ليفربول في العقد الأخير .. من الإفلاس إلى التربع على عرش أوروبا والعالم

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سبورت 360- عالم كرة القدم مثل كل شيء في حياتنا هناك من يجلس ويعيد الذكريات ويبتسم وقتها ويقول كم كانت لحظات عظيمة، وهناك من يريد نسيان بعض اللحظات حتى لا يتذكر ما كان فيها من صعوبات وإخفاقات.

    العقد الأخير من بداية عام 2010 وحتى نهاية سنة 2019، 10 سنوات كاملة شهدت الكثير من التقلبات في عالم كرة القدم، أندية تراجعت ونزلت من فوق عرش البطولات وأخرى عادت إلى مكانها الطبيعي.

    من القصص الملهمة في العقد الأخير هو نادي ليفربول، العملاق الإنجليزي الذي بدأ العقد بمعاناة كبيرة وصلت إلى حد الوقوع في خطر الإفلاس والهبوط إلى دوري الدرجة الثالثة في إنجلترا ولكنه عاد وأنهاه مسيطراً على بطولات العالم.

    اليوم الحديث عن ليفربول بطل أوروبا والعالم أجمع، والذي سيتذكر جماهيره عام 2019 بكل سرور، السنة التي عاد فيها الردز لمكانه الطبيعي مرة أخرى على عرش بطولات كرة القدم.

    ليفربول أنهى العقد تحت قيادة يورجن كلوب بطلاً لبطولات دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، أحرز ثلاثية لم يتمكن أي ناد إنجليزي تحقيقها في عام واحد.

    الرحلة من الشقاء والعناء إلى المجد والبطولات لم تكن سهلة بالفعل، جماهير ليفربول التي عانت كثيراً وتحديداً في العقد الأخير عليها الآن أن تفتخر بفريقها أكثر من أي وقت ماضي.

    E77695CE-90A7-44A0-841D-4E134D048FFB

    ليفربول من الإفلاس إلى التربع على عرش بطولات العالم

    خلال العقد قبل الماضي كان ليفربول يمتلك فريقاً قوياً وقتها بقيادة ستيفن جيرارد، تشابي ألونسو، جيمي كارجير وآخرون قادوا الردز إلى تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا 2005.

    في عام 2007 تم الإعلان عن بيع نادي ليفربول الإنجليزي إلى مجموعة من رجال الأعمال الأمريكان وعلى رأسهما رجالا الأعمال توم هيكس وجورج جيليت ونجحا بالاستحواذ على النادي الأحمر مقابل مبلغ 219 مليون جنية إسترليني.

    الوعود قطعت بعودة ليفربول إلى مكانه الطبيعي بتدعيم الفريق بأفضل الصفقات والإنفاق على النادي من المال الخاص للملاك وعدم الاقتراض من البنوك حتى لا يقع النادي في مشاكل مادية.

    في نفس السنة نجح ليفربول بالوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عندما خسر اللقب أمام ميلان الإيطالي وبعدها في صيف 2007 تعاقد الردز مع المهاجم الإسباني فيرناندو توريس في صفقة أسعدت جماهيره بشكل كبير.

    الأمور في إنجلترا وتحديداً عندما يتعلق الأمر بنادي كبير مثل ليفربول من الصعب أن تختفي، تبين مع مرور الوقت أن الثنائي جورج جيليت وتوم هيكس كانا يسيران العمل والإنفاق على النادي بالاقتراض من بنك “إسكتلندا الملكي” حتى وصلت إجمالي ديون النادي في عام 2010 إلى 350 مليون جنية إسترليني أي أكثر من المبلغ الذي تم شراء النادي به قبل 3 سنوات.

    جيليت وهيكس ملاك ليفربول السابقين

    جيليت وهيكس ملاك ليفربول السابقين

    الأمور وصلت وقتها إلى منطقة مظلمة بالفعل ليفربول كان يدفع مبلغاً قيمته 130 ألف جنية استرليني يومياً للبنك حتى لا يقرر الأخير الاستحواذ على أسهم النادي.

    المشكلة انعكست على فريق الكرة تم بيع الكثير من النجوم لحل هذه المشاكل ولكن لم يكن الأمر كافياً ببيع ماسكيرانو أو تشابي ألونسو أو حتى التفكير في التخلي عن ستيفن جيرارد.

    الأزمة وصلت للجماهير سواء بسوء النتائج داخل الملعب أو حالة النادي خارج الملعب، جماهير ليفربول العريقة المعروف عنها تفاعلها مع كل شيء يخص النادي رفعت لافته في أكتوبر عام 2010 خلال مباراة ليفربول وبلاكبول على ملعب أنفيلد تطالب فيها رحيل جيليكت وهيكس عليها بعض الكلمات الهجومية “237 مليون جنية إسترليني مديونات، جيليت وهيكس غير مرحب بهما هنا”.

    32D49E5C-7C11-4AE3-8C26-F4F647B66D7C

    في أواخر عام 2010 القرار جاء بتخلي الثنائي جيليت وهيكس عن نادي ليفربول وعرضه للبيع، وبالفعل توصلا لإتفاق مع السيد جون هنري مالك مجموعة Fenway sports group الأمريكية، ومن هنا بدأت رحلة الإنقاذ.

    جون هنري ومجموعة FSG ورحلة إنقاذ ليفربول

    B3C15225-7A34-4951-B5F9-17F0EA6EC203

    تولى جون هنري مهمة قيادة ليفربول الإدارية وبالفعل كان يعرف وقتها المشكلة الحقيقية ولم يكن إلا رجلاً صريحاً مع جماهير النادي، ووضع المهمة الأولى وهي القضاء على ديون النادي.

    جون هنري في البداية نجح بالمفاوضات مع البنك بخصم مبلغ كبير من إجمال ديون النادي ونجح بفكره الإداري والاقتصادي الكبير باستغلال اسم ليفربول والعمل على تسويقه من أجل إدخال الكثير من الأموال للنادي.

    في أبريل عام 2011 صرح السيد ويليام جيلارد مستشار رئيس الاتحاد الأوروبي وقتها ميشيل بلاتيني قائلاً:” شكراً لله، تم إنقاذ ليفربول، اشتروا الملاك الحاليين النادي بالديون ونجحوا بإنقاذ الموقف”.

    في أواخر عام 2012 خرج السيد كريستيان بورسلو المدير الإداري السابق لنادي ليفربول متحدثاً عن إنجاز مجموعة FSG ومالكها جون هنري قائلاً:” الناس تمتلك ذاكرة ضعيفة، منذ 15 شهراً فقط النادي كان مهدد بالإفلاس، اليوم نحن في حالة مالية مستقرة”.

    ليفربول اليوم ومع نهاية عقد 2010-2019

    BCE8783D-FB2B-490B-BA63-7FFAA521181E

    نحن لا نتحدث فقط اليوم عن نجاح رياضي وكروي كبير حققه ليفربول في نهاية العقد بالفوز بالثلاثية دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، بل نتحدث أيضاً عن كيان قوي إدارياً واقتصادياً.

    العوائد المالية لليفربول حتى نهاية موسم 2017/2018 حسب صحيفة “ليفربول إيكو” وصلت وبدون حسبة عوائد البث إلى 155 مليون جنية إسترليني.

    اليوم ليفربول قادر على شراء أفضل اللاعبين وأيضاً بيع لاعبيه بقيمة تسويقية كبيرة مثلما حدث مع شراء فيرجيل فان دايك بمبلغ 75 مليون جنية إسترليني وأليسون بيكر 45 مليون جنية إسترليني، وأيضاً عمليات بيع كلاً من سولانكي 20 مليون جنية إسترليني، كينت 7 مليون جنية إسترليني وداني إنجز 20 مليون إسترليني، تشكيلته لديها قيمة تسويقية كبيرة.

    الأمر تحول في بداية العقد من التعاقد مع لاعبين مثل داوني، يوفانوفيتش، كارول، كونشيسكي وآخرين غير قادرين على الدفاع عن قميص ناد في منتصف الجدولة في إنجلترا، إلى التعاقد مع أبرز اللاعبين حول العالم بل والحفاظ على النجوم أيضاً عكس الماضي وعادة بيع أبرز اللاعبين مثل التخلي عن سواريز، توريس وستيرلينج.

    ومن الناحية التسويقية أيضاً ليفربول الموسم القادم سينهي شراكته مع شركة NEW BALANCE للملابس الرياضية وسيمضي عقداً مع شركة نايكي الأمريكية بمبلغ ثابت 30 مليون جنية إسترليني وقد يصل إلى 70 مليون جنية إسترليني في الموسم الواحد بفضل التسويق ونسبة بيع القمصان.

    ليفربول بدأ العقد وهو على بعد خطوات من الإفلاس والدخول في أزمة يصعب الخروج منها ، ولكنه عاد كالكبار لأنه واحد منهم و أنهى العقد بطلاً لأوروبا والعالم أجمع.