لا يوجد شك أن هناك طفرة كبيرة في ليفربول، النادي الإنجليزي العريق الذي عاد مجدداً لمنصات التتويجات بعد غياب أعوام، وتوج ببطولة دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه.

هى قصة لم تنتهي بعد، فترة عظيمة يعيشها عشاق ليفربول العريق في كل مكان، تحت قيادة المدرب المدرب الألماني يورجن كلوب، الذي تشعر وأنه واحد من هذه المدينة العاشقة لكرة القدم وناديها وأنه جزء من قصة هذا النادي الكبير.

نحن نتحدث على واحد من أكبر الأندية الأوروبية والإنجليزية ليفربول يمتلك في تاريخه 6 ألقاب دوري أبطال أوروبا بلقب هذا العام، فقط ريال مدريد 13 لقب وميلان 7 ألقاب أكثر من الردز، و18 بطولة دوري إنجليزي أكثر من جميع الأندية الإنجليزية ماعدا مانشستر يونايتد الذي توج باللقب 20 مرة.

ليفربول تغير كثيراً على جميع المستويات، أصبح يمتلك فريقاً قوياً قادر على منافسة جميع الفرق الأوروبية، لاعبين على مستوى عالي وضعوا نفسهم بين الأفضل في العالم ينافسون الجميع في الخارج ويتنافسون بين بعضهم البعض.

ماذا حدث لكل هذا؟

صلاح وماني، هما ثنائي رائع وأعتقد بدونهما لما حقق ليفربول كل هذه النجاحات الفترة الأخيرة، المصري والسنغالي حققا جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في إنجلترا الموسم الماضي متشاركين في نفس عدد الأهداف 22.

إن لم يكن هناك منافسة بين اللاعبين داخل فريقك اعلم أن فريق لا يمتلك أفضل اللاعبين، طبيعي جداً عندما تمتلك مثل صلاح، ماني وفيرمينو ثلاثة من الأفضل في العالم ستجد بينهم منافسة ولكن بالتأكيد إذا خرجت عن مصلحة الفريق ككل ستهدم كل شيء.

ليفربول قدم أمام بيرنلي أداء شبه متكامل على جميع المستويات الهجومية والدفاعية، ولكن هناك لقطة واحدة فقط أفسدت الكثير من الأشياء حدثت عند خروج السنغال ساديو ماني من أرض الملعب.

هى في الأصل لقطتين، الإثنين من جانب المصري محمد صلاح أظهر فيهما أنانية كبيرة ولم يمرر الكرة في أول مرة لزميله روبيرتو فيرمينو والثانية للسنغالي ساديو ماني.

الأمر تضخم عندما خرج ماني عن شعوره لحظة استبداله وخروجه من الملعب بسبب الكرة التي رفض محمد صلاح تمريرها له داخل منطقة جزاء بيرنلي، لقطة غير مقبولة من بداية أنانية المصري حتى انفعال السنغالي.

صلاح يجب أن يقوم بعمل أفضل في مثل هذه اللقطات، لو شاهده هو بنفسه سيعلم أن التمرير في مثل هذه الحالات وبعد هذا المجهود أفضل من الهدف، نعم الأسيست أحياناً يكون أفضل وأجمل من الأهداف.

ليست مسؤولية يورجن كلوب

هو قالها وشخصياً متفق معها تماماً، المدرب دور أن يساعد ويضع خطة للاعبين للوصول إلى ثلث الأخير ومرمى الخصم، ولكن لن يتدخل في قرار اللاعب الأخير، ليس دور المدرب أن يقول للاعب كيف يمرر أو يسدد.

يورجن كلوب قال بعد المباراة :” لا لن أتدخل، هذه حرية اللاعبين، يجب عليهم هم اتخاذ القرارت داخل الملعب سواء بتمرير الكرة أو لا”.

” هذه اللقطات تتكرر دائماً، يمكنك خسارة الكرة بأشكال عديدة، تسديدها بشكل خاطئ, و أحيانا لا ترى زميلك”.

على صلاح وماني تقييم الموقف

مؤمن تماماً أنه لا يوجد أى خلاف شخصي بين صلاح وماني، هى أمور تحدث في كرة القدم داخل الملعب وتنسى تماماً بعد المباراة وداخل غرفة خلع الملابس تعود الأمور إلى طبيعتها.

صلاح وماني عليهما تقييم الموقف داخل الملعب، كما قلت صلاح إذا عاد وشاهد في التلفاز خلال إعادة المباراة اللقطتين عندما رفض تمرير الكرة لفيرمينو وماني، سيقول نعم التمرير كان هنا أفضل بكثير ومن الأنانية والتسجيل.

ماني وصلاح عليهما اتخاذ القرارت الصحيحة خصوصاً النهائية داخل الملعب متى وكيف يسددان أو يمرران الكرة، نحن لا نتحدث عن لاعبان في الأكاديمية أو ناشئين ليفربول، اليوم نتحدث عنهما وهما أبطال أوروبا.

أنانية أم غريزة طبيعية

ليس من الغريب أن نجد لاعباً مهارياً ويمتلك موهبة خاصة ولكن لديه “حاسة” الأنانية، وفي حالة صلاح وماني واللاعبين المهارين تكون الأنانية بشكل إيجابي وليس سلبي حاسة وعنصر ضمن مهاراته، يجب أن يستغلها للأفضل له وللفريق وليس للأسوأ.

ميسي، نيمار، مبابي وهازارد وغيرهم من مواهب هذا الجيل يمتلكون حاسة الأنانية ولكنهم يدركون جيداً كيف يستغلون مهاراتهم وموهبتهم في الأنانية لإفادة الفريق وإظهار قدراتهم الخاصة، وهذا الذي يجب أن يتعلمه صلاح وماني.