ليفربول

موقع سبورت 360- كانوا بضعة شبان يافعين يركضون بالكرة..يخطئون كثيراً ويخسرون وينهزمون..وكان الأشقر مدربهم على الخط يصفق بحماس بأسنانه البارزة وضحكاته الصاخبة والتي جعلته يفقد هينته ولكن من ذا الذي يهتم بفقدان الهيبة؟ في النهاية أنا مدرب كرة قدم – يقول الأشقر لنفسه- وهو تارك لذقنه منبتة على الدوام ويضع القبعة التي تعود أن يلبسها على رأسه كما كان في السجنال أدونا بارك.

انهزموا في أكثر من تحدي قبل أن يصبحوا أبطالاً لأوروبا؟ نعم ولكنهم لعبوا بالشكل الذي يراه المستر ملائماً..ذلك الأسلوب جعل منافسيهم يرونهم وكأنهم فريق مراهق صاحب أفكار بسيطة ويمكن هزمه بسهولة لأن فكرتهم واحدة..

هم يتمحورون طوال السنة حول فكرة واحدة بالاعتماد على السرعات والكثافة في مناطق الملعب المؤثرة والضغط الجماعي على المنافس..واحداً تلو الآخر مدفوعين بقوة صرخات الألماني للضغط ومحاولة جلب الكرة مرة واثنين وثلاثة..والقيام بهجوم مضاد بأعداد تجعل المنافس محتاراً مرتعداً.

كلوب مدرب ليفربول، هو ذلك الرجل الذي قال أنه يرى اللُعبة بشقها الانساني ويؤمن بأنه يُمكن أن تؤثر في اللاعب بالكلمات..مثلما النفس البشرية، فكلنا بشر ونحن نتأثر بالكلمات وحتى الأفلام السينمائية ولذا فهو دائماً ما يذكر فيلم روكي بالبوا الذي شاهده في صغره والذي مازال يلهمه بشكلٍ مستمر حتى بعد ما أصبح من صفوة المدربين الذين يتقاضون أعلى الأجور ويقال اسمهم كل يوم في الشاشات والصحف.

الخسارة قد تكون مرة واثنين .. لكن الطموح أبدي

الخسارة قد تكون مرة واثنين .. لكن الطموح أبدي

مازالت لديه تلك الروح الطفولية الشقية لأنه كما يقول تحمل مسؤولية مبكراً بالزواج والإنجاب في سن صغيرة..فما يُمكن أن تنتظر منه إلا أن يمارس عاداته في التفكير في كرة القدم كطفل حالم..

لكن هذا الشىء الذي رأوه مراهقاً ولن يدوم طويلاً..وهذا الشىء الذي رأوا أنه يعني أنه ليس مدربًا عبقرياً ولا بمحنك هو من جعله في النهايةبطلاً لأوروبا.

كلوب في حفل توزيع جوائز الفيفا كأفضل مدرب في العام

كلوب في حفل توزيع جوائز الفيفا كأفضل مدرب في العام

كانت الحرية في تفكير كلوب هي نفسها التي نقلها للاعبي ليفربول على أرضية الميدان بقمصانهم الحمراء يهجمون على مرمى المنافس بلا رحمة ولا هوادة..ليسوا غزاة بالمعنى الحربي لكنهم غزاة كرويين لمناطق المنافس.

تلك الشخصية التي لديه تحولت في جميع نفوس لاعبيه إلى الصفاء والقدرة على لعب كرات غير متوقعة وأحياناً كرات مرحة ولكنها تصل بك للهدف..

مثل لقطات البرازيلي فيرمينو التي تتمتع بالحلاوة والدهاء والرشاقة في نفس الوقت..ووصل الليفر إلى درجة من القوة والصفاء الذهني جعلت لاعبيه ونجومه الثلاث في خط الأمام..صلاح، فيرمينو وماني يتفننون في عمل رقصات مبتكرة ومدهشة أحياناً في احتفالهم بالأهداف..

إذا أردت أن أؤكد لك أن المفردات التي أستخدمها أصف بها فريق كرة القدم فلن تصدق..صحيح؟..لكن هذا ما تم..ليفربول مثلما غنى محمد منير في مقدمة أغنيته بالضبط هو “الطول – اللعب الطولي-، واللون -أحمر-، والحرية -صدق أو لا تصدق -ألمانية!-“.