سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

قاد قطاع عريض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حملة شرسة على ليفربول متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، حيث كانت هنالك مطالبات على مدار الأيام الماضية، بإخضاع لاعبي أحمر الميرسيسايد لفحص منشطات، وذلك بعد سلسلة “اللاخسارة” التي حققها الفريق منذ بداية العام الماضي.

ويتسم لاعبو ليفربول بقوة بدنية رهيبة، وهو ما يسمح لهم بالركض والضغط طوال المباراة دون أن ينال منهم التعب، في وقت يشعر فيه نجوم المنافسين بالعياء والإرهاق، وذلك رغم أن الفريق الأحمر خاض مباريات كثيرة على اعتبار أنه شارك في مونديال الأندية في الشهر الماضي.

اتهامات لا أساس لها من الصحة:

قوة ليفربول تختبئ وراءها عدة عوامل بدنية وفنية ومعنوية، ولأن الكثيرين يحبون الإيمان بالقوالب الجاهزة ويميلون دائماً للإجابات النمطية، فمن السهل جداً الحديث عن أمور تافهة، مثل المنشطات والتحكيم والحظ وغيرها من المبررات التي لا تعطي لفريق يورجن كلوب حقه.

الأرقام والإحصائيات تشير إلى أن ليفربول يركض أقل من منافسيه في جميع البطولات، فالناس يتحدثون دائماً عن قوة الفريق الأحمر في الضغط وفي الضغط العكسي، وبما أننا نعيش في زمن التكنولوجيا، فإننا نستطيع وبكل بساطة معرفة الحالة البدنية لكل الفرق التي تلعب في المستويات العالية.

في دراسة أجراها مختصو تحليل الأداء في المنتخب الإيطالي لأقل من 21 سنة، يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن فكرة الضغط العسكي تحتاج لمجهود بدني أقل مقارنة بفكرة العودة بسرعة للخلف رغم أن الجميع يؤمن بالعكس.

GettyImages-1195526856 (1)

وفي مقابلة صحفية، أماط بيب ليندرس، مساعد يورجن كلوب، اللثام عن الخصلات الحميدة التي يتمتع بها الفريق الأحمر، وشدد صاحب الـ36 عاماً على أن السر يكمن في قدرة اللاعبين على أن يكونوا مجموعة متحدة، تتحرك وفق مرجعيات محددة وثابتة لتحويل الفكرة التكتيكية إلى عادةٍ تسكن في “لا وعي” اللاعبين.

الأفكار التكتيكية التي يرتكز عليها ليفربول في هذا الصدد، هي إرسال الخصم نحو خط التماس لإغلاق زوايا التمرير أمامه، أو الضغط من العمق للتحول بسرعة نحو الثلث الأخير، لأن الفريق وقتها يحتاج لتمريرة واحدة لكي يقف أمام مرمى الخصم.

ويُجيد ليفربول التصرف في كل هذه الوضعيات، لأن الفريق يعرف متى يجب أن يضغط وأين يجب أن يرسل الخصم، ففي هذا الموسم مثلاً تضغط كتيبة يورجن كلوب بشراسة كلما كان مستقبل الكرة في عملية استدارة بطيئة أو عندما يُخطئ الخصم في التمرير أو عندما يستقبل لاعبٌ من المنافس الكرة وظهره للاعبي الريدز.

مساعد كلوب قال في نفس المقابلة السابقة: “يتحدث الناس عن الانتقال من مباراة إلى أخرى..لا، نحن ننتقل من حصة تدريبية إلى أخرى، الأشياء الصغيرة تجعل الأشياء الكبيرة تحدث، عليك التركيز على القيام بالأشياء الصغيرة بشكل صحيح باستمرار”.

والحقيقة أن كلامه صحيح، لأن الفريق الأحمر يُعد من أفضل الأندية التي تهتم بالتفاصيل الصغيرة، فعلى سبيل المثال؛ الجهاز الفني ليورجن كلوب يضم مدرب رمياتٍ للتماس والذي يُدعى داني جرونيمارك.

ويُعتبر داني جرونيمارك المتخصص الوحيد في العالم الذي يستطيع تطوير مهارات اللاعبين في لعب رميات التماس بشكل كبير بل وتحسين تموضع اللاعبين في كل نوع من أنواع الرميات، وهو ما استفاد منه ليفربول في عدة مباريات هذا الموسم، على غرار لقاء توتنهام هوتسبير قبل أسابيع.