سبورت 360 – هل تبحث عن المعنى الحقيقي لجملة “مباراة متكاملة” عد وشاهد ما قدمه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي أمام وصيفه ليستر سيتي في ملعب كينج باور ستاديوم.
ثقة، سرعة، قوة، تعاون، إصرار، صلابة بالكرة وبدونها، حقاً لاعبو ليفربول قدموا لنا المعنى الحقيقي لكيفية تقديم مباراة متكاملة خارج ملعبك أمام خصم قوي وصعب مثل ليستر سيتي هذا الموسم.
ليفربول وسع الفارق مع أقرب منافسيه على لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم إلى 13 ومازال للردز لقاء مؤجل ضد وست هام يونايتد بسبب مشاركته في بطولة كأس العالم.
ليفربول بعد أيام قليلة من فوزه بلقب بطولة كأس العالم للأندية في قطر يعود ويعطي درساً قاسياً لليستر سيتي صاحبي المركز الثاني برباعية نظيفة على ملعب كينج باور.
كل ما تعرفونه عن كرة القدم قدمه ليفربول اليوم من هجوم، دفاع، سيطرة، ضغط، تعاون، فرديات كل شيء نفذه الردز بشكل كامل في مباراة لن ينساها عشاقه.
مباراة كل من شارك فيها قدم ما عليه وأكثر لا يوجد نجم واحد في هذا اللقاء، بل الفريق بأكمله وأولهم المدرب الألماني يورجن كلوب.
لك أن تتخيل أن ليفربول يلعب خارج ملعبه أمام ثاني الدوري الإنجليزي ولم يتلقى أي تسديدة على مرماه طوال المباراة ! رقم كاف لشرح ما حدث في المباراة.
ليفربول واجه فريق يمتلك بين صفوفه هداف الدوري الإنجليزي الحالي جيمي فاردي برصيد ولم يتلقى أي تسديدة على مرماه، نحن لا نقول هدف بل “تسديدة”.
بطل العالم وأوروبا واجه أفضل دفاع في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، قبل هذه المباراة كان ليستر سيتي تلقى في شباكه 14 هدف فقط في 18 في المباراة في اللقاء التاسع عشر أمام ليفربول أصبحوا 18 هدفاً، رقم آخر يشرح ماذا فعل الردز في وصيف البريميرليج.
ليفربول وعلى الرغم من الفوز بأربعة أهداف ولكنه أهدر وتساهل في العديد من الفرص في بداية المباراة، الأمر الذي كان من الممكن أن يقلب الآية عليه في أي وقت.
في مباراة تلعب خارج ملعبك وأمام وصيف الدوري الإنجليزي الممتاز وأقوى دفاع في والدوري ويتاح لك 4 فرص في أول 15 دقيقة وتهدر جميعها، فمن المؤكد أنه سيأتي وقت وستندم على هذه الفرص.
مرة أخرى يغيب عن لاعبي ليفربول التركيز أمام المرمى في مباراة حاسمة، الأمر الذي يصعب الأمور ويجعلها مشدودة في الأوقات الصعبة بدل من حسمها سريعاً.
هذا الأمر يتكرر دائماً مع ليفربول آخرها كان في نهائي كأس العالم للأندية في مباراة فلامنجو عندما أهدر الردز أكثر من فرصة صعبة وسمح لفريق فلامنجو بالدخول في أجواء المباراة حتى تعقد اللقاء ووصل إلى الأشواط الإضافية.
أيضاً أمام ريد بول سالزبورج النمساوي في مباراة حسم التأهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا وفي النمسا أهدر ليفربول العديد من الفرص بنفس سيناريو نهائي كأس العالم وأجل حسم الأمور للشوط الثاني.
هناك مباريات لا بد من حسمها مبكراً، لقاءات تلعب على فترات ويجب استغلال كل فرصة تتاح لك لأن لا تضمن ما الذي سيحدث بعدها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمواجهة وصيف الدوري الإنجليزي.
الشوط الأول بسهولة كان ينتهي بهدفين وثلاثة لصالح ليفربول، في مباراة أخرى وظروف مختلفة كان من الممكن أن تنقلب الآية على الردز في الشوط الثاني.
اليوم قبل هدف فيرمينو في الدقيقة 32، ليفربول كان قد أهدر 4 فرص محققة بطريقة غريبة، وبعد الشوط فيما تبقى من الشوط استمرت السيطرة وتضييع الفرص دون استغلال الموقف وتعزيز النتيجة في نفس الشوط.
نفس الحال في الشوط الثاني، إهدار الكثير من الفرص، كرة القدم لن تساندك كل مرة وتمنح لك الفرص من أجل التعويض.
