محمد صلاح وساديو ماني

سبورت 360 – يقول بيب ليندرز، مساعد يورجن كلوب عن سر نجاح ليفربول: “هويتا في الحدة، الكثافة، الشدة في كل مكان بالملعب”، ليشرح الساعد الأيمن للألماني طريقة لعب فريقه في وضوح، مؤكداً أن الجهاز الفني بالكامل يطالب لاعبيه بالركض باستمرار، حيث كل شيء متعلق بالتحفيز المتواصل للحصول على عقلية قادرة على افتكاك الكرة بأسرع مما يتخيله الخصم.

يتحدث الكثيرون عن قوة ليفربول في هذا الجانب وذاك، لكن الحقيقة أن الصفة الرئيسية في نجاحات هذا الفريق تكمن في أنهم دائماً في موقف رجل واحد، معاً في الدفاع والهجوم وفي كل مكان، مما يجعلهم فريقاً جماعياً من الصعب هزيمته، ومن المعقد اختيار أحد أفراده ليكون النجم الأول أو الأوحد أو حتى الأهم مقارنة بالآخرين، وهذا يجعل الإجابة على السؤال الرئيسي بأيهما أهم، محمد صلاح أم ماني؟ أمراً في غاية الصعوبة، والتعقيد.

ساديو ماني وصل لمستوى متوحش هذا الموسم، رؤية ولياقة وتمرير وتهديف وقيادة، لذلك من السهل القول بأنه أحد أفضل لاعبي ليفربول حاليا، إذا لم يكن الأفضل، سواء داخل الفريق أو بالنسبة للبريمرليج بالكامل، مما يعني سهولة الاعتراف بأفضليته على حساب صلاح خلال عام 2019، خاصة على مستوى الأداء الفردي وحتى التألق في المباريات الكبيرة.

صلاح في المقابل كان أفضل منه ومن الجميع في ليفربول خلال عام 2018، لكن السنغالي تحسن كثيراً قياساً بتباين أداء المصري في بعض الفترات، ليخطف منه نجومية الفريق بالنسبة لعدد لا بأس به من المحليين والصحافيين، وحتى أساطير الريدز السابقين، لكن عندما نقارن بين الأدوار التكتيكية للثنائي، فإن كل منهما له دوره الذي لا غنى عنه في التشكيلة.


ماني-إيفرتون

قال الأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم مع “كانال بلس”: “أمر مؤسف أن يأتي ماني رابعاً، ولكن برأيي كان هناك عديد اللاعبين المميزين بالعام الحالي. لقد أعطيته صوتي في جائزة الأفضل بالمركز الأول، لأنني معجب به بشدة”.

الحقيقة كلام ميسي يستحقه ماني، لأنه يقدم أشياء عديدة داخل الملعب، ليس فقط الهدف أو حتى الأسيست، بل لديه دور محوري في الصناعة والبناء وجعل طريقة لعب ليفربول أكثر حدة، جنبا لجنب مع ثنائي الأظهرة. من 4-3-3 إلى 4-4-2، فإن ماني تخلى عن دوره الهجومي في مباريات عديدة بالموسم الماضي لكي يصبح لاعب وسط رابع، من أجل زيادة نسبة الفرص وصناعتها جنباً لجنب مع أرنولد وروبرتسون، لتعويض نقص الابتكار الناجم بالمنتصلف، مع الاكتفاء بالثنائي فيرمينو وصلاح بالمقدمة.

بالعودة إلى الخارطة الحرارية الخاصة باللاعب في آخر 4 سنوات، من الطرف الأيمن إلى الأيسر، ثم إلى قلب الملعب قليلا، وعودة إلى الخط الجانبي من جديد، بمنى أنه لا يتوقف عن الحركة بين العمق والأطراف. هناك شيء تغير لاحظه يورجن كلوب في تطور ماني بالثلث الأخير من الملعب، ليستفيد من كامل قدراته. في موسم 2017-18 أحرز ماني 10 أهداف من 70 تسديدة، هدف لكل 7 تسديدات، في 2018-19 سجل 22 هدفا من 87 تسديدة، أي هدف لكل 4 تسديدات.

ماني جزء منه صانع لعب، وجزء جناح بالتبادل مع روبرتسون، وجزء لاعب وسط إضافي لمعالجة الفقر الواضح في الابتكار بارتكاز الريدز، لذلك فإن السنغالي لديه أدواراً مركبة في تكتيك كلوب خلال الموسمين الأخيرين، حيث أنه لا يكتفي فقط بالشق الهجومي والتسجيل، بل لديه أهمية مضاعفة في الحيازة والسيطرة وصناعة الفرص، مما يجعله أقرب إلى صانع اللعب داخل التشكيلة.


صلاح-شيفيلد

صلاح في المقابل دوره مختلف عن ساديو ماني، فاللاعب المصري أقرب إلى الثلث الهجومي الأخير من منطقة الوسط، ويعتبر بمثابة المهاجم الرئيسي في خطة يورجن كلوب، خاصة أن زميله البرازيلي روبرتو فيرمينو يتحرك كثيراً للأسفل، ويربط مع لاعبي الوسط أكثر مما يتحرك داخل منطقة الجزاء، حتى يفتح الطريق أمام سهولة استلام صلاح في القنوات الشاغرة بالقرب من المرمى.

يتمركز صلاح باستمرار بين ظهير الخصم وقلب دفاعه، حيث يملأ أرنولد الفراغات على اليمين كجناح حقيقي لا مجرد ظهير، بينما يتحول فيرمينو إلى المركز 10 أعلى ثلاثي الارتكاز، لذلك فإن دور اللاعب المصري في التشكيلة أقرب إلى التسجيل مقارنة بالصناعة، ويستخدمه المدير الفني لإنهاء الفرص التي تأتي من جانب لاعبي الوسط، الأظهرة، وبقية اللاعبين.

من دون صلاح، فإن أرنولد لن يتحرك بكل أريحية على الخط يميناً، كذلك سيحتاج فيرمينو إلى البقاء داخل الصندوق من أجل التسجيل فقط، وهو ما لا يحبه ولا يجيده البرازيلي على طول الخط، لذلك فإن الدور الخططي للمهاجم العربي لا يقل بأي حال من الأحوال عن أهمية زميله ساديو ماني في التشكيلة، حيث أن كل لاعب منهما ملتزم بالوظيفة التي وضعها كلوب من أجله، دون مبالغة أو تقليل.