نيمار يتواجد في نهائي كأس فرنسا .. استوعب الدرس بعد ما خربت مالطا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • من الطبيعي أن يتواجد اللاعب حتى لو كان مصاباً في احتفالات فريقه بالتتويج بالألقاب، من المفترض أن يحضر إلى المنصة الرسمية لمتابعة فريقه في المباريات الهامة والمصيرية، ومن المنطقي أن نشاهده يدعم زملائه باستمرار، هذا ما يفعله أفضل النجوم وأكثرهم تميزاً في الأوقات الصعبة.

    لذلك فإن تصريح أوناي إيمري بشأن تواجد نيمار في مدرجات الملعب لمتابعة فريقه باريس سان جيرمان وهو يخوض نهائي كأس فرنسا ضد ليزيربي ليس شيئاً خارجاً عن المألوف والعرف، بل هو ما يجب أن يحدث، إلا أن هذا التصريح لقي صدىً هائلاً حول العالم.

    تواجد نيمار في نهائي كأس فرنسا يعتبر حدث خاص، ليس لنجومية اللاعب فحسب، بل لأنه لم يتواجد في العاصمة الفرنسية باريس منذ أكثر من شهرين حينما تعرض لإصابة في قدمه اليمنى، وهو ما جعله حدث يلقى تغطية خاصة.

    هل هذا يعني أن نيمار لم يتواجد لدعم فريقه في مباراتي حسب لقب الدوري وكأس الرابطة؟

    هذا هو مربط الفرس، فإن قلنا بأن تواجد نيمار لدعم فريقه في المباريات الحساسة والمصيرية أمر طبيعي  فإن عدم تواجده أمر لا يمكن القبول به، وبمعنى آخر، تواجد اللاعب لدعم فريقه ومساندة زملائه من المدرجات في المباريات الحساسة هو شيء بديهي ولا يجعلنا نشيد به، لكن عدم تواجده فهو أمر شاذ عن القاعدة المألوفة.

    ما حصل أن نيمار لم يتواجد في نهائي كأس رابطة المحترفين الفرنسية ضد موناكو قبل شهر وسبعة أيام من الآن، كما لم يتواجد في مواجهة حسم لقب الدوري الفرنسي ضد موناكو أيضاً في منتصف إبريل الماضي، رغم أن كلا اللقائين يتطلبان أن يتواجد بقية نجوم الفريق ولو على الأقل للاحتفال بالألقاب.

    وربما نعذر نيمار على عدم تواجده في  نهائي كأس الرابطة لأنه أقيم بعد 27 يوم فقط من الجراحة التي أجراها في قدمه، لكن لا يوجد أي عذر يمكن القبول به لعدم تواجده في مباراة حسم لقب الدوري والتي أقيمت بعد 42 يوم من الجراحة، حينها نيمار كان بحالة جيدة وبدأ بفترة النقاهة للعودة إلى الملاعب، وسفره إلى فرنسا لن يعرضه لأي خطر.

    نيمار يلعب البوكر أثناء تتويج باريس

    نيمار يلعب البوكر أثناء تتويج باريس

    نيمار فضل التواجد بالبرازيل من أجل اكمال برنامج علاجه بدون أي توقف ولو لمدة يوم واحد، وهو شيء غير مقبول للاعب بهذا المستوى العالي جداً من النجومية، فإن لم يدعم فريقه بيوم التتويج، ولم يحتفل معهم باللقب كما يجب، فمتى سيحضر من أجلهم إذاً؟ الملفت أن نيمار لم يضع تركيزه أيضاً بمتابعة المباراة خلف شاشة التلفاز، حيث نشر صورة تظهر عدم مبالاته باللقاء والتي يتضح فيها أنه يلعب “البوكر” أثناء مشاهدة لقاء فريقه الحاسم!

    كما لا ننسى بأن باريس كان سيتكفل بدفع تكاليف رحلة أطباء ومعالجي نيمار في البرازيل لمدة يوم أو يومين لمساعدته على إكمال برنامج علاجه بدون أية مشاكل، هذا في حال لم يرغب نيمار بدفع التكاليف التي لا تعني له شيئاً في الحقيقة في ظل الأموال الطائلة التي ينالها من باريس.

    نيمار في محاولة تصحيح الموقف بعد ما خربت مالطا

    ربما يتعجب الكثيرون من هذا الوصف كون وضع نيمار في باريس جيد ولم يتأثر شيء بعدم حضوره لقاء حسم الدوري أو كأس الرابطة، لكن في الحقيقة المسألة ليست كذلك على الإطلاق، فعدم تردد هذه الأنباء كثيراً لا يعني أنه لا يوجد مشكلة.

    في الحقيقة المسألة تتعلق أكثر بشعبية الدوري الفرنسي، عربياً لا يحظى هذا الدوري بالكثير من الشعبية لذلك لا تنقل تفاصيله الدقيقة إلى المتابع العربي، وحتى عالمياً خارج القارة الأوروبية يحصل ذات الأمر، لكن داخل أوروبا لم يكن الحال كذلك.

    نيمار تعرض لانتقادات حادة في إنجلترا، إسبانيا، فرنسا، وغيرها من الدول، مسألة غيابه عن المباريات الحاسمة لم يستطع أحد استساغتها، بل اعتبروها قلة احترام من اللاعب لناديه.

    المشكلة أن تصرف نيمار في الظروف الطبيعية ربما كان سيمر مرور الكرام، لكنه أتى بعد موجة من الجدل الإعلامي حول مكان حصوله على العلاج حيث يقال بأنه فضل العلاج بالبرازيل بقرار فردي منه وعكس رغبة ناديه، كما أنه لجأ للتدخل الجراحي بدعم من أطباء منتخب البرازيل بنية الوصول بأفضل حالة إلى نهائيات كأس العالم 2018.

    1520585230_540763_1520585409_noticia_normal

    وإن كنا نقف مع نيمار بمسألة التدخل الجراحي كون الواجب الوطني هام، بل هو يحصل كل 4 أعوام، خصوصاً إن كان بجميع الأحوال سيبتعد عن الملاعب لفترة من الوقت، فإنني مثل الكثيرين أجد نفسي عاجزاً عن قبول ما يفعله اتجاه ناديه في أمور أخرى.

    نيمار سبق له أن فضل العودة للبرازيل لأسباب شخصية وفريقه تنتظره مباراة هامة في البطولات المحلية ، وهو ما جعله يغيب عن هذه المباراة، أي أننا أمام لاعب يعود لبلاده من أجل أسباب شخصية (يقال أنه لحضور مناسبة اجتماعية تتعلق بعائلته) ويفوت مباراة رسمية، وبالمقابل لا يسافر إلى باريس أثناء تعرضه للإصابة ويفضل متابعة لقاء حسم اللقب خلف الشاشات ولعب البوكر أثناء ذلك. لا ننسى أن بداية الموسم شهدت جدلاً عجيباً حول تنفيذ الركلات الثابتة داخل الملعب بين لاعبي باريس وعلى رأسهم نيمار.

    من أجل هذا كله نقول أن تواجد نيمار الليلة في نهائي كأس فرنسا لن يمحي أخطاء الماضي، بل أنه من الصعب جداً عليه أن يكسب محبة واحترام وسائل الإعلام الفرنسية بعد ما فعله طوال الموسم الحالي إلا في حال قادهم لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا.

    نيمار حكم على علاقته بوسائل الإعلام في فرنسا وأوروبا بالموت سريرياً، هي بحاجة لقوة خارقة حتى يتم إنعاشها، ومن المتوقع أن يصبح مستهدفاً للصحف ليس فقط في كتالونيا بل في مختلف أنحاء أوروبا مع مرور الوقت إن استمر بهذه التصرفات التي تظهر عدم مبالاته اتجاه ناديه.