لا يوجد مستحيل في كرة القدم، هكذا علمتنا الساحرة المستديرة، أعطتنا دروساً كثيرة أنه لا وجود لكلمة “نهاية” في قاموس هذه اللعبة إلا مع صافرة الحكم الأخيرة.

دوري أبطال أوروبا البطولة التي دائماً تشهد على نتائج مثيرة وتحولات تاريخية في المباريات، اقتربت من نهايتها، موسم جديد سيشهد بطلاً جديداً بعد خروج حامل اللقب أخر 3 أعوام ريال مدريد الإسباني.

ليفربول ضد برشلونة، مبارة الذهاب التي كانتصراعاً بين الفريقين انتهت بنتيجة ثقيلة وربما غير منطقية بثلاثية مقابل لا شيء للنادي الكتالوني، النتيجة التي لم يكن يتوقعها حتى أكثر المتفائلين من جماهير البلوجرانا.

مُصر تماماً أنه لا يوجد أى حسابات في هذه النوعية من المباريات، سواء حالة الفريقان هذا الموسم أو حتى نتيجة الذهاب التي كانت قاسية على ليفربول، ولكن الواقع يبدو أصعب بكثير من الأحلام.

الواقع لا يبدو سهلاً على ليفربول، العملاق الإنجليزي الذي يعيش موسماً خيالياً ولكنه في طريقه للخروج منه خالي الوفاض بدون أى بطولات.

مهمة ليفربول في مباراة الإياب ضد برشلونة صعبة للغاية ولكنها ليست مستحيلة، عدة أسباب تعقد مأمورية الردز على ملعبه أنفيلد يوم الثلاثاء.

العامل البدني

برشلونة حسم لقب الدوري الإسباني الأسبوع الماضي بشكل رسمي قبل نهاية المسابقة بأربعة أسابيع، وبدون أى ضغوطات حسمها وميسي على دكة البدلاء.

فالفيردي بدأ بالعمل بأسلوب المداورة في التشكيل مبكراً وهذا ساعد برشلونة كثيراً في مشواره في دوري أبطال أوروبا وسيساعده أيضاً يوم الثلاثاء، عمق التشكيل ووفرة الخيارات وأيضاً حسم الدوري مبكراً وقفوا في صف النادي الكتالوني.

على عكس ليفربول، فريق يورجن كلوب الذي يصارع ويقاتل حتى الآن من أجل حلم التتويج بلقب الدوري الإنجليزي مع تبقي جولة واحدة فقط على النهاية.

أمس ليفربول كان يواجه نيوكاسل في الجولة السابعة والثلاثين من عمر البريميرليج، في نفس التوقيت الذي واجه فيه برشلونة سيلتا فيجو في الدوري الإسباني.

لو ألقينا نظرة على تشكيلة ليفربول وبرشلونة، الأخير أراح 8 لاعبين أساسيين في الفريق ودفع بالشباب والبدلاء في مباراة نتيجتها لن تحسم أى شيء، العكس تماماً مع ليفربول.

كلوب وعلى الرغم من الهزيمة أمام برشلونة بثلاثية إلا وأنه أضطر للدفع بأفضل تشكيلة عنده أمام نيوكاسل أمس لابقاء أحلامه حيه بالصراع على لقب البريميرليج، وكانت النتيجة مباراة صعبة ومرهقة بدنياً وإصابة محمد صلاح.

غياب فيرمينو وخطر غياب صلاح

ثنائي ليفربول سجل 28 هدفاً لصالح الردز في دوري أبطال أوروبا منذ الموسم الماضي، يواجه خطر الغياب عن مباراة برشلونة المصيرية يوم الثلاثاء القادم.

على الرغم من الموسم الخيالي الذي يعيشه ليفربول، والذي يجبرنا جميعاً على رفع القبعة للمدرب الألماني يورجن كلوب ولكن هناك العديد من النواقص في الفريق.

لا يوجد عمق في تشكيلة ليفربول ولا بدلاء يناسبون مستوى الفريق وحجم المنافسات التي يواجهها، كلوب ولسوء حظه افتقد في مباراة الذهاب أحد أهم مفاتيح لعبه وهو روبيرتو فيرمنيو البرازيلي الذي لن يتواجد أيضاً في مباراة الإياب.

بديل فيرمينو في مباراة الذهاب كان فينالدوم اللاعب الذي يشغل مركز في وسط الملعب منذ انتقاله إلى ليفربول تحت قيادة كلوب، المدرب الألماني لم يجد البديل المناسب لأحد أهم لاعبيه.

اللعنة استمرت أمس وخرج صلاح في مشهد صعب على الجميع مصاباً من مباراة نيوكاسل الإصابة التي في لحظتها الأولى نقلت لنا إحساساً كارثياً ولكن تصريحات كلوب كانت مطمئنه إلى حد ما على الملك المصري.

صلاح في خط الغياب عن المباراة وكلوب أيضاً ليس لديه البديل الذي يتمتع بمستوى الجناح المصري أو حتى يقترب منه وهذه مشكلة تخطيطات في بداية الموسم.

فالفيردي ونفس اللاعبين لن يقعوا في الفخ مرتين..

01E937BD-97FC-4BC5-B7D2-5649877A778C

هل يكرر فالفيردي مأساة الموسم الماضي عندما خرج برشلونة من دوري أبطال أوروبا على يد روما الإيطالي بعد خسارته بثلاثية نظيفة في مباراة الإياب بعد الفوز ذهاباً برباعية مقابل هدف؟

لا أعتقد أن نفس المدرب ونفس اللاعبين سوف يقومون بالخطأ نفسه مرتين على التوالي، برشلونة لم يتغير كثيراً عن الموسم الماضي، بل بالعكس أضاف الكثير من أجل عمق وصلابة التشكيل.

الحذر أيضاً سيزداد خصوصاً أمام فريق مثل ليفربول، مع احترامي لروما الإيطالي الموسم الماضي ولكن لم يكن أحد يتوقع هذه العودة حتى لاعبي برشلونة أنفسهم الذي يتحملوا هذه النتيجة.