فابينيو على اليسار بجوار ساديو ماني

سبورت 360 – إذا كان فيرمينو هو الجندي المجهول هجومياً خلال بداية الموسم الحالي، فإن مواطنه فابينيو كان بمثابة الجندي المجهول في الشق الدفاعي، حيث يقوم البرازيلي بمجهود وافر هذا الموسم، من خلال التغطية العكسية وتكوين حائط صد أول أمام الدفاع، بالإضافة إلى قوته في الصراعات الثنائية والالتحامات البدنية، وقنص الكرة الثانية.

وتعرف الكرة الثانية في إنجلترا بأنها التمريرة التي تأتي بعد التمريرة الأولى هجوميا، وفي أغلب الأحيان تكون هي اللعبة التالية للكرة الطولية في نصف ملعب الخصم، وتحتاج هذه اللعبة إلى لياقة قوية من أجل مواصلة الركض باستمرار، ومحاولة الحصول على التمريرات بعد سقوطها من الهواء إلى أرض الملعب، وهذا ما أتقنه فابينيو هذا الموسم، حيث أنه يقف دائما في انتظارها، ويصعد في كرات عديدة لأداء الكرات الرأسية بنفسه.

فابينيو لديه عقل دفاعي قوي لكنه يتقدم للأمام دون خوف، وهذا يعكس دوره في هذا الجانب. إنه الشخص الذي طُلب منه أن يوفر الحماية في الوقت الذي ينطلق فيها الأظهرة إلى الأمام. تتمثل مهمة فابينو في الحفاظ على الهجمات ومنع المرتدات. إنه يفعل ذلك ببراعة ، حيث يقوم بمعالجة مشاكل أي لاعب آخر في ليفربول.

رباعي خط دفاع ليفربول رفع مستواه لتعويض فابينيو

رغم غياب فابينيو خلال فترة طويلة مؤخراً، فإن ليفربول استطاع تعويض إصابة اللاعب بنجاح، خاصة مع ارتفاع مستوى الفريق خلال بطولتي البريمرليج ودوري أبطال أوروبا، وعدم خسارته أي مباراة، دون نسيان الصلابة الدفاعية الواضحة رقمياً وتكتيكياً، في دلالة على نجاح يورجن كلوب وطاقمه في تعويض البرازيلي بالشكل المطلوب.

فان-دايك-جوميز-روبيرتسون

مما لا شك فيه أن تحسن الدفاع في ظل غياب فابينيو يرتبط بتحسن مستوى المدافعين كأسماء وقدرات فردية. استمر الهولندي فان دايك على رأس نجوم ليفربول بالخط الخلفي، من حيث قدرته على القيادة والتغطية، بالإضافة إلى دوره في إعطاء الثقة لزملائه أثناء الهجوم والدفاع على حد سواء، جنباً لجنب مع ضبط التحولات أثناء المرتدات من الأمام إلى الخلف.

أثر فان دايك بالإيجاب على زميليه جوميز ولوفرين في تقوية الدفاع، خاصة مع إصابة ماتيب الطويلة أيضاً، ليحمي كلوب منطقة العمق بواسطة الهولندي ولاعب آخر بجواره، مع قوة الأطراف دفاعاً وهجوماً نتيجة تواجد أفضل ظهيرين في البريمرليج هذا الموسم، أرنولد على اليمين وروبرتسون على اليسار، ليصبح هذا الرباعي بمثابة التعويض الأول والطبيعي لإصابة لاعب الارتكاز الأول أسفل الدائرة.

دور هندرسون في تعويض غياب فابينيو عن ليفربول

يقول الكاتب جوناثان ويلسون عبر الجارديان نصاً: “قبل عامين، أصدر المصور الألماني كريستيان فييلر كتاباً يضم لقطات استوديو للكلاب أثناء محاولته التقاط علاج مطاطي قذفه من أجلهم. انظر إلى تلك الصور وانظر إلى هندرسون في طلب الكرة. التعبير هو نفسه. التركيز نفسه ، الرغبة ذاتها ، نفس التساؤل المطلق للبقاء على قيد الحياة في عالم يمكن أن تسقط فيه هذه البهجة من السماء”.

هندرسون له دور محوري في نجاحات ليفربول الحالية. القائد لديه الطاقة المطلوبة، الالتزام المنشود، والأهم من كل ذلك التنفيذ الحرفي لما يطلبه مدربه بالحرف، دون زيادة أو ابتكار أو نقصان أوإهمال، لذلك عند إصابة فابينيو وغيابه الطويل، عاد جوردان خطوات للخلف، من المركز 8 إلى المركز 6، أمام لاعبي الدفاع وخلف الوسط، من أجل القيام بدور الارتكاز الدفاعي.

قال خورخي خيسوس، مدرب فريق فلامنجو البرازيلي في تصريحات نشرتها صحيفة “ميرور” الإنجليزية منذ أيام: “هندرسون أفضل لاعب خط وسط في العالم، في مركزه. كلوب لا يستطيع الاستغناء عن هندرسون أبدًا، بينما يقوم أحيانًا باستبدال ثنائي خط الوسط نابي كيتا وجورجينو فينالدوم، أما اللاعبون الآخرون لا يتغيرون”.

هيندرسون-توتنهام

تصريحات البرتغالي في محلها، لأن هندرسون قدم أداء مميز على مستوى العرقلة والافتكاك واللعب الدفاعي المميز. أمام توتنهام في الدوري على سبيل المثال، قام جوردان بعمل 5 عرقلة مشروعة صحيحة، مع 6 صراعات ثنائية ناجحة، بالإضافة إلى صناعته فرصة واحدة مع 2 كرة طولية، مما يؤكد جمعه بين الشقين الدفاعي والهجومي دون مشاكل. إنه نفس الدور الذي كان يقوم به فابينيو قبل الإصابة.

سلبية فابينيو مع ليفربول

كان لدي فابينيو سلبية بسيطة في طريقة لعبه، حينما يصعد خطوات للضغط على حامل الكرة في نصف ملعبه، ليترك مساحات خلفه في بعض الأوقات يستغلها المنافس عند تحوله إلى العمق. يمكن القول أن اندفاع فابينيو في بعض الأحيان يسبب مشاكل لفريقه عند فشل منظومة الضغط، لذلك مع تواجد هندرسون في منطقة الارتكاز الدفاعي، راهن كلوب على تطور مستوى الغيني نابي كيتا كلاعب وسط متقدم، رفقة الهولندي فينالدوم في معظم المواجهات الكبيرة، مع وجود بدائل جاهزة كآدم لالانا وتشامبرلين.

تحسن مستوى كيتا هجومياً بشكل واضح، عاد فيرمينو خطوات كلاعب وسط إضافي، مع قوة فينالدوم في الضغط والافتكاك والعرقلة، ليضغط ليفربول في نصف ملعب منافسيه بهذا الثلاثي، ويترك مهمة شغل الفراغات في نصف ملعبه إلى هندرسون رفقة رباعي الخلف، مما جعل الفريق أفضل وأكثر قدرة على ضبط المرتدات، حتى في حال فشله في قطع الكرة بالثلث الهجومي الأخير.

“الكثافة هي الحل بالنسبة لنا ولأسلوب لعبنا”، يقول بيب ليندرز، مساعد يورجن كلوب، هذا التصريح في حوار سابق، ليؤكد أن الكثافة “الشدة والهجوم بأعداد” هي الأساس في نجاحات فريقه، مما يجعل ليفربول الفريق الأكثر جماعية حول العالم، لأنه لا يتأثر بغياب أي من لاعبيه مهما كان إسمه، والدليل قوة أرقامه الدفاعية، حتى عند إصابة فابينيو الطويلة بالفترة الماضية.