هل بإمكان الفورمولا إي أن تشكل خطراً على الفورمولا واحد ؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • يوم الجمعة الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري سينطلق الموسم الجديد من بطولة الفورمولا إي في شوارع مدينة الدرعية في المملكة العربية السعودية.

    الموسم يبدو واعدا مع الجيل الجديد من السيارات الجديدة الرائعة كليا والتي تعرف بالGen 2  بالإضافة إلى العديد من السائقين النجوم أمثال فيليبي ماسا, ستوفيل فاندورن, جان اريك فيرن والعديد من السائقين المميزين.

    هذه البطولة الجديدة تنال المديح من كافة أرجاء المعمورة  لجمالها والتنافسية العديدة دون أن نغفل بالطبع عن صداقتها للبيئة بانبعاث كربوني معدوم نظرا لكون المحركات كهربائية بالكامل فهل من الممكن أن تشكل هذه الفئة خطرا على الفورمولا واحد ملكة رياضة المحركات في المستقبل؟

    إذا نظرنا إلى أرقام الفورمولا إي نجد بأن مستوى المتابعة في تزايد مستمر ضف على ذلك حقيقة كون السباقات داخل المدن فبالنتيجة الفورمولا اي سهلة الوصول للمشاهد العادي الذي لن تغريه فكرة الذهاب إلى حلبة بعيدة لحضور سباق معين كما في الفورمولا واحد. يكفي معرفة بأن حلية بول ريكارد في فرنسا على سبيل المثال قريبة نسبيا من مدينة مارسيليا ولكنها تبعد 820 كيلومترا عن باريس!

    هذا الآمر يعطي جاذبية كبيرة للمدن لاستضاف السباقات بحكم عدم الاضطرار إلى دفع تكاليف طائلة لبناء الحلبات والمشاكل اللوجستية الناجمة عنها وما استضافة مدينة الدرعية ومراكش لسباق فورمولا إي إلا مثال على ذلك. بالإضافة إلى الدعاية الكبيرة التي تحصل عليها المدينة المضيفة. لا أحد يرفض التواجد بنفس اللائحة مع مدن مثل باريس ونيويورك!

    أما إذا نظرنا إلى مستقبل السيارات بشكل عام فسنلاحظ مباشرة بأن النزعة العالمية اليوم تتجه باتجاه السيارات الكهربائية فمن الطبيعي أن تكون سيارات تسابق كهربائية بالكامل هي الخطوة التالية ولربما الفئة الملكة في عالم المحركات في المستقبل البعيد.

    من المحتمل تنازل أعداد مشاهدة الفورمولا واحد باتجاه الفورمولا إي وهذا يشكل تحدي لمنظمي الفورمولا واحد ولكن في نهاية المطاف يظل للفورمولا إي تحديات عديدة عليها التغلب عليها

    سيارات الفورمولا اي وعلى الرغم من تطورها تبقى بعيدة عن سرعات الفورمولا واحد مع محركات الاحتراق الداخلي. سيارة الفورمولا اي تستطيع الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 280 كم\ساعة قارن تلك السرعة مع الفورمولا واحد التي ممكن أن تصل الى 360 كم\ساعة وستلحظ الفرق

    أضف إلى ذلك عمر بطاريات الفورمولا اي .السيارة لا تستطيع أن تكمل مسافة نصف سباق من 45 دقيقة أي  بعد حوالي 20 دقيقة على السائق تغيير السيارة بالكامل. هذا الأمر يعطي وقفات صيانة مميزة ولكن على أرض الواقع هذا ليس إعلان جيد للرياضة ولفكرة المحركات الكهربائية بشكل عام

    أما بالنسبة للتكاليف والنقود الموجودة على الطاولة, تبقى الفورمولا اي بعيدة عن ميزانيات الفرق في الفورمولا واحد أي أن الفورمولا اي لا تزال تعتبر رياضة ثانوية. ولكن جزء من خفض النفقات ناجم عن توحيد الاتحاد الدولي عددا لا بأس به من القطع بين الفرق المختلفة أي أن المصنعين لا يحتاجون إلى ميزانيات كبيرة للتطوير والتصنيع ولكن في الوقت نفسه التكاليف في الفورمولا واحد تزداد بشكل اعتباطي مؤدية إلى خلل في توازن الفرق وصعوبة دخول تلك الرياضة والاستثمار بها فلربما تكون الفورمولا إي ملاذا آمنا للمستثمرين والرعاة في السنوات القادمة.

    الأمر الآخر الذي يمكن أن يزعج بعض المتابعين هو صوتها الخافت. بالفعل يمكن أن يكون الصوت غريب لأول وهلة ولكن الأذن تعتاد عليه سريعا. على كل حال يبقى الصوت مميزا عند السرعات العالية ولكنه مختلف

    يمكن للبعض أن يقول بأن المحركات الكهربائية هي المستقبل ولربما بعد أعوام عديدة ستندثر المحركات التقليدية ومعها الفورمولا واحد ولكن لا أظن بأن هذا الاحتمال واقعي. ها نحن في العام 2018 وما زلنا نستمتع بسباقات الخيل والفروسية. هل الخيل وسيلة النقل المعتمدة في حياتنا؟ لا ومثلها محركات الاحتراق الداخلي ستبقى على الحلبات على أقل تقدير وسيبقى صوتها واسمها في الأذهان.

    في النهاية يمكننا القول بان الفورمولا إي بإمكانها منافسة الفورمولا واحد في مجالات عدة ولكن يبقى الأساس هو التعاون بين الفئتين لتحقيق قفزات نوعية في التسابق وفي سياراتنا اليومية لكي نشعر بالمتعة ونحافظ على كوكبنا بنفس الوقت.

    تابع الكاتب على الفيسبوك : مقالات الفورمولا واحد مع ماهر أجمان