثبت شارل لوكلير تحسن أداء فيراري بتحقيق مركز الانطلاق الثالث.

    رغم انطلاق هاميلتون خارج المراكز الـ 10 الأولى، أكد في تصريحاته أن أولويته التفكير بالفوز بالسباق، ولا شيء سوى الفوز، لكن مهمته ستكون صعبةً، بينما يتّكل فريق مرسيدس على بوتاس لضمان عدم تقدم فيرشتابن إلى الصدارة في سباق الأحد.

    الأحد

    حقق سائق فريق مرسيدس فالتيري بوتاس فوزه الأول في موسم 2021 من بطولة العالم للفورمولا 1، حيث اجتاز خط النهاية بالمركز الأول في جائزة تركيا الكبرى متفوقًا على ثنائي ريد بُل ماكس فيرشتابن وسيرجيو بيريز، بينما جاء زميل بوتاس في الفريق لويس هاميلتون بالمركز الخامس.

    اتجهت كافة الأنظار إلى المنعطف الأول في حلبة أسطنبول بارك. ينطلق بوتاس من المركز الأول، وليس لديه شيء ليخسره، هو غير منافس على لقب بطولة العالم، بخلاف فيرشتابن المنطلق إلى جانبه، الذي عليه أن يكون حذرًا.

    انطلق السباق على حلبة مبتلة، ولكن ليس بشكلٍ كبير، حيث استخدم السائقون نوعية إطارات ‘إنترميديت’ خاصة بالحلبة الرطبة، غير المبتلة بالكامل، واحتفظ بوتاس بتفوقه وصولًا إلى المنعطف الأول أمام فيرشتابن.

    أما بالنسبة لهاميلتون، والذي أراد تعويض تأخره بأسرع وقت، بدأ مهمته بالضغط إلى أقصى الحدود في اللفات الأولى، وتقدم إلى المركز السادس بحلول اللفة العاشرة.

    لكن هاميلتون واجه صعوبةً بعد ذلك، حيث كان عليه تجاوز سائق فريق ريد بُل سيرجيو بيريز ليتقدم إلى المركز الخامس، ولكن الأخير دافع عن مركزه بشكلٍ مثالي عند المنعطفات الأخيرة للفة 35، ولم يترك مجالًا لبطل العالم 7 مرات، حيث لعب بيريز دورًا أساسيًا في مساندة زميله فيرشتابن، وضمان عدم تقدم هاميلتون عبر الترتيب.

    كانت الظروف مميزة في حلبة أسطنبول بارك، حيث كانت الأمطار تهطل، ولكن ليس بغزارة، بالتالي لم تتحسن مستويات التماسك في المسار، وكان من الصعب اتخاذ القرار الاستراتيجي الصحيح.

    اتجه فيرشتابن إلى مرآب فريقه لاستبدال إطاراته بمجموعةٍ جديدة من الإطارات الإنترميديت في نهاية اللفة 36، واختار فريق مرسيدس عدم المخاطرة مع بوتاس واستدعاء الفنلندي في اللفة التالية، ليواصل سباقه في الصدارة وليحكم سيطرته لحين اجتياز خط النهاية بالمركز الأول والفوز بالسباق.

    لكن فريق مرسيدس اتبع استراتيجية مختلفة مع لويس هاميلتون، حيث كانت سرعة هاميلتون مع الإطارات المستهلكة جيدةً وبنفس سرعة متصدري السباق.

    هاميلتون تواصل مع فريقه عدة مراتٍ وأكد عدم رغبته بإجراء توقف، وأن إطاراته بوضعٍ جيد. لكن كان لدى فريق مرسيدس معلومات ومعطيات أكبر، إذ أن عدم إجراء هاميلتون لتوقف مبكر للانتقال إلى مجموعة جديدة من الإطارات لم يكن قرارًا صحيحًا.

    حيث بدأت سرعة هاميلتون، بالمركز الثالث في اللفات الأخيرة من السباق، بالتدهور بشكلٍ ملحوظ، وقرر الالتزام بقرار مرسيدس وإجراء توقف في نهاية اللفة 50، من أصل 58 لفة في السباق، ولكنه كان قد تأخر بشكلٍ كبير.

    إذ كانت الحلبة رطبة، ولكنها غير مبتلة بشكلٍ كبير، وبالتالي لم تكن ملائمة للإطارات الإنترميديت الجديدة التي كانت بحاجة لعدة لفاتٍ لوصول حرارتها إلى الدرجة المثالية، وعانى هاميلتون من ظهور الحبيبات على إطارات سيارته، ليفتقر للتماسك، واكتفى بالمركز الخامس.

    اجتاز شارل لوكلير خط النهاية بالمركز الرابع لمصلحة فريق فيراري، بينما حقق زميله كارلوس ساينز المركز الثامن في يومٍ إيجابي لفيراري حيث اكتفى فريق ماكلارين، المنافس المباشر، بتحقيق المركز السابع فقط مع لاندو نوريس.

    هذه النتيجة تعني عودة فيرشتابن إلى صدارة بطولة العالم للسائقين، بفارق 6 نقاط أمام هاميلتون، مع تبقي 6 جولات على نهاية الموسم.

    تتجه الفورمولا 1 الآن إلى حلبة COTA في أوستن، الولايات المتحدة الأميركية، في سباقٍ سيكون ممتعًا بالتأكيد في هذه المنافسة المتقاربة على لقب بطولة العالم لموسم 2021.

    أقسام متعلقة