ميسي ومبابي وصلاح

موقع سبورت 360 – هناك شبه اتفاق بين الجماهير على أن المنافسة بين ليونيل ميسي نجم برشلونة وكريستيانو رونالدو مهاجم يوفنتوس هي الأقوى والأمتع على مر التاريخ، فما حققاه على مدار عقد ونصف من الزمن أمر يصعب تكراره، وربما لن نرى له مثيل لفترة طويلة جداً.

ميسي ورونالدو سيطرا بشكل مطلق على الجوائز الفردية خلال فترة التنافس بينهما، وفي كل عام كان يتواجد لاعب مختلف يحاول مجاراتهما بموسم تاريخي، ورغم ذلك لم يتمكن أحد من انتزاع أي كرة ذهبية منهما حتى جاء لوكا مودريتش نجم ريال مدريد.

ونعيش الآن الأنفاس الأخيرة من هذه المنافسة التاريخية، وبدأ البعض يتحدث عن فترة ما بعد ميسي ورونالدو، ولو ألقينا نظرة على الساحة الكروية، لن نجد أي لاعب شاب قريب من مستواهما وقادر على تقديم نصف ما حققاه، باستثناء كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان.

لماذا كيليان مبابي بالتحديد سيستلم الراية بعد ميسي ورونالدو؟

أولاً وقبل كل شيء، الموهبة التي يملكها هذا اللاعب تفوق أقرانه بمراحل، وهذا شيء يمكن ملاحظته بالعين المجردة ولا يحتاج للاستعانة بأية أرقام لإثباته، سرعة كبيرة، القدرة على المراوغة، ذكاء بالتحرك، تمركز ممتاز، القدرة على الصناعة، وموهبة فطرية في التهديف، من الصعب أن تتوافر جميع هذه المميزات في لاعب واحد، لكن مبابي يثبت يوم بعد الآخر أنه قادر على الوصول لمستوى البرغوث والدون.

أمر آخر يجب الإشارة إليه هو العقلية التي يتمتع بها مبابي، فهو لا يقبل أبداً أن يكون مجرد لاعب جيد، دائماً يسعى للتطور، ويسعى جاهداً ليكون الأفضل، مقتدياً بكريستيانو رونالدو الذي يعد مثله الأعلى، وهذا أمر ميّز الدون والبرغوث عن باقي أساطير اللعبة في الثلاثين عاماً الأخيرة.

مبابي يملك قوام جسدي جيد، وليس من نوعية اللاعبين الذين يتعرضون للإصابة بشكل مستمر، وإن اهتم بهذا الجانب، فلن يتمكن أحد من منافسته بعد انتهاء حقبة رونالدو وميسي، لاسيما وأنه ما زال يبلغ 20 عاماً فقط.

آخر ما يمكننا تسليط الضوء عليه هو عدم وجود منافس حقيقي لمبابي، على الأقل لا يبدو أن هناك لاعباً قادراً على مجاراته بين أبناء جيله، وهذه خاصية تعطيه أفضليه على ميسي ورونالدو لتخطيهما، لأن الأخيرين تقاسما الجوائز الفردية والألقاب، بينما لا يبدو أن هناك من سيأتي ويقاسم مهاجم باريس الشاب، لكن بشرط أن يتواجد في فريق يحقق الألقاب بشكل مستمر على الصعيدين المحلي والأوروبي.

الأرقام تؤكد قدرة مبابي على تحطيم أرقام ميسي ورونالدو مستقبلاً

مبابي بدأ مسيرته متفوقاً على رونالدو وميسي بفوزه بلقب كأس العالم وما زال لم يكمل عامه 19، صحيح أنه كان محظوظاً باللعب مع منتخب قوي جداً يضم لاعبين ممتازين في جميع المراكز، لكنه كان الأفضل في فريقه والأكثر حسماً في مباريات المونديال، والفضل الأكبر يعود له بالفوز باللقب الثاني في تاريخ الديوك.

وتمكن مبابي من تسجيل 110 أهداف مع موناكو وباريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا، وهو أسرع لاعب في تاريخ كرة القدم على المستوى الاحترافي يصل لهذا الرقم بعد الأسطورة بيليه الذي كان يلعب في الدوري البرازيلي خلال فترة الخمسينيات.

على سبيل المثال، سجل ميسي هدفه رقم 110 عندما كان يبلغ 23 عاماً، بينما وصل الدون لهذا الرقم في سن 24 عاماً، أي أن مبابي يسبقهما بحوالي 3 إلى أعوام، وقادر بالفعل على تخطي أرقامهما التهديفية في نهاية مسيرته الاحترافية إن حالفه الحظ بالابتعاد عن الإصابات وما شابه ذلك.

وسجل مبابي لغاية الآن 17 هدفاً في بطولة دوري أبطال أوروبا التي أصبحت الأهم في سباق الكرة الذهبية، بينما رحل رونالدو عن مانشستر يونايتد وانتقل إلى ريال مدريد في سن 24 عاماً حتى وصل لهذا الرقم، بينما سجل ميسي هدفه 17 خلال عام 2010، وكان يبلغ حينها 23 عاماً أيضاً.