قصف جبهة .. نيمار فاقد الذاكرة ومكتشف مفارقة الظل

رامي جرادات 15:04 15/07/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • يحدث أحياناً أن ننسى جزء بسيط من حياتنا ونسقطه من ذاكرتنا دون أن نعلم السبب، لكن على الأقل، لا ننسى أين نعمل، أو ما نقوم به كل يوم، وإن حدث ذلك، يكون هذا مرضاً يتطلب تدخل العلاج الطبي إن وجد، رغم أنه ليس كل شيء يمكن تفسيره بالعلم، فمثلاً انظروا لحالة نيمار الذي لا يتذكر شيء عن آخر عامين في حياته.

    نيمار ملك الجدل الجديد صرح قبل يومين أن أفضل لحظة عاشها في غرفة خلع الملابس كانت الريمونتادا التي قام بها برشلونة على باريس سان جيرمان في ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا.

    يبدو أن صديقنا يعاني من مشاكل في الذاكرة ولا يتذكر أنه يلعب في باريس سان جيرمان الآن، فلا يعقل أن يصرح لاعب بأن أفضل لحظة في مسيرته هي أسوأ خسارة عانى منها فريقه الحالي، خصوصاً عندما يكون مستقبله الحديث الشاغل لوسائل الإعلام.

    الصحف الفرنسية كانت أكثر براءة مني، اعتبرت أن هذه التصريحات إعلان صريح لرغبته بالرحيل والانتقال إلى برشلونة، لكن الغريب أن مباراة الريمونتادا تحديداً يقال أنها السبب في رحيل نيمار عن البرسا لأنه لم يتم تقديره كما يجب، وهنا ندخل في مفارقة نيمار والهروب من الظل.

    قبل عامين، رحل نيمار عن برشلونة لأنه لا يريد اللعب في ظل ليونيل ميسي رغم أنه صديقه المقرب، كان يبحث عن كتابة تاريخه الخاص والفوز بالكرة الذهبية، وبعد عامين لم يتغير فيهما أي شيء، يريد نفس اللاعب العودة للنادي الكاتالوني واللعب تحت ظل ميسي مجدداً، هل يريد هذه المرة الهروب من ظل مبابي؟

    GettyImages-1071841816

    متابعة مسلسل “dark” الألماني وإدراك جميع تفاصيله ربما أسهل من محاولة فهم ما يحيط بنيمار، تباكي وتذمر لا يتوقف، تصريحات مثيرة للجدل ومهينة للأندية التي يلعب بها، التورط في قضايا اغتصاب، وقضايا مالية لا آخر لها، لدرجة أنه أصبح يذهب للمحاكم أكثر مما يشارك في المباريات، حيث أن الإصابة ليست عذراً للتغيب عن الجلسات القضائية.

    لم يكن الهروب من ظل ميسي السبب الوحيد لرحيله، فهناك أصدقائه البرازيليين في باريس أيضاً الذين حفزوه لاتخاذ هذا القرار، والآن يريد تركهم لأنه يشعر بالحنين لأصدقائه السابقين في البرسا كما تؤكد الصحف الإسبانية، قلت لك لن تفهم ما يريده هذا اللاعب.

    أخطأنا جميعاً عندما قلنا أن نيمار هو الخليفة الشرعي لليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، فبعد بضعة أشهر، سيتم عامه 28، وكل ما جناه حتى الآن بعض التصريحات التاريخية والمراوغات الاستعراضية، طبعاً بالإضافة للأموال الطائلة التي بسببها رفع قضية على النادي الذي يريد العودة إليه الآن، وهي التي ستعوله لإقامة الحفلات عندما ينتقل لبرشلونة مجدداً.

    نيمار قدم درساً مهماً للعالم بكيفية تدمير الذات، ولولا الموهبة الفريدة التي يملكها لربما كان يلعب في سانتوس الآن، إنه نقيض التنمية البشرية والعدو الأزلي لها، حتى ان هذا الاهتمام الذي يسرقه بشكل مستمر سوف يندثر مع مرور الوقت عندما يبدأ مستواه بالتراجع بحكم التقدم في السن، وسيتبقى حينها قصاصات من تاريخ لاعب كان يتوقع له أن يفرض نفسه كأسطورة.

    هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على الأخبار الغريبة وتصريحات نجوم كرة القدم بطريقة حادة وساخرة أحياناً، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.